تقرير الحريق المثير للقلق لمصانع إعادة التدوير في المملكة المتحدة

تقرير الحريق المثير للقلق لمصانع إعادة التدوير في المملكة المتحدة


                                                            كتبه أوليفير بلوتش

هناك أكثر من 300 حريق سنويا في مصانع النفايات وإعادة التدوير في المملكة المتحدة. وتأمل التوجيهات الجديدة في الحد من هذه الإحصائية.


أُستدعيت أطقم الإطفاء يوم الثلاثاء لإخماد حريق كبير في مصنع للنفايات في بلدة أولدبوري بإقليم ميدلاندز الغربية. من المحتمل جدا أن مركز إعادة تدوير آخر يطلب خدمات الإطفاء هذا الشهر.


وكان متوسط عدد الحرائق  في مصانع النفايات وإعادة التدوير في المملكة المتحدة أكثر من 300 حريق سنوياً بين عامي 2001 و 2013. وفي مايو، أخمد 40 من رجال الإطفاء حريقا إشتعل لمدة يومين في مصنع لإعادة التدوير بالقرب من روثرهام. وفي الشهر نفسه،  تم اجلاء 24 من السكان من منازلهم في مانشستر بعد إنفجار أجزاء من الكمبيوتر في مصنع لإعاده التدوير في سوينتون.


بالاضافة  إلى أن هذه الحرائق تمثل خطراً واضحاً علي حياة الإنسان ، فإنها تشكل خطراً بيئياً كبيراً وتفرض تكلفة كبيرة علي الأعمال التجارية في الأضرار التي تلحق بالممتلكات.


ويقول نيكي كننغهام، نائب مدير تنظيم النفايات في هيئة البيئة، معظم مواقع النفايات مدارة جيدا كما يزداد الوعي بمخاطر الحريق. لكن قابلية إحتراق المواد المخصصة لمراكز إعادة التدوير - الورق والبلاستيك والخشب والكرتون وما إلى ذلك - تعني أنه من المستحيل على شركات النفايات اتخاذ إحتياطات كثيرة جدا.


ويقول كننغهام "عندما تتسبب المواقع في مخاطر غير مقبولة ، سنتخذ إجراءات التنفيذ، بما في ذلك الإجراءات القانونية إذا لزم الأمر".


إن تحسين سجل الحرائق المثير للقلق في قطاع النفايات في المملكة المتحدة هو موضوع التوجيهات الجديدة من منتدي السلامة  والصحة لصناعة النفايات(ويش). وتتراوح التوصيات التي يتضمنها التقرير بين تركيب الرشاشات وغيرها من نظم إطفاء الحرائق علي الرغم من تدريب الموظفين علي أساليب مكافحة الحرائق وإجراءات الإجلاء.


ليس الإستثمار في معدات الوقاية من الحرائق رخيصا.فعلى سبيل المثال, تستثمر شركة رينيويللنفايات في المملكة المتحدة 10مليون جنيه إسترليني لتحسين السلامة من الحرائق في مصانعها 36 البريطانية لأعاده التدوير علي مدي السنوات الثلاثة المقبلة.


وقال كريس جونز، مدير إدارة المخاطر في شركة "كوري إنيرجي" للنفايات, إنه  في أي صناعة  تعاني من أرباح صغيرة ، يمثل العثور على الإستثمار الأفضل  لمعدات الوقاية من الحرائق  تحديا حقيقيا لكثير من الشركات.


و أردف "ومع ذلك، لا تزال النفقات المالية مهمة حقا. فإذا قمت ببناء منشأة إعادة التدوير كبيرة ولم تنفق ما بين 10٪ و 20٪ على الحماية من الحرائق، فعندئذ أن يجب تسأل لماذا "
كماأوضح جونز أن المعدات باهظة الثمن لن تعوض سوء الإدارة في الموقع. وإذا كانت المنشاة مليئة بالغبار، أو إذا كانت المواد المعاد تدويرها مكدسة جدا أو قريبة جدا من بعضها البعض، فلن ينتجها أي قدر من أنظمة الوقاية الحديثة "ولا حتي إدارة الشعوذة" ، "انه فقط عمل شاق"


وفقا لما ذكره مالرك أندروز, قائد رابطة كبار ضباط الإطفاء في حرائق النفايات أنه ستخفض حالات الحريق بشكل جذري إذا اتبعت شركات النفايات المرخص لها خطط الوقاية من الحرائق التي أصبحت ملزمه الآن بوضعها في اطار قواعد إدارة البيئة.


ويقول أندروز"المشكلة هي أن الشركات كثيرا ما تخزن كمية مهولة من النفايات في أكوام واحدة ولا تترك مسافة كافية بينها. فإذا إندلع حريق ، فمن المستحيل تقريبا لخدمة الإطفاء الوصول إليه وإخماده "


وبينما يمكننا إلقاء اللوم علي الحوادث والممارسة المهملة لشركات النفايات المسجلة ، فليس إهمال الصناعة هوالسبب الوحيد. فمن المشاكل الكبيرة بالنسبة لهذا القطاع عدم الشرعية.وتعمل المئات من شركات غير الموثوق بها في جميع انحاء المملكة المتحدة ، مع قلة أو عدم إهتمام بالوقاية من الحرائق.


 أصبحت قضية مواقع النفايات غير القانونية والتخلص غير الشرعي والذي أصبح مبغضا لأماندا ميلينغ، عضو البرلمان المحافظ لكانوك تشيس. ودعت ميلينغ إلى إعادة النظر في القواعد الخاصة بمواقع النفايات غير القانونية بعد إندلاع النيران في أحد تلك المواقع بدائرتها الانتخابية في أواخر العام الماضي. وحتي بعد أكثر من ثمانية أشهر, ما زال الدخان يتصاعد.


وتقول ميلينغ، التي ترغب في رؤية الشرطة تطبق النظام والعقوبات، "إن مواقع النفايات غير القانونية آخذة في الازدياد في جميع أنحاء البلاد".


وعامة الناس ليس معفيين من الخطأ. ولا تحدث نسبة كبيرة من الحرائق بسبب ما يحدث خلف جدران مرافق النفايات, ولكن  بسبب ما يمر عبر بواباتها.


وفقا ل (ويش)، إن إدراج "المواد الساخنة أو الخطرة" في إعادة تدوير بالقيروان يسبب ما يقرب من ثلث (31٪من) جميع الحرائق في مرافق النفايات وإعادة التدوير. ومن بين المسببات الرئيسية الرماد الساخن وبطاريات الليثيوم واسطوانات الغاز والسوائل القابلة للإشتعال والهباء الجوي، والأخير هو ما ذكرته خدمات الاطفاء في حريق أولدبري هذا الأسبوع.


وحسب كلام  ستيفن فريلاند ، مدير السياسات في رابطة الخدمات البيئية الإسكتلندية ، ان بطاريات الليثيوم تثير قلقا خاصا. حيث قال: "إنها كانت تسبب لنا إزعاجا لا نهاية له وأنها تزداد سوءا إذا ظهرت هذه البطاريات في جميع أنواع المنتجات الكهربائية".


ومن الحلول الممكنة وضع علامة إلكترونية علي البطاريات بحيث تتمكن شركات النفايات من إكتشافها إذا دخلت إلى مجاري النفايات التقليدية. وتقوم جمعية الخدمات البيئية حاليا بالضغط على مصنعي البطاريات لإدخال هذه التكنولوجيا، ولكن دون نجاح حتى الآن.


ويقر دارين شيلفورد، خبير في صناعة النفايات بشركة مارشللتأمينات  في المملكة المتحدة ، بأن خطر نشوب حرائق في مواقع النفايات لا يمكن القضاء عليه تماما. واختتم "أنه سيتم فقط من خلال التعاون مع أصحاب المصلحة والخبراء التقنيين وشركات التأمين وعامة الناس إيجاد بحلول القرن الحادي والعشرين لهذا الخطر القديم".


الرابط مصدر المقال

Arwa Fattah

Arwa Fattah

مترجمين المقال
Shaimaa Ahmed Younes

Shaimaa Ahmed Younes

مترجمين المقال