إعادة تدوير المياه قد يطرح مخاوف بيئية جديدة!!

  غالبيتنا يدرك أنه يتم تصريف مياه الصرف الصحي المعالَجة لعقودٍ في الأنهار الغربية، وقد تبين أن هذا يوفر الموطن المائي الحيوي وذلك فقط في الأنهار شديدة التدفق.
يتم الإشادة بإعادة تدوير مياه الصرف الصحي في العديد من المجتمعات على أنها الإجابة لمشاكل الجفاف المستمرة، فمن خلال تنظيف مياه الصرف الصحي واستخراج مياه نقية، فيصبح من الممكن أن نصنع إمدادات مياه دائمةً وأكثر رخصاً من تحلية مياه البحر أو شراء إمدادت مياه جديدة. 

لكن هناك القليل من السلبيات الملحوظة لإعادة تدوير المياه
مثل؛ إلحاق الضرر بمواطن الحياة البرية التي تعاني بالفعل من ندرة المياه. وذلك لأن العديد من الأنهار في كاليفورنيا والغرب بالفعل تم استغلالها على نطاقٍ واسعٍ للغاية لأهدافٍ بشريةٍ، مما جعل مياه الصرف الصحي لدينا ترجع مرةً أخرى إلى تياراتٍ بعد معالجتها؛ مما توفر جزءً مُهماً من تدفق التيارات التي لا تزال قائمة.

 على الرغم من أن مجلس مراقبة الموارد المائية في ولاية كاليفورنيا يشجّع إعادة تدوير المياه عن طريق المنح، والقروض ذات الفائدة المنخفضة، والقوانين المبسطة، فإن وكالات حكوميةٍ أخرى تقوم بإثارة الاعتراضات!!

   في سبتمبر، قدمت وزارة السمك والحياة البرية في كاليفورنيا إحتجاجاً رسمياً على اقتراح إعادة تدوير المياه الذي قدمه قسم الصرف الصحي المحلي في مقاطعة سكارامينتو؛ حيث تزعم الوزارة أنه بتحويل حوالي 50 ألف قدم، فدان (62 متراً مكعباً) من المياه سنوياً من التصريف الحالي لنهر سكارامينتو، قد تحرم المقاطعة أسماك السلمون المهددة بالانقراض والمخلوقات الأخرى من المواطن الطبيعية المهمة. 
   
هذا الوضع يُجبر مقاطعة سكارامينتو في التوقف المؤقت، لأن مشروع إعادة تدوير المياه الخاص بها مدفوعٌ جزئياً لحماية مخلوقاتٍ أخرى مثل: هِفّ الدلتا (سمكٌ بحريٌّ صغير).
 
فقد حدد مجلس المياه التابع للولاية، طبقاً للقانون الصادر عنه عام 2014؛ والذي يقتضي بتنظيف مياة الصرف الصحي الخاص بالولاية، أن هذا المشروع قد يضر السلسلة الغذائية المائية في سكارامينتو "دلتا سان جواكين"  حيث يتم إطلاق معظم مياه الصرف الصحي في نهر السكارامينتو بقرب الميناء الحر، وذلك من خلال قسم الصرف الصحي الإقليمي؛ والذي يُعد أكبر مفرّغ لمعالجة مياه الصرف الصحي في مستجمعات مياه الدلتا

يقول كريستوف دوبسون، مدير السياسة والتخطيط في قسم الصرف الحي الإقليمي في مقاطعة سكارامينتو؛

 " الشيء الذي أثار دهشتي هو أن الولاية كلها كانت قد قررت أنها فكرةٌ جيدةٌ لإعادة تدوير المياه، لذلك أنت تأمل أن تكون الولاية داعمةً للمشاريع، خصوصاً مشاريع مثل هذه، والتي لها فوائد عديدة عليهم، فمن المؤكد أنه ليس إلا شيءٌ من الضغط في إمدادات المياه في كاليفورنيا والتي عندما تُعالج يُنظر إلى مياه الصرف الصحي على أنها مواطن حيوية للأسماك، لكنها أيضاً تُمثل مفهوم جديد لإعادة تدوير المياه في الولاية؛ فمياه الصرف الصحي غالباً تنشأ كمياه عذبة، يتم ضخها في النهر من مكان ما من المنبع". 
          
 وزارة السمك والحياة البرية تخشى تعرض السلمون، السمك المقسوم الذيل، سمك الحفش، والأسماك الأخرى للخطر لو انخفض تصريف مياه الصرف الصحي في نهر سكارامينتو، خصوصاً أن الجفاف مستمرٌ وتدفق النهر قليلٌ.

 قالت لورين مولولي منسقة حقوق المياه في مؤسسة السمك والحياة البرية: "أن مشروع إعادة التدوير أقرب إلى اقتراح تحويل مياه جديدة على نهر السكارامينتو، كما أضافت أن إمدادات المياه ضيقة جداً في المنطقة لدرجة أن تحويلاً جديداً لحجم متساوي سيواجه اعتراضاً.  وأضافت مولولي: " عندما نحصل على تصاريف في مسارات المياه هذه لعدة سنوات أحياناً 50 سنة؛ يصبح هذا جزء من نظام التدفق والذي سينتظره مسار المياه والحيوانات البرية على مدار سنوي، لذلك فإن إخراجها هو نفسه اقتراح تحويلٍ جديد". 

 يتطلب تصريحٌ جديدٌ لجودة المياه في الولاية والذي تم اعتماده في عام 2013 من قسم الصرف الصحي الإقليمي تنظيف التصريف الصحي الخاص به. واستجابةً لذلك التصريح، فإن المقاطعة تقوم ببناء ما تسميه مشروع المياه البيئية، وبسعرٍ لا يقل على 1.5 بليون دولار، هذا سوف يعدّل العمليات الموجودة لإنجاز ما يسمى المعالجة الثلاثية، وهي ممارسة شائعة في هذه الصناعة، لكنها واحدة من الممارسات التي لم تتبناها مقاطعة سكارامينتو. 

تنظيف الصرف الصحي الذي تصرفه في نهر السكارامينتو

 رريقوم العمال بتثبيت الأنابيب والصمامات كجزءٍ من مشروع المياه البيئية، وهو مجهودٌ يقوم به قسم الصرف الصحي الإقليمي في سكارامينتو. بعض هذا التصريف سيتم تحويله لشبكةٍ جديدةٍ من أنابيب التوزيع والتي سوف تروي الأراضي الزراعية. سيقوم مشروعٌ ذو صلةٍ بتحويل خُمس هذا التصريف، في ظل الظروف الحالية، لنظام توزيعٍ جديدٍ يقوم بإيصال مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها إلى 16 ألف فدان (65 كيلومتر مربع) من الأراضي الزراعية في جنوب إقليم سكارامينتو، وبعض هذه المياه أيضاً سيتم توفيرها للملجأ الوطني للحياة البرية في بحيرات الحجارة لزيادة المواطن الطبيعية الرطبة. فكمية المياه المُحوّلة تُقدّر بحوالي 45 مليون جالون (205 مليون لتر) في اليوم، أو حوالي 50 ألف فدان قدم في السنة، وتُقدّر تكلفة هذا المشروع بحوالي 200 مليون دولار. 

تُقدّر المقاطعة أن هذا سوف يقلل التدفق الكلي لنهر السكارامينتو بحوالي 1 إلى 2 بالمئة، حسب أحوال النهر.

 هذا لا يبدو كثيراً، لكنه قد يكون كافياً، في ظل بعض الظروف، للقيام بانتهاكاتٍ في معايير جودة المياه الرئيسية في الدلتا، هذا سوف يتطلب من الوكالات الأخرى إخراج المياه الثمينة المخزنة من الخزانات أعلى النهر.

ولكن ذكر دوبسون "أن هذا لن يكون مصدر قلقٍ دائم، وفي النهاية قال أن مياه الري التي تصل إلى المزارعين سوف تعيد تغذية المياه الجوفية المستنفذة والتي يعتمدون عليها حالياً. عندما يحدث هذا، سيتم إعادة توصيل المياه الجوفية بنهر السكارامينتو، وتدفق النهر سوف يعود لأحواله السابقة قبل بداية مشروع إعادة التدوير.وظل دوبسون في حديثه قائلاً: "على المدى الطويل، لن يكون هناك انخفاضاً كبيراً في تدفق النهر، في النهاية سيصنع طريقه للرجوع إلى النهر بعدة طرق، فهذه أحد الفوائد الرئيسية من هذا المشروع". 

 وقد وضع مجلس المياه في الولاية هدفاً لزيادة إعادة تدوير المياه بحوالي مليون فدان قدم في السنة، على مستوى الولاية، خلال 2020، وعلى الأقل مليونيّ فدان قدم في السنة بحلول عام 2030.

 بالتأكيد أدى الجفاف المستمر إلى اهتمامٍ كبيرٍ بإعادة تدوير مياه الصرف الصحي والذي أدى إلى استنفاذ صندوق نقد الولاية مؤقتاً من المال بعد دعمه لمثل هذه المشاريع. لذلك فمن المحتمل أن المزيد من مشاريع إعادة تدوير المياه سوف تواجه اعتراضاتٍ متشابهةً عن تقليل تدفق التيارات. 
وقال تيموثي موران، المتحدث باسم مجلس المياه في الولاية: "على الرغم من أنه من الجيد استخدام المزيد من المياه المعاد تدويرها، نحن ندرك أيضاً أنه يعني تقليل تدفق التيار ونحن بحاجةٍ إلى أن نقيّم إذا ما كان هذا الانخفاض سوف يسبب مشكلة". وأضاف موران أنه إذا لزم الأمر، سوف يقوم المجلس بفرض قواعدٍ على المشاريع الجديدة لإعادة تدوير المياه لحماية تدفق التيارات.   

مثال آخر يمكن إيجاده في مقاطعة فينترا؛
 
  حيث تخطط مدينة أوكسنارد لمضاعفة قدرتها على إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وقد جلب هذا دعوى قضائية من قبل مؤسسة ويشتويو، الذراع غير الربحية من قبيلة تشوماش، ضد مجلس المياه في الولاية ومجلس مراقبة جودة المياه الإقليمية في لوس أنجلوس. حيث تُعرب المؤسسة قلقها بشأن حماية نهر سانتا كلارا، وفي الدعوى القضائية، تناقش المؤسسة أنه كان ينبغي أن يطلب من الوكالتين أن يقوموا بتحليل شامل لاحتياجات المياه في حوض النهر قبل السماح بالمزيد من إعادة تدوير المياه. 

  وقال جيسون وينر، محامي المؤسسة: "أن برنامج إعادة التدوير في أوكسنارد يهدف إلى دعم استخدامات المياه المستدامة في المنطقة التي تسحب بالفعل المياه من نهر سانتا كلارا، مثل مزارعين الفراولة وريّ الجولف. وأضاف أيضاً أن إعادة تدوير مياه الصرف الصحي نفسها لا تسبب أي تحويل للمياه من النهر، لكن ينبغي أن يُطلب من الذين يستفيدون من المياه المعاد تدويرها أن يتوقفوا عن تحويل كمية مياه مكافِئة من النهر.
وقد قال أنه كما الحال الآن، تمت الموافقة على المشاريع الجديدة لإعادة تدوير المياه دون أخذ احتياجات النهر سانتا كلارا بالاعتبار".

 يعتبر النهر جافاً تماماً معظم السنة، وأيضاً موطن لسمك السلمون المرقط والمهدد بالانقراض.

ومن المتوقع أن تكون المرافعات الافتتاحية في القضية في عام 2017، وإذا نجحت، فإن ذلك سيتطلب من كل المشاريع الجديدة لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي في الولاية أن تقوم بعمل تحليل "الاستخدام المنطقي" للتأكد من أن المياه التي سينتجونها تفيد البيئة وليست مدمرةً.

وقال وينر: " القضية هنا وعبر الولاية هي أنه يمكنك أن تحضر كل المياه المعاد تدويرها في العالم عبر الإنترنت، ولكن ذلك لن يساعد إذا سمحت بأن تستخدم بشكلٍ مضر، نحن نناقش أن مجالس الإدارة لديها واجب إلزامي للتأكد من الاستخدام المنطقي وحماية موارد الثقة العامة في تخصيصها للمياه المعاد تدويرها".

وعودةً إلى حالة سكارامينتو؛
  من المتوقع أن قسم الصرف الصحي الإقليمي سوف يبدأ قريباً في التفاوضات مع وزارة السمك والحياة البرية في محاولةٍ لحل ما يسبب لها القلق.

حيث أوضحت مولوي: "أنها تأمل أن ترى قاعدة مضافة سوف تُعدّل حجم المياه المحوّلة لإعادة التدوير اعتماداً على أحوال التدفق في النهر، قائلة " أنا أتوقع أننا سوف نرى المزيد من مشاريع إعادة تدوير المياه؛ لأن الوكالات بحاجةٍ إلى تمديد المياه إلى مناطق خدمتها، أنا أحب مشاريع إعادة تدوير المياه، أنا أيضاً لا أريد أن أراها تَضر الأشياء، يجب أن يكون هناك توازن".

كتبه: مات ويزر
تاريخ النشر: 21 نوفمبر 2016 

الرابط مصدر المقال

Nihal Sharaf El-Din

Nihal Sharaf El-Din

مترجمين المقال