الاتجاهات المتبعة في الإنشاء والإسكان..

مما لا شك فيه، أنه ثمة تزايد مستمر في إنشاء المبانى على مستوى العالم نظرًا لزيادة سكان العالم والتقدم الاقتصادى والتحضر والهجرة.

  فطبقًا لمنظمة الأمم المتحدة للإسكان، لوحظ هجرة عدد كبير من السكان على مستوى العالم من المناطق الريفيه إلى المدن والمناطق المتحضرة مع توقع تزايد عدد المهاجرين باستمرار في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء مما يتبعه من تكثيف جهود الإنشاء على نطاق واسع فى السنين القادمة.
 وغالبًا ما تواجه المناطق المتحضرة عوائق فى طريقها للتطور؛ حيث ضعف التخطيط مما يترتب عليه قصور في التسكين نتيجة فقر الموارد مثل ضعف الكهرباء ونقص إمدادات المياه بالتزامن مع تزايد عدد السكان والتدهور البيئى والاحتباس الحراري وعدم توافر مصادر الطاقة المتجددة والمحدودة بطبيعتها مما يعزز أهمية التسكين الجيد للحفاظ على البشرية.

خطوات ومعايير الإسكان الجيد:

لعملية البناء تأثير واضح على البيئة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث إنها تستهلك طاقة ومياه ومواد خام وينتج عنها أنواع مختلفة من الفضلات والغازات الضارة، 
وذلك على مدار الست خطوات المتخذه في البناء وتشمل الآتي:
- وضع التصميم
- تصنيع المواد والمنتجات المرادة
- التوزيع
- مرحلة الإنشاء
- التنفيذ 
- الترميم

  فيما يتعلق باستهلاك الطاقة، وجد أن المباني السكنية والتجارية تستهلك حوالي 60 % من مخزون الكهرباء العالمي، حيث تمثل تدفئة الهواء في الدول المتقدمه 60 % من تلك النسبة بينما تمثل تدفئة المياه 18%، وعليه فلابد من عمل تغييرات جذرية في تصميم المباني لترشيد استهلاك الطاقة وما يصاحبها من تأثيرات على البيئة.

  وقد اعتمدت كثير من الدول طرق واضحة في إنشاء المباني؛ الهدف منها التطور المستمر للمباني والحفاظ على البيئة المحيطة على المدى الطويل بمراعاة العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأخذها بعين الاعتبار.

اتجاهات حول العالم :

  تواجه الدول المتقدمة والنامية مشاكل الإسكان والتحضر بطرق مختلفة؛ حيث إن الدول الصناعية الآن تحتل المركز الأول في إنتاج مخلفات ثانى أكسيد الكربون، ومع ذلك فمن المتوقع أن تحتل الدول الناميه الصدارة في الانحباس الحراري في المستقبل، فهي تواجه تحدي كبير حيث التزايد المستمر للتحضر والهجرة للمناطق الحضارية وما يعقبه من وجود وانتشار المستوطنات غير الرسمية والأحياء الفقيرة مما يصعب عملية الإسكان الدائم الجيد.
وقد بدأت كثير من الدول حول العالم في أخذ خطوات لتحقيق وتوفير تصميمات مستديمة في قطاع الإنشاء.

ذلك رغم مواجهتها صعوبات وعوائق في طريقها لتحقيق هذا الهدف وتوفير الطاقة بكفاءة، منها التالي:

- الوضع الإقتصادى والمالي.
- البنية السياسية والاقتصادية ومنظومة الطاقة.
- عدم الوعي الكافي ونقص المعلومات بخصوص هذا النظام.

  على الرغم من هذه العوائق والتحديات، 
  فقد اعتمدت الدول طرق مختلفة لمواجتها وبدأت في وضع أولوياتها اعتمادًا على وضعها الاقتصادى والعمل على أساسها، ففي الدول المتقدمة ذات التطور الاقتصادي تستخدم أحدث الطرق التكنولوجية والابتكارات في عملية الإنشاء والإسكان، بينما تلتزم الدول النامية بوضعها الاقتصادي والاجتماعي مما يقيد حركتها ويبطئ من خطواتها تجاه تنفيذ استراتيجيات الإنشاء والإسكان.

  فيما يتعلق بالشرق الأوسط؛
 فإن دول المجلس الخليجي الغنية بموارد الزيت والغاز تأخذ الأوضاع الاقتصادية بعين الاعتبار حيث إنها تحافظ على مخزون تصديرها لهم عن طريق إستهلاكهم بطرق مختلفة جديدة لترشيد استهلاك الطاقة، بينما الدول الأقل ثراء كالأردن فإن نقص مصادر الطاقة الأساسية الموجودة بالدولة وارتفاع تكلفة مصادر الطاقة هي الدافع الرئيسي للسعي لتنفيذ استراتيجات واضحة في إنشاء المبانى.

الرابط مصدر المقال

Eman Adly

Eman Adly

مترجمين المقال