بعيدًا عن القطن، هذه الفواكه الثلاثة تهز صناعة المنسوجات

للقطن آلاف الفوائد بدءاً من النسيج إلى الغذاء ويستخدم أيضاً كعلف، وعلى الرغم من وجوده في كل مكان  فإنّه راسخ بتاريخ طويل أثّر بشكل هائل على العالم اليوم.

وقد قالت (رابطة المستهلكين العضوية): إن القطن هو أكثر محصول سام في العالم، حيث يستهلك أكثر من 25% من كل المبيدات الحشرية في العالم و12% من كل مبيدات الآفات،  وقد قال (الصندوق العالمي للحياة البرية): إنّه يستهلك 20 ألف لتراً من الماء لإنتاج كيلوجرام واحد من القطن والذي يكافئ تي شيرت واحد وبنطال جينز.

وُيصنع حوالي نصف هذه المنسوجات من هذا العنصر البيئي غير المستدام، ولهذا السبب ينبغي على صناعة القطن أن تستفيد من قلة المنافسة، ولكن الشيء الجيد هو وجود العديد من الاختيارات الصديقة للبيئة التي يمكنك إضافتها إلى خزانة ملابسك، وفي مقال الأسبوع الماضي من (صحيفة الجارديان) ثلاثة منسوجات مفاجئة من الفواكه ربما لا تحتويها صناعة القطن فقط، بينما أيضًا تستخدم أجزاء من النبات التي يمكن أن تُترك طبيعيًا لتتعفن.

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الثاني عالمياً بعد الصين في إنتاج القطن، وتبعاً لرابطة المستهلكين العضوية: فإن حوالي 75% من القطن وبذور القطن في أمريكا هي معدّلة جينيّاً.
وهذه المنسوجات هي:


1.   أوراق الأناناس:

إنّنا عادة ننظر للأناناس كطعام خفيف صحي أو كإضافة للبيتزا، ولكن شركة (Ananas Annam) تستخدم أوراق الأناناس لتصنع بديل متجدد ورخيص للجلود يسمى (بيناتكس) كما أعلنت عنه (صحيفة الجارديان).
وتبعًا لمنهج (من المهد إلى المهد) جنّدت شركة النسيج مجتمعات الأناناس الزراعية لتستخلص الألياف من الأوراق بواسطة عملية استخلاص تسمى التقشير، ويمكن أيضاً تحويل الكتلة الحيوية الناتجة من التقشير إلى مخصب عضوي أو غاز حيوي كمصدر إضافي للدخل في المجتمعات.

أما عن نفايات الأناناس فهي أيضًا مفيدة في صناعة الغذاء، وقد اكتشف الباحثون في دراسة نشرتها جريدة (تصنيع الأغذية والمنتجات الحيوية) أن إنزيم (بروميلين) الذي يستخدم لتليين اللحوم وفي المخبوزات والتخمير، يمكن استخلاصه من جميع أجزاء الأناناس خاصة من القشرة والتاج،  وكما أوضح (مستكشف الأغذية) أن الباحثين قالوا إن استخلاص (البروميلين) من نفايات الأناناس لن يضيف فقط عائدًا من خلال زيادة إمداد البروميلين إنما أيضًا سوف يقلل أثار التخلص من النفايات.

وبما أنه موجود بكميات كبيرة في الفلبين فيستخدم نسيج (بينا) بالفعل في ملابس فلبينو التقليدية بسبب جودتها الناعمة وخفة وزنها حيث إنها مثالية للمناخ الدافئ، وكما كتب إيكوسولان أنّ " السطح اللامع للمادة يزيل أيضًا الحاجة للمعالجة بالمواد السامة، حيث إنه يعمل كطبقة وقائية للنسيج نفسه.

وأعلنت (وكالة فلبين للمعلومات) أن الدولة تحتوي 59 ألف هكتار من مزروعات الأناناس يمكنها أن تعطي محصولاً قدره 55,483 طن من ألياف الأناناس، بالإضافة إلى أنّ النفايات الزراعية يمكنها أن تصبح مواد بديلة للملابس والمنسوجات المنزلية والمفروشات إضافةً إلى المنسوجات غير المحاكة والصناعية.

2. قشور جوز الهند:

 يسقط نحو 20 بليون ثمرة جوز الهند من الأشجار سنوياً حيث يتمّ التخلص عادة من قشور وأغلفة جوز الهند عادة، إنّها لخسارة كبيرة  أن تُهدر ثمرة جوز الهند سواء حليبها أو لحمها أو قشرتها أو حتى الطبقة الليفية الخارجية في حين يمكن إعادة تدويرها.

يمكن  أيضاً تحويل ألياف جوز الهند (كما تسمّى)  متعددة الاستعمالات إلى أشياء كثيرة بدءاً من الأشياء الشائعة مثل سجادة الباب وشعيرات الفرشاة بالإضافة إلى أشياء غير مألوفة عادة.

أوضح موقع (Made How) أن شركة النساجون المتخصصون بصناعات بيلتون تقوم بتدوير هذا النسيج القوي والقابل للتحلل الحيوي إلى جذوع وسياج لتنسيق الحدائق ومكافحة انجراف التربة، ويمكن أيضاً استخدام طبيعة النسيج الماصّة في تسرب النفط على اليابسة والماء بالإضافة إلى المساعدة على تجديد الغطاء النباتي على طول قاع الجدول وعلى ضفاف الأنهار.

ويمكن استخدام نخاع ليف جوز الهند – وهو منتج ثانوي مُهدر من إنتاج ليف حوز الهند - لتغطية التربة ومعالجتها واستخدام الزراعة المائية للنمو.

وفيما يتعلق بالملابس تُصنع ألياف الكوكونا من قشور جوز الهند والتي يُعاد تدويرها في الكربون النشط عندما تُدمج في الألياف والأقمشة حيث ينتج عنها الملابس التي تجف سريعًا وتمتص الرائحة وتظل باردة وتوفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية مما يجعلها مثالية للملابس الرياضية.


 3. سيقان الموز:

 يُنتج نوع آخر من النسيج متعدد الاستعمالات من سيقان نبات الموز، وهو جزء من النبات الذي عادة ما يتم التخلص منه أو حرقة بمجرد جمع الثمار مسببًا التلوث. وكما كتبت (صحيفة الجارديان) بأنه يتم إهدار ما يقرب من  بليون طن من سيقان نبات الموز سنوياً "على الرغم من استخدام 37 كيلو جرام فقط (حوالي 81.571 باوند) من السيقان لإنتاج 1 كيلو جرام (حوالي 2 باوند) من الألياف "، عادة ما كانت تُلقى هذه السيقان باعتبارها فضلات إنتاج لصناعة الغذاء، ولكنها الآن أصبحت مصدر جديد ذو قيمة حيث تتطلب مساحة إضافية صغيرة جدًا من الأرض المزروعة".

تستخدم الألياف بالفعل في اليابان وجنوب شرق آسيا، حيث يمكن استخدام الطبقات الخارجية للسيقان في عمل السلات ومفارش المائدة، ويمكن استخدام الطبقات الداخلية الرفيعة في صناعة الكيمون الرقيق (ثوب ياباني تقليدي).

ووفقًا لشركة المنسوجات البيئية (Offset Warehouse)  غالباً لا يحتاج نبات الموز إلى مبيدات حشرية أو أسمدة عندما ينمو في المنطقة الاستوائية.

أوضح موقع (انديان اكسبريس) في الهند:  تشتري شركة صناعة الأوراق (الوحدة الخضراء الصديقة للبيئة) (إن. جي. أو) (Chaitanya Mandal) سيقان الموز مباشرة من مزارعي الموز لصناعة الأوراق.
وقال (ديليب كولكارني) من (Chaitanya Mandal) للإعلام : في الماضي كان يجب على المزارعين أن يدفعوا 3000 روبية (حوالي 50 دولارًا أمريكيًا) لكل فدان من أجل إخلاء حقولهم،  والآن إذا قرروا توفير سيقان الموز لوحدات التجهيز فإنهم لن يوفروا هذا المبلغ فحسب لكن بدلاً من ذلك سوف يحصلون على المال في مقابل لذلك.

يمكن استخدام ألياف الموز المنسوجة بطريقة السلة السميكة في صناعة تنانير ومعاطف مُصممة خصيصًا بالإضافة إلى الوسائد  والبطانيات.

بالمناسبة  إذا كنت تبحث عن الملابس القطنية ابحث عن الأنواع العضوية التي تنمو بدون مواد كيميائية صناعية سامة وابحث أيضاً عن الأصباغ الطبيعية لتقليل كمية الكيماويات المُلقاة في نظامنا البيئي.

تدقيق لغوي: آمنه الداغر



الرابط مصدر المقال

Hoda Abdallah Attia

Hoda Abdallah Attia

مترجمين المقال