" أعقاب السجائر" هي رأس مال تلك الشركة!

أين تكمن المشكلة في أعقاب السجائر؟
 تملأ أعقاب السجائر شوارعنا وشواطئنا بكثرة، ولمدة عقود كان من المُعتَقَد أنَّ تلك الأعقاب غير قابلة لإعادة التدوير؛ وذلك لأنها تحتوي على مزيج من المنتجات العضوية وغير العضوية المُعبأة بإحكام، والتي لا تستطيع شركات إعادة التدوير معالجتها أو التعامل معها، ومن الواضح أمامنا أنه إذا توقف الجميع عن التدخين فسوف يكون هذا من الأفضل للبيئة، لكن الإحصائيات تُظهر أن هذا لن يحدث في أي وقت قريب، حيث إنه وعلى الرغم من الزيادة في الإعلانات المضادة للتدخين والرسائل على مدى السنوات العشرين الماضية بين عامي 2000 و 2014، ارتفع حجم مبيعات السجائر

العالمية بنسبة 8% كما أفاد Ari Phillips، وفي نهاية الأمر تنتهي أعقاب السجائر كقمامة، حيث تُقدر معاهد الصحة الوطنية الأمريكية -NIH- أن نحو 4.5 تريليون من 6 تريليون سيجارة تُدخن كل عام ينتهي بهم الأمر كقمامة، وهذه مشكلة؛ لأن معظن فضلاتنا تنتهي في المجاري المائية، كما أن السجائر تحتوي على الكثير من السموم التي تسبب تلوث البيئة المحيطة بها، ونَوه على ذلك Tom Szaky -مؤسس TerraCycle- لصحيفة Fusion قائلًا "لا يتطلب الأمر سوى سيجارة واحدة لتلويث لتر من الماء". 

شركة TerraCycle:
لكن شركة TerraCycle التي تقع في نيوجيرزي، واجهت التحدي وابتكرت طريقة لإعادة تدوير ملايين أعقاب السجائر وتحويلها إلى منتجات بلاستيكية صناعية، مثل منصات الشحن، ونواقل السكك الحديدية، وحتى منافض -طفايات- السجائر، وهدفها الأساسي هو أخذ العناصر التي يعتبر الناس إعادة تدويرها مستحيلة، ثم استخدام العلم لمعرفة طريقة لفعل ذلك.

منذ إطلاقها في أوائل عام 2000، أصبح لديها الآن أكثر من 7000 صندوق لإعادة تدوير السجائر في تسع دول حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، ويمكن للأشخاص أيضًا إرسال أعقاب السجائر القديمة مجانًا لإعادة تدويرها.

فكيف تقوم الشركة بتحويل كل هذه الأعقاب السامة إلى شيء مفيد؟ 
 TerraCycle تفعل ذلك عن طريق كسرها لأول مرة في الأجزاء الفردية، فهي تقوم بتجميع المواد العضوية المتبقية، مثل التبغ والورق مع غيرها من المواد الغذائية، واستخدامها في الأراضي غير الزراعية، مثل ملاعب الغولف

والفلاتر، لكن الفلاتر أصعب قليلاً؛ لأن العديد منها مصنوع من أسيتات السليولوز -نوع من البلاستيك-، لإعادة تدويرها تقوم TerraCycle أولًا بتعقيمها وتقطيعها، ثم مزجها بمواد أخرى مُعاد تدويرها، مما يسمح بإذابتها في بلاستيك صناعي، وهو نوع من أنواع الأخشاب البلاستيكية منخفضة الجودة التي يمكن استخدامها لبناء عوارض السكك الحديدية وكريات الشحن.

وأشارت دراسة أُجريت عام 2009 إلى أنه يمكن استخدام أعقاب السجائر الموجودة في الأرض لصنع الطوب.
كما تقوم الشركة بإنشاء عناصر مثل Frisbees ومنافض السجائر، وكذلك الملاعب والحدائق المجتمعية، باستخدام المنتجات المعاد تدويرها.

في حين أن عملية التصنيع مباشرة، فهي ببساطة تنطوي على إذابة وإعادة تشكيل البلاستيك.
كما أنهم الآن يوسعون عروض إعادة التدوير الخاصة بهم لتشمل 80% من النفايات المنزلية التي لا يمكن إعادة تدويرها حاليًا مثل: أغلفة الشوكولاتة، الأقلام والهواتف المحمولة، والهدف من ذلك هو استخدام أحدث الأبحاث لإيجاد طريقة لوقف الكثير من النفايات التي ينتهي بها المطاف إلى مكب النفايات، ثم الحصول على الشركات لتمويل هذه العملية، وحتى الآن، إنها تعمل.
 


عن المشاكل التي تواجه الشركة:
المشكلة الحقيقية التي تواجهها هي التكلفة، وفقًا لـ Szaky، يُستغرق حوالي 2000 سيجارة لإنتاج 1 كيلوجرام من البلاستيك، وللأسف، فإن عملية إعادة التدوير تُكلف أكثر من المنتجات البلاستيكية التي يمكن بيعها، لذلك لن يكون هناك طريقة لتَبَنيها من قِبل مصانع إعادة التدوير الكبرى في أي وقت قريب، لكن TerraCycle تحصل على الشركات بما في ذلك شركات السجائر لرعاية صناديقها وبرامج إعادة تدويرها ولتمويل هذه العملية؛ حتى تتمكن من إبقائها حرة للمدن والأشخاص الذين يرسلون أعقابهم.

وقال مدير الإتصالات Albe Zakes في TerraCycle لـ Fusion "لم نعثر على أي شيء لا يمكننا إعادة تدويره، ولكن مع كمية وتنوع العبوات والقمامة في العالم، نبحث دائمًا عن مخلفات جديدة لمعالجة النفايات".

الرابط مصدر المقال

asmaa moustafa ahmed

asmaa moustafa ahmed

مترجمين المقال