المشكلة المُحيرة للأكواب القابلة للتحول إلى سماد

في أمريكا المستدامة وجدنا أنه يمكن للناس اتخاذ قرارات أفضل بالتعليم وزيادة الوعي. هذا أمر يُسهل إيصاله للناس غالبًا، ولكن أحيانًا يكون الاختيار مُحيرًا، تعد الأكواب القابلة للتحول إلي سماد أو أكواب متعدد حمض (اللبنيك) مثال رئيسي صارعناه عندما أردنا المساهمة في فعاليات تقليل حجم النفايات. 
لحظة! أليست الأكواب القابلة للتحول إلى سماد فكرة عظيمة؟
نعم، للوهلة الأولى تبدو الأكواب القابلة للتحول إلى سماد فكرة عظيمة؛ فأكواب متعدد حمض اللبنيك -نظرًا لأنها تُصنع عادة من نشا الذرة- أفضل من حيث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لأن الذُرة المُستخدم في صنعها يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو أثناء نموه، كما يُمكن للكوب إذا تحول إلى سماد أن يُثري التربة الزراعية. ويبدو واضحًا أن الأكواب المصنوعة من المواد العضوية ستكون أفضل من الأكواب المصنوعة من البلاستيك المُشتق من البترول رغبةً في تقليل كمية المخلفات التي ينتهي بها الأمر في مكب النفايات وتحويلها بدلًا من ذلك إلى سماد. 
  إذن، ما هي مشكلة الأكواب القابلة للتحول إلى سماد؟
إذا أُرسلت هذه الأكواب إلى مرفق مختص بتحويل الأكواب إلى سماد صناعية مع أكوام من السماد مُعالجة بفاعلية تحت ظروف خاضعة للرقابة وتم تطعيمها بالميكروبات المُساعدة على الهضم، فإن أكواب متعدد حمض اللبنيك ستتحلل في أقل من شهرين، بينما يمكن أن تستغرق أكثر من عام في كومة سماد في الفناء الخلفي لمنزل شخص ما. وإذا أُرسلت عن طريق الخطأ إلى مكب النفايات ودُفنت هناك فقد يستغرق تحللها قرنًا من الزمان. أما إذا آلت إلى صندوق إعادة تدوير البلاستيك فسوف تُفسد عملية إعادة التدوير.         
وهذا هو لُب المشكلة.
الغالبية العُظمى من أكواب متعدد حمض اللبنيك في الولايات المُتحدة الأمريكية لا يمكن تمييزها عن البلاستيك الشفاف أو الأكواب القابلة لإعادة التدوير إلا بأنها مُعلَّمة بشريط أخضر كبير، فهي بنفس الحجم والشكل، وتحمل السوائل بنفس الطريقة، ولن يكون لدى أي مستهلك عادي أي سبب يجعله يُخمن أنها مختلفة، إلا إذا نظر إلى الشريط الأخضر باعتباره تذكير بأن البلاستيك ينبغي أن يُعاد تدويره.
وفي الآونة الأخيرة، كان لي شرف التحدث في مؤتمر جمعية حدائق المجتمع الأمريكية حول أحدث مشاريعنا وهو "الأرض المشتركة" . هذا الحدث عُقد في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو، ومطعمهم -مقهي إكسبلورر- عضو مؤسس وشريك ذهبي في تحالف إلينوي لفضلات الطعام، وهي مجموعة من المنظمات التي تُكرس جهودها لتطوير تحويل فضلات الطعام إلى سماد في إلينوي. وهم يمثلون مصدرًا للغذاء بشكل محدود محليًا، وأكثر هذا الطعام يُقدم في مواد قابلة للتحول إلى سماد، بما في ذلك أكواب متعدد حمض اللبنيك، كما أن لديهم ثلاثة صناديق للنفايات قابلة لإعادة التدوير والتحول إلى سماد والمتبقي منها ينتهي إلي مكب النفايات.
وحين كنت أتناول طعام الغداء في المقهى شاهدت ضيفًا بعد آخر يقذفون أكواب متعدد حمض اللبنيك في صندوق إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وبمجرد أن فرغت من تناول طعامي بقيت لفترة بالقرب من صناديق القمامة أُعلم الضيوف أن الأكواب سوف تضر بعملية إعادة التدوير المُعدة لإعادة تدوير المواد البلاستيكية المُرتكزة على البترول (والعكس صحيح أيضًا، حيث ينبغي عدم وضع الأكواب البلاستيكية في صناديق المواد القابلة للتحول إلى سماد). ومع ذلك كان عليّ في نهاية الأمر أن أعود إلى المؤتمر، وأنا على يقين من أن عدم وجود شخص يقف بالقرب من تلك الصناديق سيؤدي إلى حدوث المزيد من التلوث خلال اليوم. وعلى الرغم من وجود جمع من المتعلمين تعليمًا جيدًا ووجود لافتات كبيرة في المطعم فإنه كان يعج بقدر كبير من الفوضي، ووفق ملاحظاتي كانت الغالبية تُخطئ التخمين. 
هل يمكن أن يتحسن سلوكنا؟ نعم!
فالآن بما إنك تعرف أكثر عن أكواب متعدد حمض اللبنيك فإنك على الأرجح ستختار الخيار الصحيح في المرة القادمة التي تقف فيها متعينًا عليك اختيار أي سلة ينبغي أن تلقي فيها بالكوب، لكن الأمور التي شهدتها في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي توضح مدى ما يجب علينا أن نحققه عندما يتعلق الأمر بتثقيف العامة حول عمليات إعادة التدوير والتحويل إلى سماد.
إنني أثني على المؤسسات التي تهتم بعملية التحويل إلى السماد، ولكن مع ذلك يجب الالتزام بتعليم وتدريب العملاء على ما يجب فعله بأكوابهم وأطباقهم وبقايا طعامهم، وأعني بهذا وجود علامات شديدة الوضوح، وربما حتى تعليمات شفوية أو إيقاف موظف عند موضع صناديق النفايات (وهذا ما وجدنا له أفضل نتيجة في الفعاليات التي ساعدنا فيها على تنفيذ عمليات جمع السماد). إن تعليم الجمهور طريقة التسميد لعمل شاق؛ فهو بالنسبة للعديد من الناس مفهوم جديد تمامًا، ولكن عندما يصبح الأمر أكثر شيوعًا فسوف نُحدث فرقًا تدريجيًا ومؤكدًا.    
  جيريمي كرانوفيتش
المدير التنفيذي ، شركة سيستنابول أمريكا (أمريكا المستدامة)



الرابط مصدر المقال

إسراء جمال

إسراء جمال

مترجمين المقال