البلاستك الرائع: كيف يمكن لليانصيب إحداث ثورة في مجال إعادة التدوير؟

في يوليو 2018، ستقوم ولاية كوينزلاند بإطلاق برنامج لمنح المال مقابل حاويات إعادة التدوير، وذلك لتدعيم ونشر ثقافة إعادة التدوير وتقليل المخلفات والتلوثوبذلك ستنضم إلي جنوب أستراليا، الإقليم الشمالي، الجنوب الجديد لويلز وأماكن أخري حول العالم في منح مبلغ بسيط من المال مقابل الحاويات الخاصة بالمشروبات المودعة في أماكن تجميع مخصصة. ولقد تم الاتفاق علي العديد من التفاصيل، بينها كمية المال بالتحديد وهو 10 سنتات مقابل الزجاجة. ولكن هل أغفلت كوينزلاند حيلة مهمة؟ لقد أكد المؤشر الاقتصادى أنه إذا تم إدارة البرنامج كيانصيب، فإنه سيكون أرخص ثمناً في إدارته وأيضاً سيدعم إعادة التدوير أكثر، وذلك بأن يُمنح تذكرة للسحب علي جائزة مقابل كل زجاجة مٌعاد تدويرها.


ألقها في المخلفات لتربح

إن دعم وانتشار فكرة إعادة التدوير يعتمد علي تغيير سلوك الأشخاص. وواحد من أهم العوامل التى تدفع إلي تغيير السلوك هو الاقتصاد، وهذا السبب الرئيسي في تواجد برنامج منح المال مقابل الحاويات. ولكن يعلم علماء الاقتصاد جيداٌ مدى تأثير نوع وحجم المقابل المادى علي سلوك الأشخاص. وعلي مدار عقود من الزمن، ركز علماء الاقتصاد علي نوعية العمل ذو مقابل مادى يشجع أكثر علي مجهود أكبر. وواحد من أهم الأسئلة هو هل يستجيب المشاركون بطريقة أفضل لمقابل صغير ومضمون، أم يستجييون بطريقة أفضل عندما يُعرض عليهم فرصة لمقابل غير متوقع ولكن يمكن أن يكون كبير.

وأشار العلماء أنه يمكن للمشاركين أن يتحمسوا أكثر للمقابل الذى يتطلب مجهود أكبر من تحمسهم للمقابل القليل بدون تعب. ولقد أظهر هؤلاء المشاركون أنهم يستطيعون العمل بكفاءة في بعض الحالات البيئية الأخرى مثل تخصيص إذن للسماح لبعض الشركات بالتلوث البيئي. وبدلاً من الحصول علي 10 سنتات مقابل الحاوية. فيمكن لكوينزلاند أن تمنح تذكرة إلكترونية مقابل كل حاوية مٌعاد تدويرها ويمكن إدخال هذه التذاكر إلى نظام قرعة فصلية وستقوم حكومة الولاية بتقرير حجم ونوع الجوائز، وكذلك قواعد الأهلية للمشاركة.


العيون علي الجوائز

هناك بعض المميزات الكبري لهذا النظام.

أولًا، هناك دليل واضح علي أنه يمكن التحفيز علي إعادة التدوير باستخدام نظام المنافسة. تتميز اليانصيب بأنها أكثر مرونة فيمكن للجوائز أن تُعدل بسهولة لزيادة أو إنقاص نسبة المشاركة، فإذا كان معدل إعادة التدوير قليل جداً، فإنه يمكن لجائزة اليانصيب القادمة أن تزيد قيمتها. وعلي النقيض سيكون من الصعب تعديل قيمة 10 سنتات مقابل الحاوية بعد إرساء هذه القيمة.

ويمكن لهذا البرنامج أن يُكلف مالاً أقل في الإجمال، حيث أن اليانصيب سيكون قيمته جائزة واحدة أو بعض الجوائز. لذلك ستكون المصاريف الإدارية قليلة جداً مقارنة بنظام الدفع مقابل كل حاوية، وبناءً علي حجم وكمية الجوائز، فإن قيمة الجائزة ستكون أقل من دفع ملايين مقابل نظام العشرة سنتات.

وأخيراً، يمكن للحكومة أن تتحكم بأماكن وضع الحاويات، بحيث يمكنها التأثير بأكبر عدد من المشاركين، وكذلك بإمكانها التركيز علي المواطنين الذين يفضلون أشياء محددة في إعادة التدوير، أو الذين يفضلون المخاطرة ويستمتعون بمسابقات اليانصيب. ففى الواقع، يؤكد الباحثون أن أولويات المواطنين أو حبهم للمخاطرة لها أهمية كبرى علي نتائج مسابقات إعادة التدوير.


ضربة حظ

يمكن لمسابقة اليانصيب غير المصممة جيداً أن تعمل جيداً أكثر من اللازم. فإنه يمكن لمعدلات إعادة التدوير أن تزيد بصورة كبيرة وبشكل لا يتسع للبنايات الأساسية الخاصة بإعادة التدوير مما يؤدى إلى ازدياد المواد المُعاد تدويرها بشكل غير مقبول. وذلك حدث بالفعل عندما تم استخدام نظام مسابقات اليانصيب في بعض المسابقات البيئية الأخري. فعلي سبيل المثال، المتسابقون الذين يستخدون مسابقات تقليل تلوث البيئة كوسيلة لدخول مسابقات اليانصيب. ويمكن لهذا أن يكون ناجحاً جداً في تقليل الانبعاثات البيئية بصورة كبيرة ولكن يؤدى إلي تكلفة كبيرة علي الاقتصاد. لذلك فإنه من المهم اختيار الجائزة المناسبة، فإذا كانت ذات قيمة قليلة جداً، فإن قليلاً من الناس سيتحمسون لتغيير سلوكهم والمشاركة في مسابقات إعادة التدوير. ولكن إذا كانت ذات قيمة كبيرة جداً، فإنه من الممكن أن يتوقف العديد من الناس عن استخدام مرافق إعادة التدوير المشتركة الموجودة على الأرصفة وسيقيمون بتخزين وحفظ مخلفاتهم لاستخدامها في اليانصيب. وهذا سيؤدى إلي مشكلة إضافية وهى أنه سيتم إضافة الكثير من الزجاجات للبرنامج والتى كانت سيُعاد تدويرها بأي حال.
 
إن كل ذلك هو مجرد تفاصيل فقط. وإن التحديات لتحقيقها بصورة صحيحة لا ينبغى أن يوقف حكومة كوينزلاند في إعطاء الفكرة فرصة لتنفيذها. فإن ذلك من الممكن أن يجعل من إعادة التدوير تجربة مشوقة أكثر.

الرابط مصدر المقال

Asmaa khalifa Abbas

Asmaa khalifa Abbas

مترجمين المقال