اعرف المزيد عن إدارة النفايات في المغرب

إدارة النفايات في المغرب
بقلم: كاثرين هانسن | 28 يناير 2016
تعتبر إدارة النفايات الصلبة إحدى المشاكل البيئية الرئيسية التي تهدد المملكة المغربية المتوسطية.

يتولد ما يزيد عن 5 ملايين طن من النفايات الصلبة في جميع أنحاء الدولة بمعدل نمو سنوي لتوليد النفايات يصل إلى 3%. ويتضح التخلص السليم من النفايات الصلبة المحلية في المغرب في أوجه قصور رئيسيه مثل الافتقار إلى الهيكلة الأساسية الملائمة والتمويل المناسب في المناطق التي تقع خارج المدن الكبرى.

ووفقا للبنك الدولي، ذكر أنه قبل الإصلاح الأخير في عام 2008 "تم جمع 70% من النفايات الصلبة المحلية من المدن، ويجري التخلص من أقل من 10% من النفايات المجمعة بطريقة مقبولة بيئيا واجتماعيا. بينما هناك 300 مكب للنفايات لا تخضع للرقابة، وحوالي 3500 من جامعي النفايات، منهم 10٪ من الأطفال، يعيشون علي تلك المكبات المفتوحة وبالقرب منها".

خطر حرق القمامة
ليس غريبا أن نرى حرق القمامة كوسيلة للتخلص من النفايات الصلبة في المغرب.

فحاليا، يتم التخلص من تيار النفايات المحلية بأسلوب متهوروغير مستديم، مما يؤثر تأثيرا كبيرا على الصحة العامة والبيئة. ويؤدي الافتقار إلى الهيكلة الأساسية لإدارة النفايات إلى حرق القمامة كشكل من أشكال التخلص من النفايات بتكلفة زهيدة ولسوء الحظ، فإما أن الآثار الصحية الرئيسية لحرق القمامة غير معروفة على نطاق واسع أو مستهان بها بشكل كبير من الغالبية العظمى من السكان في المغرب.

يشكل حرق القمامة مصدر قلق صحي خاص بسبب كمية الديوكسينات الكبيرة التي ينتجها, حيث يعتبر الديوكسين ملوث بيئي شديد السمية والذي ينطلق عند حرق النفايات المنزلية. معظم الديوكسينات التي تتحرر في الهواء اثناء عمليه الحرق يتهي بها الأمر إلي الترسب علي أوراق النباتات الخضراء

وتأكل حيوانات الألبان مثل الأبقار والأغنام والماعز هذه النباتات مما يؤدي إلى تخزين الديوكسينات وتراكمها في الأنسجة الدهنية الحيوانية. وبمجرد حدوث ذلك ، من الصعب تجنب الديوكسينات ويتعرض لها البشر في المقام الأول عن طريق تناول اللحوم وغيرها من منتجات ألبان ، وخصوصا التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

وعلاوة علي ذلك ، يؤدي هذا النوع من الحرق المكشوف أيضا إلى تلوث الجسيمات.

ويقصد بها الجسيمات المجهرية التي تترسب علي الرئتين وتسبب العديد من المشاكل الصحية، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. وللأسف يعتبر الأطفال والمسنين الذين يتعرضون للديوكسينات هم أكثر المهددون بالإصابة بهذه الأمراض.

وينتج عن هذا الحرق فى الهواء مواد أخري ضارة مسببة للسرطان مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وثنائي الفينيل متعدد الكلور، والمركبات العضوية المتطايرة، ومركبات سداسي كلور البنزين. وقد عرفت هذه الملوثات بأنها تسبب الكثير من المشاكل الصحية والتي تتراوح بين تهيج الجلد وتلف الكبد والكلي, وحتى في بعض الحالات الأكثر خطورة ترتبط بالسرطان.

يحتوي غالبا الرماد نفسه الناتج عند حرق القمامة على الزئبق والرصاص والكروم والزرنيخ.

" تستطيع خضروات الحديقة امتصاص هذه المعادن والاحتفاظ بها والتي يمكن أن تجعلها خطرة علي التناول

ويمكن للأطفال الذين يلعبون في الفناء أو الحديقة أن يبتلعوا التربة المحتوية علي هذه المعادن بالصدفة. كما يمكن للأمطار أن تدفع الرماد إلى المياه الجوفية والمسطحات المائية فتلوث مياه الشرب والطعام ". وهذا لا يقارن حتى بجامعي القمامة الذين يعرضون صحتهم مباشرة للخطر أثناء فرز النفايات المحلية.

الجانب الإيجابي
وتأتي الأخبار الجيدة حول مستقبل إدارة النفايات الصلبة المحلية في المغرب بتخصيص البنك الدولي 271.3 مليون دولار للحكومة المغربية لوضع خطة لإدارة النفايات المحلية. وتشمل تفاصيل الخطة ترميم حوالي 80 موقعا لدفن النفايات، وتحسين خدمات نقل القمامة، وزيادة إعادة التدوير بنسبة 20٪، وكل ذلك بحلول عام 2020.

وفي حين يتوقع أن يحقق هذا الإصلاح العجائب لسكان المناطق الحضرية، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تعود فوائد هذا الإصلاح إلى 43٪ من سكان المغاربة المناطق الريفية، مثل أولئك الذين يعيشون في قريتي.

وفي غني عن القول، أنه من الرغم من حركة المغرب نحو نظام إدارة النفايات الصلبة المحلية أكثر أمنا وأكثر صداقة للبيئة لا يزال هناك عدد هائل من الناس بما في ذلك الأطفال وكبار السن الذين سوف يغفلهم هذا الإصلاح

وحتي إتمام المزيد، بما في ذلك مبادرات التمويل وزيادة التعليم ، سيظل هؤلاء الناس معرضين لظروف معيشية خطره بسبب التمويل والهياكل الأساسية والتعليم غير المناسبين.

الرابط مصدر المقال

Shaimaa Ahmed Younes

Shaimaa Ahmed Younes

مترجمين المقال