انظر داخل خزانتك أو ثلاجتك لتعرف السبب الرئيسى للنفايات الغذائية

هناك احتمال كبير بأن ينتهي الأمر بالخضراوات الطازجة في ثلاجتك في القمامة بدلاً من طبق عشائك.

لا يذهب أى شخص إلى محل بقالة بنية رمى الطعام لاحقاً بالتأكيد ولكننا جميعاً نفعل ذلك أحياناً أكثر مما نتخيل. تقول "روث ليتشفيلد"، أستاذة التغذية وعلوم الأغذية فى جامعة ولاية "آيوا":
"نحن نضيع حوالى 20 رطلاً من الطعام كل شهر."



وقالت "ليتشفيلد":
"إنها لمشكلة كبيرة عندما تفكر أن 40% من المواد الغذائية المنتجة فى الولايات المتحدة تذهب سدى، فهذا يعتبر تصرف غير مسئول."



وهناك أسباب عديدة لانتهاء المطاف بها إلى سلة المهملات ومنها إلى مقلب القمامة، والمتعلقة جميعها بعقليتنا نحو الغذاء. تقول "ليتشفيلد" أننا بحاجة إلى تغير فكرنا، سواء بأن نغير أفكارنا عن شراء أكثر مما نحتاجه من محل البقالة، أو استهلاك نسب كبيرة من الغذاء فى المطاعم، فعاداتنا الغذائية تميل إلى الإسراف.

ووفقاً لدراسة تم إجرائها عام 2012 عن المسئولية الاجتماعية تجاه النفايات الغذائية فإن 44% من الأغذية التى تلقى فى المكب تأتى من المنزل يليها 33% من صناعة الخدمات الغذائية. وقالت "سوزان أريندت"، أستاذة إدارة الضيافة فى ولاية "آيوا" أن صناعة الخدمات الغذائية تقوم بدورها فى تنفيذ مبادرات متنوعة. ومن أمثلة ذلك التبرع بالأغذية إلى الملاجئ أو مطاعم الفقراء دامجةً الأطعمة المتبقية مع عناصر القائمة الأخرى - على سبيل المثال: استخدام الفاصوليا الخضراء غير المقدمة مع حساء الخضراوات فى اليوم التالى، والتعاون مع المزارعين للاستفادة بالأغذية غير المستخدمة في إطعام حيوانات المزرعة.. وتلك مجرد أمثلة قليلة.

وتقول "أريندت":
"بعض المطاعم يمكنها أيضاً أن تساعد فى ذلك، بأن تقوم بسؤال الزبائن عما ل ايريدون مع وجباتهم، على سبيل المثال: بدلاً من جلب كل الزبدة والزيت مع الخبز، عليهم أن يسألوا العميل عما يفضله، بدلاً من ترك إحداها بدون استخدام، فيكون مصيره هو التخلص منه."



كيف تحد من الإسراف؟؟

وأضافت "ليتشفيلد": يمكن لبعض المستهلكين أن يقوموا بتنفيذ عدة خطوات مماثلة فى المنزل؛ للحد من الإسراف وتوفير المال فى النهاية فهى تنصح ب:


التخطيط الأسبوعي للوجبات:

قالت ليتشفيلد أن هناك العديد من الفوائد التي تعود علينا من عمل قائمة وجبات أسبوعية، ليس مجرد الحد من الإسراف، وإنما لو كنت على علم أنك ستمارس الكرة أو أى نشاط آخر، فقم بجعل وجباتك عبارة عن خضراوات مجمدة ومعلبة وعناصر أخرى غير قابلة للتلف، والتى من الممكن استعمالها فى الأسبوع التالي عند تغيير الخطط.


قم بإيجاد استخدام بديل للمنتج الغذائي:

فكر فى تجميد أو التبرع بالمنتجات الطازجة التي لن تأكلها قبل أن تبدأ فى التعفن، قم بتقطيع وتعبئة الفواكه والخضراوات لكى يصبح من السهل سحبها من المجمد، ثم قم بوضعها فى المعصرة أو فى طبق خزفى.


التسميد:

بعض الجمعيات تقوم بوضع برامج للتسميد ولكن ليتشفيلد تقول أنه من السهل نسبياً أن تقوم بصناعة السماد الخاص بك فى المنزل؛ فتحويل الطعام إلى سماد هو تضييع للنفايات التى تحول إلى مكب القمامة مما يؤدى إلى إنبعاث الغازات الدفيئة.


فهم البيع حسب التواريخ:

تقول ليتشفيلد: "نحن نلقى 160 مليار جنيه من الطعام الصالح للأكل بسبب التشويش بشأن ملصقات"البيع بالكيلو" أو العروض." وقالت أن التاريخ التالي لا علاقة له بسلامة الطعام فالأمر متعلق بالجودة، ففى الولايات المتحدة حليب الأطفال هو المنتج الوحيد الذى من شأنه أن يكون له تاريخ إنتهاء صلاحية محدد. هناك بند فى قانون استعادة الغذاء المقترح عام 2015 ينص على توحيد اللغة من أجل تقليل الإلتباس.


إيجاد طرق لتحقيق التأثير:

عند مناقشة مشكلة تبديد الطعام فى الصف، قامت أريندت بتقسيم الطلاب لمجموعتين. هناك نفايات من المنتج عينه، مثل قشر البيض أو أرضية القهوة، ونفايات الخدمة أو الطعام الذى يتم تقديمه ول ايؤكل. فهى تقول أن الإسراف فى المنتجات لا يمكن تجنبه -بالرغم من العناصر الجيدة لصنع السماد- ولكن مع تلك النفايات هناك العديد من الفرص لإحداث تأثير.

على سبيل المثال أجرت أريندت وزميل لها دراسة على نفايات الحليب فى المدارس الإبتدائية، ومن خلال تنفيذ تغييرات بسيطة، خفضت المدارس كمية مخلفات الألبان. لاحظت إحدى المدارس أن الطلاب كانوا يلقون عبوات الحليب غير المكشوفة، وأنشؤوا "جدول مشاركة" للطلاب لترك عبوات اللبن غير المفتوحة للطلاب الآخرين للشرب. ولقد قالت أن ثمة مدرسة أخرى قامت بالحد من التكنولوجيا فى غرفة الطعام؛ لذا كانت النتيجة هى تركيز الطلاب على الأكل وليس اللعب على أجهزة الكمبيوتر.

التحكم في النسبة هو خطوة أخرى تتخذها صناعة الخدمات الغذائية، ولكن المستهلكون الواعون صحياً هم فى الكثير من الأحيان من العوامل المحفزة، ومع ذلك يمكن لهذا أن يساعد فى التخلص من مشكلة النفايات.

وقالت  أريندت: تقدم الكثير من المطاعم حجم نصف الحصة وأيضاً حجم الحصة العادى. صحيح أن الزبائن تريد الحصول على القيمة، ولكن ذلك يعتمد أيضاً على نوع العملاء؛ فالمستهلكين الأكثر وعياُ صحياً أكثر ميلاً لاختيار الحجم الأصغر.



السياسة ذات التأثير القوى (الضرب بيد من حديد):

فى عام 2015 وضعت وزارة الزراعة الأمريكية هدفاً وطنياً للحد من فقدان الأغذية والنفايات بنسبة 50% بحلول عام 2030، ولكن ليتشفيلد لديها شكوك فى أن العديد من المستهلكين على بينة من هذا الهدف أو يبذلون جهداً للقيام بدورهم، وتقول أنها ستتخذ سياسة على غرار قوانين حزام الأمان أو ضرائب التبغ لتحفيز الناس على إجراء التغيير.

وقالت ليتشفيلد:
"إذا ما نظرت إلى الناس عندما بدأوا بالفعل باستخدام أحزمة الأمان، كان ذلك عندما كان هناك احتمال للغرامة".وأكملت "فى بعض المجتمعات أنت المسئول عن خدمة القمامة القائمة على أساس الجنيهات أو عدد العلب. فإذا كنت مسئولاً عن كمية الطعام التى يتم تركها فى المنزل ربما يغير ذلك العادات."


وهناك عامل آخر يساهم فى تكلفة الغذاء. لا تدعوا ليتشفيلد لإرتفاع الأسعار فى متجر البقالة؛ لكنها تقول أن الأطعمة فى الولايات المتحدة رخيصة بالمقارنة مع البلدان الأخرى. إذا كان أكثر تكلفة فإن الناس لن يحبوا أن يسرفوا فى شراء الطعام وسيكونون أكثر ذكاءًا فى إختيار مشترياتهم ونتيجة لذلك فإن الطعام لن يُهدر.

الرابط مصدر المقال

Raghda Gaafar

Raghda Gaafar

مترجمين المقال