البلاستيك المصنوع من النباتات: هل هو نعمة للبيئة أم نقمة؟

بدأت أنواع البلاستيك المستخلصة من النباتات تحل محل البترول. ولكن كلما ينخفض سعرها ويزيد استخدامها، هل يمكن للمزايا أن تفوق العيوب؟

يُستخدم حاليًا أكثر من 2.5 بيليون زجاجة بلاستيكية -مُصنّعة جزئيًا من النباتات- حول العالم لتحل محل البترول حيث إنه المكوّن الأساسي للبلاستيك المُستخدم يوميًا. وقد صُنعت ما تدعَى بالزجاجة النباتية من الكوكاكولا عن طريق تحويل السكريات من قصب السكر المزروع في البرازيل إلى بلاستيك فثالات عديد الإيثلين (بي.إي.تي) المُستخدم عادةً في تصنيع الزجاجات الشفافة المنتشرة في كل مكان والمخصصة للعديد من المشروبات.

وحيث إنها مُعاد استخدامها بالكامل، فتلك الزجاجات ظهرت لأول مرة في عام 2009 لدى مؤتمر كوبنهاجن للمناخ بالأمم المتحدة وأولمبياد فانكوفر، وهي الآن معروضة للبيع من اليابان حتى تشيلي وعبر الولايات المتحدة.

ومن وجهة نظر كوك فإن أكثر الأشياء أهمية أن باقي الستة أنواع العظمى من البلاستيك المستخلص من النبات لا يمكنها جميعًا أن تمنع عملية الكربنة من التسرب. كما يوضح الكيميائي شيل هوانج، مدير بحث التعبئة لدى كوكاكولا "وليس فقط التركيز على كونها تمنع عملية الكربنة، إنما مجرد أن تحتفظ بالماء. يمكنك أن تفقد الرطوبة خلال جدار الزجاجة" باستخدام بعض من باقي البوليمرات المستخلصة من النباتات.

ولكن هل يمكن للنباتات أن تُستخدم على نطاق واسع كعناصر أساسية للبلاستيك الموجود في كل مكان؟
بطريقة ما، إنه بالعودة إلى المستقبل مع البوليمرات الحيوية -أنتج علماء ألمان أول أنواع البلاستيك في القرن التاسع عشر عبر طريقة التخمر. ولكن، في أوائل أكتوبر، سحب فريتو-لاي مثال بارز من البلاستيك المستخلص من النباتات من أجل أغلبية حقائب صن شيبس. لماذا؟ ليس لأنها لم تكن آمنة أو أنها فشلت في ظهورها كما أُعلِنَت ولكن صوت تكسير البلاستيك كان أعلى مما يقبله المستهلك.

في مقابلة عام 2009، قال مارك فيربروجين، الرئيس والمدير التنفيذي لنيتشر ووركس، مُوَرّد البلاستيك الحيوي في حقائب صن شيبس –بالإضافة إلى منتجات تتراوح من عبوات الشاي إلى الحفاضات، "إن العلامة التجارية فاريتو-لاي ضخمة بصورة كافية.. وبذلك فإن المنتَج النهائي هو مناسب لسعره، البوليمرات الحيوية سوف تصبح الجيل الثاني من البلاستيك".

ربما تُثبت الزجاجات النباتية هذه النقطة، بالإضافة إلى حقيقة أنها نوع مختلف من البلاستيك الذي تكونت منه حقائب صن شيبس الفاشلة. وبالنسبة لأول خطوة في تصنيعها فهي تخمير الإيثانول من قصب السكر في البرازيل. ويُصدّر هذا الإيثانول بعد ذلك إلى الهند حيث يحوّل إلى أحادي الجليكول الإيثيلى أو (إم. إي. جي) -الذي يمثل حوالي 30% من زجاجات (بي. إي. تي) النموذجية. وتتكوّن البقية من بلاستيك عادي مشتق من البترول. قال هوانج "هذه أكثر مادة خام مستدامة حاليًا. على المدى البعيد، فإن هدفنا أن نصنع البلاستيك من مخلفات النباتات"، مثل اللجنين أو السليلوز في أوراق قصب السكر وسيقانها.

فإن تصنيع زجاجات النباتات قد وفّر حوالي 70000 برميل نفط طبقًا لحسابات الشركة – وراتنجات البلاستيك التي لا يمكن تمييزها عن نظائرها المستخلصة من البترول، يمكن تصديرها حول العالم. أوضح هوانج "إننا نصنع (بي.إي.تي) من مصادر متجددة وبذلك فإن بصمة الكربون قليلة، ويمكننا استغلال البنية التحتية الموجودة لإعادة تدويره. بالإضافة إلى ذلك يُحبَس الكربون في بلاستيك الزجاجة ولا يتسرب للهواء أبدًا".

بالطبع فإن البلاستيك المستخلص من النباتات لديه نفس المشكلة التي تواجه الوقود المستخلص من النباتات-بصورة مباشرة أو غير مباشرة فهم ذو تأثير على إنتاج الغذاء. وبينما تصنيع الإيثانول من قصب السكر في البرازيل يوفر الطاقة–حيث إن كم كبير من الطاقة موجه إلى الإيثانول أكثر من زراعة وحصاد النباتات- فإن توفير جزء من الطلب العالمي على البلاستيك، ناهيك عن الوقود، سوف يتطلب تحويل مساحات كبيرة من الأراضي البرازيلية إلى حقول لقصب السكر.

وحيث إن واحدة من مؤسسات تصنيع البلاستيك الحيوي الرائدة –انجيو، المصنعة بواسطة نيتشروركس، والتي يملكها كارجيل –تعتمد على الذرة المخصب جدًا والمستهلك لطاقة كبيرة (بعكس قصب السكر) لكي تصنع حمض عديد اللاكتيك، أو (بي.إل.إيه) الذي يظهر الآن في منتجات مثل حقائب صن شيبس أو أكواب زبادي مزرعة ستوني فيلد.

"وعلى المدى البعيد فيمكن لذلك أن يصبح قضية" اعترف فريدريك شير، المدير التنفيذي لسيريبلاست، التي تخطط لإنتاج منتجات البلاستيك الحيوي المستخلص من الطحالب، بالإضافة إلى البوليمرات الحيوية المستخلصة من النشا التي تبيعها بالفعل، بحلول نهاية عام 2010."لا يمكنك أن تخترق أرض زراعية بدون أن تخلق ضغوطًا على نظام الغذاء".

حتى الآن، استبدلت أنواع البلاستيك الحيوي 1% فقط من مئات بلايين الكيلوجرامات من بلاستيك السوق العالمي، رغم أن هذه النسبة يمكنها أن تزداد في السنوات القادمة وذلك وفقًا لدراسة لوكس. معظم أنواع هذا البلاستيك، مثل (بي. إل. إيه) لا يمكن إعادة تدويرها، ولكن تتحول باستخدام الحرارة العالية (درجات حرارة تصل 60 درجة سيليزية).

وقال سيريبلاست شير: "يستغرق تصنيع الوقود الحفري حوالي 77 مليون سنة و45 دقيقة لاستخدامه ككوب قهوة،" موضحًا أن صناعته يمكنها استخدام باقي إنتاج الحكومة من الوقود الحيوي، مثل الإيثانول من الذرة. "هذا ليس له معنى"

وبغض النظر عن منطق البيئة، يظل البلاستيك المستخلص من النباتات الأعلى سعرًا. "إننا نتحمل جزء من التكاليف ولا نمررها للمستهلك." ليزا مانلي، مدير مجموعة الاتصالات الدائمة، تقول عن الزجاجات النباتية. ولكن إن نظرت إلى تقلب أسعار البترول -بترتيب بسيط وعلى المدى البعيد – فستجد مقارنات الأسعار مكافئة، وربما أفضل.

وهذا هو سبب استخدام شركة الكوكاكولا على الأقل نحو 100 بالمائة زجاجات نباتية. قال هوانج "ليس لدينا إطار زمني واضح لكننا بالفعل أنهينا دراسة الجدوى. إنه من الناحية التقنية يمكننا تصنيع 100 بالمائة زجاجات نباتية من المادة".

الرابط مصدر المقال