تعرف على إبداع الفنانين من وراء المواد المعاد تدويرها

نعلم جيداً بأننا يجب أن نقلل من المخلفات بل ونعيد استخدامها وتدويرها، أما بالنسبة للفنانين فإن إعادة الاستخدام والتدوير تتضمن معاني أخرى عنها. نقدم لكم أحد عشر فنانًا حولوا القمامة إلى كنوز فنية. 1. لين إيفولا سميتلا يريد أحد منا أن ينشأ أولاده في عالم يغزوه العنف، لكن لم يعمل كل الآباء والأمهات بالشكل الكافي لمحاربة تلك المشكلة مثل لين إيفولا سميت. عندما انتكبت مدينة لوس أنجلوس بانتشار الأسلحة في أوائل التسعينيات، قررت لين المساعدة على حل تلك المشكلة بإقناع سكان المدينة بالتخلي عن أسلحتهم، ليتم صهرها لصنع تماثيل ملائكة كرمز تفاؤل للذين يعيشون في مدينة الملائكة التي تزداد خطراً يومًا بعد يوم. تقول لين "لم أكن أريد فقط صناعة أعمال فنية، أردت أن يحدث الناس ثورة في أنفسهم". كان المشروع ناجحاً، وفي خلال أعوام قليلة، امتلأت المدينة بتماثيل الملائكة المصنوعة من المعدن، كل منها يعكس صور المسدسات التي أُخذت من شوارع المدينة. كان طول أول التماثيل يبلغ ثلاث أقدام، واستغرق صنعها عدة أشهر، وفي النهاية قررت الفنانة زيادة حجم المنحوتات لتوُضع كقطع مركزية في الحدائق العامة. في عام 1997 صنعت تمثال يبلغ طوله ثلاثة عشر قدمًا يُسمى "ملاك نهضة السلام". بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، نُقل التمثال إلى منطقة جراوند زيرو وأصبح منذ ذلك الوقت أشهر أعمالها الفنية. بعد سبع سنوات من ذلك الهجوم، أعلنت لين عن بدئها في مشروع جديد، كنظرة عامة عن أعمالها السابقة يُسمى فن السلام الذي يسعى لمحاربة تكاثر الأسلحة النارية الصغيرة، والمدفعيات الخفيفة وأسلحة الحرب الأخرى. عبرت مدن عديدة مثل القدس والبوسنة وجوهانسبرج في جنوب أفريقيا عن اهتمامها بذلك المبدأ.  سيكون طول أول تمثال ملاك 30 قدمًا كتحفة فنية وسيوضع في مدينة نيويورك2. ميشيل ريدرتعمل ميشيل منذ عام 1997 على خلق منحوتات من المواد المُعاد تدويرها، وهي تدخل بعض العناصر الميكانيكية كالأجزاء الفعالة في الألعاب والساعات. تحصل ميشيل على مواردها من مكبات المدينة ومن على جانب الطرق ومحال الادخار وتدخل أيضاً المخلفات المنزلية والصناعية. تقول ميشيل "أحب شعور المفاجأة الذي ينتابني عندما أجد مواد لم أكن أتوقع العثور عليها وأستمتع بالابتكار المطلوب لتحويلها إلى منحوتات، أحاول جاهدة أن أعثر في أي مكان على مواد مُصلحة وأشياء قديمة قد رُميت وقد ينتهي بها الحال في المكب" ربما من أشهر أعمالها هي تلك اللوحة المعروفة باسم "سيفين وستيد مين" أو "السبعة الضالون" والتي صُنعت في شهر من مخلفات منزلية. "لا تكتفي المواد بإلقاء الضوء على حجم المخلفات التي نستهلكها، بل تخبرنا أيضاً بقصة كل شخص من خلال الأشياء التي يُلقيها، كرسمة طفل وقائمة تسوق وحتى بطاقة عيد ميلاد" كما تقول. 3. بيتولمي إيرلينجتونتمتلئ أماكن انتظار السيارات وجوانب الطرق بإطارات السيارات المفقودة والتالفة. بينما نراها نحن كقمامة، يراها بيتولمي الجمال والقيمة بعينهما. "أؤمن بنفعية الأشياء والتي تسر العين منها قيمتها عالية عندي، أصادف أشياء كثيرة قد تُركت وأرى فيها النفع أكثر من اللانفع" كما يقول. يستمتع بيتولمي بالعمل بإطارات السيارات خاصةً. قد تبدو لطيفة ولكن استخداماتها محدودة، هي كقمامة عندما نجدها على جانب الطريق، ولكن بمجهود قليل مع خيال خصب أحولها إلى أشياء تبعث السرور في نفوس الناس". 4. فيم ديفولي وايللا يُعتبر ذلك الفنان البلجيكي أول من حول عجلات السيارات إلى أعمال فنية، ولكنه بالتأكيد الأكثر موهبة.
لأن أعماله الرائعة تحتفظ بشكل العجلات حتى عندما دمج عناصر من الطبيعة مثل الزهور والكروم، حتى لا ينسى المشاهد أن يتفكر في جمال الأرض على الرغم من أنه ينظر إلى شيئ مُصنع تماماً. لا يستخدم الفنان أي أجهزة ميكانيكية خلال عملية التجديد لصنع تحفته الفنية، بينما تستغرق عجلات السيارات الصلبة والجرارات وقت طويل في الحفر والنحت. 5. تيم نوبل و سو وبسترعندما ينظر الناس إلى أعمال تيم وسو والتي تسمى بمنحوتات الظل، يخيل إليهم أنهم ينظرون إلى كومة من القمامة الملقاة بعشوائية. ولكن عندما يتم إلقاء الضوء عليهم من الزاوية اليمنى، يتضح الجمال الفني لتلك الأعمال. هذا لأن الظل يخلق صورة مُفصلة لفنانين وحيوانات وأشياء أخرى. حتى أن انتقاء القمامة يعطي معنى أعمق للعمل الفني أكثر مما ستقوله لك نظرة خاطفة. على سبيل المثال: في القمامات البيضاء المليئة بالنوارس، تُصنع كومة القمامة تلك من بقايا كل شيء احتاجها الفنانون لمدة ستة أشهر وهي المدة التي استغرقها بناء المنحوتة. 6. يوكين تيرويانقوم برمي لفافات ورق المراحيض في صناديق القمامة بدون إعطاء فكرة أخرى عن المكان الذي أتوا منه أو المكان الذي سيذهبون إليه، ولكن سلسلة الفنان الياباني يوكين تيرويا "رُكن الغابة" تذكرنا جميعاً أن هذه اللفافات الورقية البسيطة كانت ذات يوم جزءاً لا يتجزأ من الغابة العظيمة - الغابات التي يمكن أن تُمحى إذا واصلنا استخدام الأشياء مرة واحدة فقط وقمنا بتدمير الحضارة.
7. رودني "رودريغو" مكوبروبخلاف العديد من الفنانين الذين يعملون مع المواد المعاد تدويرها، والذين يشعرون بأن عملهم يحمل معنى جادًّا وعميقًا، فإن أساس عمل رودني ماكوبري هو "المتعة" – وهذا يظهر بشكل واضح. ففي الواقع،  يبدو العديد من أعماله وكأنها إعاده مشرقة وجميلة لرسومات الأطفال. وفي حين أن المقيمين في سان دييغو سعداء لجمع المواد من القمامة وبجوار الطرق في أي مدينة، فهو يحب الصيد خاصة حول مقالب القمامة في باجا كاليفورنيا - ومما لا شك فيه أن هذا الاختيار يؤثر في عمله. 8. جين بيركنزقبل بدء مهنتها في مجال الفنون، كانت جين بيركنز في البداية تعمل ممرضة لمدة 17 عاما ثم أصبحت ربة منزل لمدة 10 أعوام آخرين. وبمجرد أن بدأت في دراسة المنسوجات في كلية سومرست للفنون والتكنولوجيا في عام 2006، حتى أدركت مدى استمتاعها بالعمل مع المواد المعاد تدويرها، ومنذ عام 2008، بدأت تعمل بشكل حصري في هذا المجال. ومثل ماكوبري، تشعر جين بأن الفن المعاد تدويره هو تجربة ممتعة، فهي تستمتع بشكل خاص بالمفاجآت غير متوقعة التي تكتشفها من الأشياء التي تحصل عليها من مراكز إعادة التدوير والمخلفات والتي تلهمها. وبالرغم من ذلك، ففي هذه الأيام تبذل جين مجهوداً أقل في البحث عن الأشياء التي تحتاجها في عملها – فبمجرد أن اكتشف الناس في حيها ما تقوم بعمله، بدأوا بترك أكياس القمامة غير المرغوب فيها أمام منزلها. أكثر إبداعات جين شهرة هي لوحاتها المشهورة وإبداعتها من الأعمال الفنية للفنانين المشهوريين، وكلاهما غالباً ما يكلف أكثر من 3000 دولار. ولعمل هذه التحف الفنية، تبدأ بيركنز بصورة كبيرة للشخص أو للعمل الفني الذي سوف يصور، ثم تبدأ في ربط الأجسام الملونة المناسبة للصورة. 9. ميغيل ريفيرامن الروبوتات إلى سباق السيارات، حيث أثبتت إبداعات ميغيل ريفيرا أن تحطم القرص الصلب لا يعني أنه أصبح عديم الفائدة. فعلى غير المتوقع، فقد وجد هذا الفنان إلهامه في وظيفته اليومية كمسؤول للنظم على قاعدة للقوات الجوية الأمريكية في الخارج، حيث صادف وجود تحطيم هائل لمجموعة من الأقراص الصلبة وقرر أن يخترع شيئاً بها. كان أول اختراع له سيارة سباق مصنوعة من 33 قرصًا صلبًا. وقد صنع الهيكل تقريباً من قرص واحد، بينما صنعت العجلات من ثمانية أقراص. وبمجرد أن بدأ في صنع المزيد والمزيد من التصاميم، أصبحت الإبداعات أكثر وأكثر تعقيداً حتى قام بصنع اختراعه الأكثر تفصيلًا حتى الآن: الروبوت الضخم الذي يطلق عليه تحفته الفنية، حيث يحتوي الروبوت على أقراص كاملة لـ14 جهاز كمبيوتر محمول، وأجزاء من 18 قرصًا آخر، وعدد قليل من أجزاء الكمبيوتر الأخرى. في حين أن العديد من الفنانين يضغطون ويجهدون أنفسهم في محاولة لخلق الإبداع في عملهم، فريفيرا لا يزال يصنع تصاميمه كهواية مما يثبت أنه شيء ما زال يقوم به للاستمتاع. حيث يقول: "إنه علاجي بعد أسبوع عمل مدته خمسة أيام و 12 ساعة". 10. روبرت برادفوردوكما فعل ريفيرا، فقد حافظ روبرت برادفورد على مهنة أخرى طوال الوقت الذي عمل فيه كفنان. فقد كان روبرت يريد دائمًا العمل في مجال الفن، ولم يكن يريد أن يعتمد على المبيعات فقط للحفاظ على رزقه، لذلك كان يعمل في مجال الصحة النفسية بعد الكلية. وانتهى به المطاف لاكتشاف أن الصحة النفسية رائعة أيضاً، وهكذا بعد أن بدأت مهنته الفنية تتوقف، أخذ يتدرب على أن يصبح طبيباً نفسياً كعمل جزئي. في عام 2004، بدأ برادفورد استخدام الألعاب القديمة لصنع التماثيل. وواحدة من أكثر الجوانب إثارة في عمله، على الرغم من أنه أبقى على علاقاته الوثيقة مع العلاج النفسي ودراسة العقل، هي الفكرة الأساسية التي تنعكس على أعماله، وخاصة تلك التي تم صنعها من الألعاب التالفة. ويقول: "غالبًا ما يكون هناك نقاش حول استهلاك النفايات وإعادة التدوير، في حين أنها لا تكون موضع اهتمامي الأساسي لكن تظل من وجهة نظري الإيجابية عندما تحدث". 11. ليو سيويلعلى الرغم من أن معظم الفنانين الذين يعملون مع المواد المعاد تدويرها قد قاموا بإدخال الفكرة في وقت متأخر من حياتهم، إلا أن ليو سيويل قد نشأ في مستودع للنفايات، وكان يقوم بتجميع قطع من القمامة معاً عندما كان صبياً. ومنذ ذلك الحين، تطور وبرع في تقنية التجميع بما فى ذلك المكسرات، والمسامير، والبراغي، مما جعل إبداعاته تعطي نتائج مدهشة إلى المخلوقات التي قام بتصميمها وكان لا يزال يضع فتات من القمامة في الداخل حتى يمكن رؤيتها والتعرف عليها بسهولة. بعد القضاء على القمامة في جميع أنحاء فيلادلفيا، استطاع سيويل إنشاء تصميمات من مختلف الأحجام، بدءاً من منزل بحجمه الطبيعي للقطط إلى مصباح طوله 40 قدمًا. وفي كثير من الأحيان، تنعكس المواد المستخدمة على الأشياء المصنوعة؛ فعلى سبيل المثال، يضم تمثال الملاكم الذي قام بصنعه عدداً من الألعاب المطاطية للكلاب. ما رأيكم في تلك الأعمال الفنية المعاد تدويرها؟ هل هي طريقة فعالة لإخبار الآخرين عن مدى أهمية إنقاذ الكوكب؟ هل هي نصيحة مزعجة ؟ أم شيء آخر؟

الرابط مصدر المقال

Heddi Bekkar

Heddi Bekkar

مترجمين المقال
Hend Mohamed Kamal Maraey

Hend Mohamed Kamal Maraey

مترجمين المقال
nourhan ahmed helal

nourhan ahmed helal

مترجمين المقال