إعادة التدوير حول العالم من الألف إلي الياء: اليمن

إن اليمن هى دولة حديثة نسبياً، فلقد تم تأسيسها بعد اتحاد الجنوب الشيوعى مع الشمال المحافظ للبلاد في عام 1990 بعد أعوام من الصراع. ومنذ ذلك الوقت ورغم تأسيس الدولة إلا أنه استمرت الصراعات وحدثت العديد من الانتفاضات والحروب الأهلية، ومنها انتفاضة الربيع العربي في عام 2011 والتي أدت إلى خلع الرئيس.

ولقد أدى عدم الاستقرار في البلاد إلى تحويلها إلى لقاعدة لبعض المجموعات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية واستمر القتال بالرغم من محاولات إحداث السلام.

تحدى المخلفات في اليمن

وفي وسط الصراعات والفوضى، تم وضع خطة لإدارة المخلفات، فبالإضافة إلي الصراعات يوجد العديد من التحديات التى ترافق مشكلة إدارة المخلفات في اليمن. فيوجد القليل من الشركات أو المتعهدين القادرين علي إعادة التدوير، ويوجد مشكلة متأصلة في نقل المخلفات لمسافات طويلة في البيئات الصحراوية.

كيف كانت تُدار المخلفات في السابق ؟

في الماضى، لم يوجد منشآت للتخلص من النفايات الخطرة في اليمن. فلقد أدى عدم تواجد البنية التحتية، الطرق الممهدة والتكلفة العالية لتصدير المخلفات، إلي التخلص من المخلفات بطريقة غير سليمة أو حرقها في حفرات.
ولأنه من الصعب نقل المخلفات في البيئة الصحراوية فلقد كان يتم جمع المخلفات وتخزينها في حفرات وهذا أثر علي البيئة بشكل كبير. فلقد قامت مخلفات الطعام بجذب الحيوانات البرية والآفات، وأحياناً كان يتم التخلص من الزيوت والمخلفات الكيميائية في الحفرات مما أدى إلي تلوث مياه الآبار.

تطوير إدارة المخلفات

ولقد تم وضع خطة لإدارة المخلفات والتى تتضمنت القواعد الآتية :

سيكون تقليل المخلفات هو العامل الأساسي في صنع القرار عند تطبيق الطرق الجديدة لإدارة المخلفات. فالطرق التى ستؤدى إلي مخلفات أقل ستصبح هى المفضلة.
سُتجمع المخلفات ويتم تقسيمها بناءً على نوعها، ثم سيتم توجهيها إلى أسلوب المعالجة المناسب أو التخلص منها. ولن يتم خلط أنواع المخلفات غير المتوافقة إلا في حالة الضرورة. وسيتم تخصيص عدد كاف من الموارد لإدارة أنواع مختلفة من المخلفات. ولحماية البيئة والحياة البرية سيتم إنشاء منطقة عازلة حول المناطق المخصصة للتخلص من المخلفات.

منشآت إدارة المخلفات الجديدة

ولقد كان من أهم العوامل في خطة إدارة المخلفات الجديدة هو بناء منشآت لإدارة المخلفات.ويتوفر في كل منشأة منطقة لفصل المخلفات الصلبة عن السائلة، محرقة، أداة للكسر، مكان لتخزين المواد النظيفة القابلة لإعادة التدوير، محرقة للمخلفات الصلبة ومكب نفايات يحتوى علي أماكن منفصلة للتخلص من النفايات الخطرة وغير الخطرة.

تجميع القمامة في الشوارع

يُعد إعادة التدوير شئ جديد نسبياً في اليمن، ومن المواد الشائعة في إعادة التدوير البلاستيك، المعادن والزجاج.
وهناك مراكز كبرى لإعادة التدوير في المدن الكبرى مثل صنعاء، عدن، تعزوالحُديدة. ولكن على نطاق أضيق ، فإن إعادة التدوير تبدء بعمال النظافة في الشوارع حيث يقومون بتجميع البلاستيك، المعادن،ومخلفات أخرى من الشوارع ثم يقومون ببيعها إلي تجار الخرداوات الذين يقومون بدورهم ببيعها إلى تجار أكبر يقومون ببيعها إلى مصانع لإعادة التدوير .

وبينما يعتمد الفقراء في اليمن على تجميع القمامة لكسب عيشهم، إلا أنه لا يوجد قانون لتنظيم هذه الصناعة. فبمجرد بيع المخلفات إلى التجار، تُصدر بطريقة غير شرعية إلى الصين.

مصانع إعادة التدوير لا تتبع قواعد تنظيمية

أوضحت مجموعات حماية البيئة في اليمن أن مراكز إعادة التدوير لا تتبع القواعد التنظيمية الخاصة بالمحافظة علي البيئة. فإنه يوجد أربعة مراكز لإعادة تدوير البطاريات والمعادن في اليمن، والتي تقوم بالتعامل مع المواد السامة، وتعتقد هذه المجموعات أنه يوجد مصنع واحد فقط من الأربعة مصانع يتبع قواعد الحفاظ علي البيئة، وهذا لأن الالتزام بالقواعد سيكلف مالاً أكثر.

وصرحت هذه المجموعات بأنه تظهر مشكلة أكبر عندما يتم خلط المخلفات الطبية مع مخلفات المنزل، حيث يجب التخلص من المخلفات الطبية بطريقة خاصة. ولقد أدى سوء إدارة التعامل مع المخلفات الطبية إلي ظهور عدد كبير من الناس ممن يعانون من أمراض كإلتهاب الكبدى الوبائي ب،ج في اليمن. ومعظم ممن يعانون من هذه الأمراض هم مجمعو القمامة في الشوارع الذين يتعاملون مع المخلفات الطبية دون علمٍ منهم، ويتعرضون للمواد الملوثة وسوائل الجسم التي تنقل لهم الأمراض بسهولة.


ترجمة: أسماء خليفة 

الرابط مصدر المقال

Asmaa khalifa Abbas

Asmaa khalifa Abbas

مترجمين المقال