كيف يقوم المصنع المُصغر بتحويل النفايات الإلكترونية إلى مواد قابلة لإعادة الاستخدام؟

يبدو أن إمتلاك العديد من الأجهزة الرقمية هي الثقافة السائدة في هذا العصر. فأصبح شائعًا أن يمتلك الفرد أكثر من جهاز مثل الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية [1]  والهواتف الجوالة ذات الحجم الكبير والساعات الرقمية (الذكية)، وغيرها من الأجهزة الموجودة في المنازل.
ومع ذلك، بمجرد أن تفقد هذه الأجهزة قدرتها على العمل؛ فأنها تصبح جزء من النفايات الإلكترونية المتزايدة باستمرار. وكما جاء في جريدة الجارديان (Quardian): وفقاً لتقرير صادر من رابطة غرف التجارة والصناعة في الهند (Assocham)،  في عام 2013، وصلت النفايات الإلكترونية في بنغالورو إلي 20 ألف طن تقريبًا. والأخطر من ذلك هو زيادة هذه الكمية بنسبة 20% سنوياً، حسب التوقعات التقديرية.
ومع استمرار السوق الهندي للإلكترونيات في النمو واستمرارنا في استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ قد تواجه الهند مشكلة ضخمة وهي التخلص من النفايات الإلكترونية. ولمواجهة هذه المشكلة، قام عالم هندي الأصل مقيم في أستراليا بإطلاق أول مصنع مُصغر في العالم، والذي  يقوم بتحويل النفايات الإلكترونية إلى مواد قيمة يمكن إعادة إستخدامها.

ما هي المواد القيمة التي ينتجها المصنع من النفايات الإلكترونية؟ سوف تندهش!
على سبيل المثال: يتم تحويل لوحات الدوائر الإلكترونية الموجودة في الحواسيب إلى سبائك من النحاس والقصدير. والأجزاء البلاستيكية والزجاجية الموجودة في العديد من الأجهزة الإلكترونية يمكن أن تصبح مواد دقيقة تُستخدم في صناعة السيراميك وخيوط الطباعة ثلاثية الأبعاد.
والمصنع المُصغر عبارة عن ماكينة واحدة أو عدة ماكينات صغيرة. والمصنع يعمل تبعًا لسياسة براءة الإختراع (والتي تمنع المؤسسات والأشخاص من استخدامها دون إذن)، لتحويل النفايات الإلكترونية إلى منتجات قابلة لإعادة الاستخدام.
قالت فيينا ساهاجوالا في تصريح لها لموقع الهندوس (thehindu.com): يمكن للمصنع المُصغر أن يقوم بتحويل كميات هائلة من النفايات الإلكترونية. وأضافت قائلة: يمكن للمصنع أيضًا تحويل العديد من المواد الستهلكة مثل الزجاج والبلاستيك والأخشاب إلى مواد ومنتجات تجارية.
يمكن للمصانع المُصغرة أن تعمل في موقع صغير جدًا؛ لا يتعدى 50 مترًا، وفي أي مكان في العالم حيث تتراكم النفايات. ويمر كل جهاز مُستهلك عبر وحدة من النظام لتسهيل عملية التحويل.
فيتم وضع الأجهزة في الوحدة الأولى، والتي تقوم بتفتيت هذه الأجهزة. وفي الوحدة الثانية يوجد إنسان آلي من نوع خاص وظيفته تحديد الأجزاء المفيدة. وفي الوحدة الثالثة يوجد أتون صغير (فرن)، حيث تتم العملية الأساسية  للتحويل، وباستخدام عملية التحكم في درجة الحرارة بدقة  يقوم الأتون بتحويل الأجزاء إلي مواد قيمة. 
 هذا هو ما قالته الأستاذة فيينا في تصريح لها "لقد أثبتنا أنه يمكن تحويل أي شيء دقيق الحجم وأيضًا كميات مهولة من النفايات إلي مواد ذات قيمة. على سبيل المثال؛ بدلًا من النظر إلى المواد البلاستيكية على أنها مجرد مصدر للإزعاج؛ لقد وضحنا علميًا أنه يمكن إنتاج مواد من هذه النفايات تُستخدم في صنع الخيوط الذكية للطباعة ثلاثية الأبعاد.

 قرار جديد من نوعه 
ومع قيام شركات الإلكترونيات بتخفيض أسعار منتجاتها للمنافسة مع الشركات الأخري، يتم إغراء المستهلكين ليزيدوا من شرائهم للمنتجات الإلكترونية. ففي عام 2016؛ تم إنتاج ما يقرب من 1.975 مليون طن من النفايات الإلكترونية في الهند. ووفقًا لتقرير من بوابة كوارتز الرقمية (Quartz)، فإن الهواتف المحمولة رخيصة الثمن قد تكون هي السبب وراء توليد هذا الكم الهائل من النفايات الإلكترونية في الهند.
ومع  استمرار رُخص الهواتف الذكية في الهند، ستحتاج الهند بالتأكيد نظام فعال لإدارة هذه النفايات، وربما يكون مصنع الأستاذة فيينا هو الحل.
ففي شهر يناير 2018؛ أنتجت الهند حوالي مليوني طن من النفايات. وفقًا لتقرير صادر من موقع الهندوس (thehindu.com)؛ فإن حوالي 80% من هذه النفايات يتم تفكيكها من قبل القطاع غير الرسمي، بتكلفة صحية وبيئية ضخمة، وبمسئولية محدودة للغاية.
فقد يكون أول مصنع مُصغر في العالم هو الحل لكل هذه المشاكل. نظرًا لأنه يمكن أن يحول أي مادة إلى شيء قيّم، فقد يساعد أيضًا في حل مشكلة التخلص من المواد البلاستيكية بأمان.

[1]  حاسوب محمول صغير أكبر من الهاتف الذكي حجمًا يعمل بتقنية اللمس على الشاشة.


مراجعة المقال: Heba Allah Samir Mohamed

الرابط مصدر المقال

Roberto Nasser

Roberto Nasser

مترجمين المقال