القش كمصدر من مصادر الدخل

ذكر "ناريش كومر" أحد المزارعين بقرية بوتار في مقاطعة بانيبات في هاريانا أن هناك سحب كثيفة ستحجز ضوء الشمس علي مدار اليوم في الفترة من أواخر أكتوبر إلي أوائل نوفمبر؛ حيث جلس المزارع البالغ من العمر 40 عاماً بجانب أكوام من قش الأرز التي تم تجميعها بعناية في حقل صغير مساحته 0.2هكتار وهو يتأمل الطريقة الشائعة للتخلص من القش بحرقه في الحقول؛ لكن الآن الأمر اختلف، فخلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية لم يملأ الضباب السماء، لأنهم لم ييحرقوا القش منذ ذلك الحين بل اسخدموه لزراعة الفطر وكسب المال.

يُعَد كومر من بين العديد من المزراعين الذين بدأوا بزراعة الفطر باستخدام القش لإعداد السماد اللازم لزراعتها، وهذا قد أنهي بشكل كبير مشكلة حرق القش في ولاية هاريانا.

كانت مشكلة التلوث الناجمة عن حرق قش الأرز في ولايتي البنجاب وهاريانا شديدة للغاية لدرجة أن الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء أصدرت في عام 2012 صورة بالأقمار الصناعية تُظهِر حرائق عبر ملايين الهكتارات من الحقول الزراعية في المنطقة، وتَسبب الضباب والدخان في التأثير علي ولاية دلهي التي تقع علي بعد 100 كم ناحية الجنوب.

كانت هناك مخاوف محلية كما صرح المزراع كافيتا المقيم بولاية بوتار "إن حرق القش بالأرض الزراعية يتسبب في قتل الكائنات الدقيقة بها ويضر إنتاجيتها" مضيفاً أن المزراعين لا يستخدمون قش الأرز الآن، بل يبيعونه أيضاً للمزراعين في ولاية أوتار برادش.

كما صرَّح راجندرا سينغ مسؤل الزراعة في ولاية إزرين "تمتلك ولاية إزرين نحو 17600 هكتار من حقول الأرز وأن هكتاراً واحداً من الأرز ينتج 2.6 طناً من القش وأن الاعتماد علي القش في زراعة الفطر قد أوقفت حرق نحو 46
ألف طن من القش سنوياً"، واليوم أكثر من 20 مزارعاً يتبنون أكثر من 100 مزرعة فطر في إزرين، بعائد سنوي يتجاوز 2 كرور روبية.

- لكن ما السبب في التغيير؟
إن مشاكل العيش والمشاكل الإقتصادية من العوامل الرئيسية التي دفعت المزارعين إلي استخدام قش الأرز في زراعة الفطر.
استخدم المزارعون قش القمح في وقت سابق ولكنه كان مكلفاً للغاية فتكلفة قش الأرز من مزرعة أرز مساحتها 0.4 هكتار تبلغ حوالي 1000 روبية أي أنها أرخص تسع مرات من قش القمح.

صرح أشوك سينغ أحد المزارعين بولاية بوتار أن الحكومة قد دعمتهم بتقديم قروض بشروط ميسرة وكان ساتبال شقيق أشوك أول من اختبر قش الأرز بالقرية ولاحظ أنه لا اختلاف في الإنتاجية إذا استخدم قش الأرز بدلاً من القمح، بل إن قش الأرز أفضل، نظراً لسعره الرخيص مقارنةً بالقمح الذي يرتفع سعره، لاستخدامه كعلف للحيوانات، أو لحرقه كمصدر للوقود حيث يتفوق على قش الأرز في ذلك.

- لما يتم التخلص من القش عن طريق الحرق؟
الإجابة تَكمُن في عدم وجود خيارات للتخلص من القش؛ فأسهل طريقة هي الحرق؛ كانت الحكومة قد أوصت المزارعين بالتوجه إلي أقرب محطة للكتلة الحيوية للتخلص من القش، ولكن نقله كان مكلفاً، وخصوصاً في بعض الحالات التي تكون فيها محطات الكتلة الحيوية خارج القرية.

تفاقمت المشكلة في ظل استخدام ماكينة حصاد الأرز، حيث يتم قطف حبات الأرز فقط، ويتم ترك جذوعها الطويلة من المحصول، كما أن حصاد الماكينات يضر بحبوب الأرز مما يقلل من قيمته التسويقية؛ حيث إن الأرز الذي يُحصَد يدوياً يزداد من 400 إلي 800 روبية عن الأرز الذي تم حصاده بواسطة الماكينات؛ علي الرغم من أن استخدام العمالة لحصد قش الأرز يدوياً قد يستهلك وقتاً قد يؤدي إلي تأخير عملية زراعة القمح بجانب تكلفة العمالة.

- جهل الحكومة
الحكومة غير مُدركة لذلك التحول الكبير علي أرض الواقع، ولكنها حتماً تشجع المزراعين علي عدم حرق قش الأرز، وأنهم سيدرسون هذه المباردة، وذلك وفقاً لما صرح به بريجيندرا سينغ السكرتير والمدير العام للزراعة، وسوريش غلاوات المدير العام الإضافي.

وبالرغم من أنَّ كلاً من ولايتي هاريانا والبنجاب قد سنتان قوانين لحرق القش، لكنهم كانوا غير فعالين؛ فهم يتجنبون حبس المزراعين لأن يرون أنَّ ذلك لن يُساهم في حل المشكلة.

أخيراً بعد متابعة التطورات الحادثة، رأت الحكومة أن الحل الأمثل هو استخدام قش الأرز في زراعة الفطر، والحد من الحصاد الآلي بواسطة الماكينات.

الرابط مصدر المقال

Muhamed Rabea

Muhamed Rabea

مترجمين المقال