نظرة جديدة على الإطارات: طرق التدوير وأساليب التعامل معها

يتزايد عدد الإطارات نتيجةً لتزايد عدد المركبات في العالم، وتُهمَل مئات الملايين من الإطارات سنويًا، ويشكِّل التخلص منها مشكلةً عالميةً كبرى؛ كما توجد العديد من المخاطر جرّاء تخزين الإطارات المستعملة؛ مثل الحرائق التي لا يمكن السيطرة عليها، كما يسبب التخلص منها بإلقائها في النفايات بصورة غير شرعية  في ظهور المواد الملوثة، ويحفز نمو الآفات والحشرات؛ ويؤدي إحراق الإطارات إلى انبعاث المركبَّات الضارة.

أصبح إعادة تدوير الإطارات الشغل الشاغل حتى الآن؛ بيد أنَّه لا يفي بالغرض للتخلص من العدد الهائل من الإطارات الخردة المنتجة سنويًا؛ توجد العديد من البدائل مثل تجديد الإطارات بيد أنه توجد العديد من القيود المفروضة، ويتم الآن اكتشاف المزيد من بدائل إعادة التدوير الصديقة للبيئة؛ بيد أن إيجاد تقنيات لإعادة تدوير الإطارات صعب للغاية بسبب تكوينها؛ حيث تُصنع الإطارات من المطاط والكربون الأسود والحديد وبعض الإضافات، مما يصعِّب عملية تحللها وفصلها عن بعضها، ويجعل عملية التجديد تحديًا صعبًا؛ بالتالي لابد من تطوير تقنيات جديدة، وأحد الطرق التي تستكشف هي التثمين وهي -على المستوى الصناعي- معالجة المواد الخردة وتحويلها إلى مواد نافعة أو مصادر طاقة؛ على سبيل المثال، يمكن إرجاع المواد الخام مثل المطاط والكربون الأسود أو الحديد  من الإطارات الخردة واستخدامها في تطبيقاتٍ أخرى، كما يمكن استخراج الطاقة في شكل مواد قابلة للاشتعال ذات قيمة حرارية عالية.

إعادة التدوير أصبح أكبر مما نتخيل:
إعادة تدوير المواد أصبح في العديد من المجالات، وهذا يشمل تطبيقات الهندسة المدنية مثل إنشاء الطرق وتصنيع الأراجيح ونعال الأحذية ودعم السدود. على سبيل المثال، يصنع سكان أثيوبيا وإندونيسيا الأحذية من الإطارات الخردة التي ستلقى في النفايات، مما يقلل النفايات ويوفر رواد الأعمال فرص عمل في المناطق المحلية.
كما تواجه البدائل الأخرى مثل إعادة التجديد والحرق والإصلاح (الحصول على المطاط من الإطارات القديمة من خلال طحنها وبواسطة العلاجات الكيميائية) العديد من القيود. على سبيل المثال، حيث يتسبب الحرق في صدور انبعاثات خطرة، وعلى الرغم من أن تجديد 90% من الإطار يمكن استخدامه إلا أن قضايا الأمان والقوانين الخاصة بإطارات سيارات الركاب تجعله سوقًا غير مربحٍ، كما أن المطاط المستخلص غير ملائمٍ للاستخدام في صناعة الإطارات لقصور خصائصه.

جلُّ الطرق الواعدة تمضي قدمًا:
توجد العديد من الطرق الواعدة الصديقة للبيئة لمعالجة الإطارات المستعملة وأهمها:
[ol]
  • المعالجة بالحرارة: تتضمن كسر الروابط التي تحمل سلاسل البوليمرات الفردية معًا وإنشاء شبكة، كما توجد وسائل مختلفة لكسر الروابط منها استخدام المواد الكيميائية أو أجهزة الميكرويف ووسائل أخرى بيولوجية وفوق صوتية. يتم تحويل مخلفات المطاط أثناء عملية المعالجة بالحرارة إلى قطعٍ أصغر، يمكن أن تُخلط وتُعالج بالحرارة مرة أخرى، كما يمكن تحويل عناصر أساسية أخرى إضافةً إلى المطاط مثل الزيوت والمذيبات والكبريت تبعًا للنظام المختار. بيد أن عمليات المعالجة تتسبب في العديد من المشاكل، وتُجرى العديد من الأبحاث لحل تلك المشاكل وإيجاد وسائل لتقليل كمية المواد الكيميائية المستخدمة.

  • الطحن: تتركز على تقليل حجم الإطارات الخردة لتصبح مادة دقيقة مثل الفتات، من ثم تُمزج هذه الجسيمات الدقيقة وتُستخدم كحشوة في صناعة البلاستيك. تسمح هذه العملية للحديد والألياف الأخرى بالانفصال وإعادة تدويرها أيضًا؛ إلا أن الجانب السلبي لهذه العملية هو أن درجة الحرارة المرتفعة تفضي إلى خفض مستوى المنتج النهائي؛ يمكن التعامل مع درجات الحرارة في حال تمت السيطرة عليها، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام كمياتٍ كبيرةٍ من سائل النيتروجين مما يزيد في المقابل من تكلفة هذه العملية. يمكن مزج مطاط الإطار المطحون بأنواع من البوليمرات (اللدائن الحرارية واللدائن الحرارية الصلبة ومركبات المطاط)، وهناك توجهٌ يرتكز على استخدام هذه المواد كممتصات للصوت.

  • الانحلال الحراري: يثبت أنه طريقة واعدة لإعادة تدوير الإطار الخردة من خلال إنتاج منتجات قيمة. تتكون عملية الانحلال الحراري من حرق المواد عند درجات حرارة مرتفعة في جو خالٍ من الهواء للحصول على غاز وزيت ومادة صلبة.  يمكن أن تدارمنتجات عملية الانحلال الحراري بسهولة ويمكن فصلها من أجل الاستخدامات المختلفة، كما يمكن أن يُستخدم الجزء الغازي في غلايات للحصول على الطاقة، فضلًا عن إمكانية فصل السائل إلى مواد خام باهظة الثمن مثل ليمونين الهيدروكربون، ويمكن أن يستخدم الجزء الصلب -والذي يمثل أكثر من 80%- ككربون نشط أو كربون أسود. سيكون لإيجاد طريقة فعالة لإعادة استخدام وإعادة تدوير الإطارات المستعملة أثر إيجابي على البيئة، كما سيجنبنا إعادة تدوير مادةٍ مهملةٍ استخدام الوقود الحفري الجديد كالفحم والبترول. على سبيل المثال، يمكن أن يحل النفط الناتج عن البوليمرات محل وقود الديزل، مما يقلل انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

  • [/ol]

    يجب أن تصبح العمليات الملائمة للبيئة أكثر ملائمة اقتصاديًا وبيئيًا، مما يفضي إلى تقليل المخزونات الكبيرة للإطارات وإنتاج الإيرادات.

    مراجعة: هلا احمد

    الرابط مصدر المقال

    عبدالله فاروق

    عبدالله فاروق

    مترجمين المقال
    عبدالله مرزوق

    عبدالله مرزوق

    مترجمين المقال
    عبدالله مرزوق

    عبدالله مرزوق

    مترجمين المقال