أصدرتْ أوروبا تحذيراتِ عن ارتفاعِ درجاتِ الحرارةِ بعدَ أن تجاوزتْ الأربعينَ درجةً مئويةً

 

تُحذرُ السلطاتُ المواطنينَ والسائحينَ في إحدى عشرةَ دولةٌ من إتخاذِ الإحتياطاتِ اللازمةِ وسطَ موجةِ الحرِ الشديدةِ في المنطقةِ - التي يطلقُ عليها Luciferمنذُ عامِ 2003.

أطفالٌ يلعبونَ في نافورةِ مياهٍ متدفقةٍ في بامبلونا, اسبانيا.

تصوير : فيلر لوبيز.

 

وقد أصدرتْ أحدى عشرة دولةً من دولِ جنوبِ ووسطِ أوروبا تحذيرات لشدة الحرارة وسط الموجة الحارة القاسية والتي يطلق عليها إسم Lucifer، مع حث السكان والسياح على إتخاذ الأحتياطات اللازمة وتحذير العلماء من سوء الوضع.


وقد قالت شبكة "ميتو ألارم الإذاعية للتنبؤات الجوية الأوروبية" أن السلطات في دول مثل إيطاليا، وسويسرا، والمجر، وبولندا، ورومانيا، والبوسنة، وكرواتيا، وصربيا في حالة تأهب قصوى، كما تحولت أجزاء من جنوب أسبانيا وفرنسا إلى اللون الأصفر


ومع ارتفاع درجات الحرارة في العديد من الأماكن أو تجاوزها 40 درجة مؤية  (104ف) في موجة الحر الأكثر استدامة في المنطقة منذ عام 2003، فيتم وضع خدمات الطوارئ على أهبة الاستعداد ويُطلب من الناس البقاء متيقظين، والبقاء في الداخل، وتجنب الرحلات الطويلة، وشرب السوائل الكافية، والاستماع إلى نصائح الطوارئ من مسؤولي الصحة.


وقد لقي شخصان على الأقل مصرعهما بسبب الحرارة، واحد في رومانيا وواحد في بولندا، وقد نقل الكثير إلى المشفى ممن يعانون من ضربات الشمس والحالات الأخرى المتعلقة بالحرارة.


 وقالت إيطاليا أن معدل دخول المرضى إلى المستشفى كان فوق المعدل الطبيعى بنسبة 15 بالمائة وطلبت من المواطنين في المناطق المتضررة السفر فقط إذا كانت رحلاتهم ضرورية.


 وقد حذر المسؤولون البولنديون من احتمال ضعف البنية التحتية.


وعززت متحدثة باسم منظمة أبتا البريطانية للرحلات التجارية النصيحة لقضاء العطلات، قائلة: أنه يتعين علي المواطنين إتخاذ كافة الأحتياطات اللازمة، والحفاظ على الترطيب بشرب الكثير من المياه، والبقاء بعيداً عن الشمس في منتصف النهار، وأتباع أي نصيحة تصدرها السلطات الصحية في أماكن محددة.

 

انتظار إحدى راكبات الدراجات عبور الطريق بجانب مقياس حرارة يظهر41 درجة  في فالنسيا، اسبانيا الشرقية.


صورة فوتوغرافية: مانويل بروك / إيبا

 

 

وتستمر الموجة الحارة حتى يومها الرابع ومن المتوقع أن تستمر حتى يوم الأربعاء القادم، وتتبع بذلك موجة سابقة في ارتفاع درجات الحرارة في الشهر الماضى والتي تسببت في إحداث حرائق هائلة في الغابات الكبيرة، مما أدى إلى زيادة الجفاف في إيطاليا و أسبانيا وتدمير المحاصيل.

 

وكانت أعلى درجة حرارة في يوم الخميس 42 درجة في قرطبة، وأسبانيا، وكاتانيا، وإيطاليا. كما بلغ الأرتفاع في كرواتيا في يوم الأربعاء 42.3 درجة، ومن المتوقع أن تصل ذروتها في نهاية الإسبوع مع درجات حرارة 46 درجة أو أعلى في إيطاليا وأجزاء من البلقان.

 

وقد وضعت السلطات في إيطاليا والتي تعاني من أسوء جفاف لها منذ 60 عاما 26 مدينة على أعلى درجات الحرارة القصوى، بما في ذلك البندقية وروما، وقد تم إيقاف العديد من نافورات روما.

 وفي الأسبوع الماضي، قامت المدينة بتفادي حصص المياه الضخمة.

 

وفي فلورنسا، تم إغلاق معرض أوفيزي الفني مؤقتا يوم الجمعة عندما تعطل نظام تكييف الهواء، وفي المجر، قام الحراس في حديقة حيوانات بودابست بتبريد الدببة القطبية الساخنة بكتل جليدية ضخمة.

 

ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة على طول أجزاء من الساحل الأدرياتيكي في كرواتيا "بما في ذلك دوبروفنيك" إلى 42 درجة خلال النهار، وفي العاصمة الصربية من بيلغراد، كانت هناك تقارير عن حالات إغماء بعض المواطنين من شدة الحرارة.

 

تحذيرات شدة الحرارة في جميع أنحاء جنوب اوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة الى 40درجة وما فوقها.


من المتوقع أن تصل الأرتفاعات في أسبانيا، بما في ذلك منتجعات العطلات الشهيرة في كوستا ديل سول وفي جزيرة مايوركا، إلى 43 درجة مئوية في نهاية هذا الأسبوع، مع توقع درجات مرتفعة أيضا في أشبيلية، وملقة، وغرناطة.

 وقد حذرت وكالة الأرصاد الجوية الاسبانية إيميت أن أبيزا وميوركا قد تصلا إلى 42 درجة مئوية.

 

وقد قال الخبراء أنه في الوقت الذى سجلت فيه أوروبا رقما قياسيا يبلغ 48 درجة مئوية في أثينا عام 1977، فإن درجات الحرارة الحالية في أماكن كثيرة قد تصل  لعشر أو خمسة عشر درجة مئوية أعلى من المعتاد في ذلك الوقت من العام، ومن المحتمل أن تسفر عن مزيد من الوفيات.

 

 

وأدت موجة الحر في اوروبا والتي اندلعت في عام 2003 إلى حدوث أكثر من 20 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة، معظمها من السكان العجائز والضعفاء، بما في ذلك 15 ألف حالة وفاة في فرنسا، حيث تم إنشاء مستودعات مؤقتة للموتى في شاحنات مبردة.

 

ومن الممكن أن تكون مثل هذه النوبات من الحرارة المرتفعة في جنوب أوروبا من الأمور المتوقعة، وتوقع الباحثون الفرنسيون الشهر الماضي أن الأحوال الصيفية في بعض الأماكن السياحية المشهورة في القارة من الممكن أن تصبح أكثر قسوة.

 

 

 

سزيري، الدب القطبي في حديقة حيوان بودابست، تم  إعطاءه كتل من الجليد لمكافحة الحرارة.

تصوير: أتيلا كيسبينديك / أف / جيتي إيماجيس

 

وقد قال العلماء، في كتابة خطابات جريدية عن الأبحاث البيئية، أنه في حالة حدوث موجة حرارية ضخمة مشابهة لتلك في عام 2003 في نهاية القرن الحالى، وعندما يتوقع أن يكون متوسط درجات الحرارة أكثر ارتفاعاً بشكل ملحوظ بعد عقود من الاحتباس الحراري، فإن درجات الحرارة من الممكن أن تتجاوز ال 50 درجة مؤية.

 

وقد أشار الباحثون إلى أن النماذج المناخية تشير إلى أنه  من المتوقع أن يزيد العامل البشري بشكل كبير من تكرار، ومدة، وشدة موجات الحر في أوروبا، وقالوا أن نماذجهم تشير إلى أنه بحلول عام 2100، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة في الصيف ما بين 6درجات و13درجة مقارنة بالأرقام القياسية التاريخية.

وفي صيف عام 2003، سجلت قرية كونكيراك في قسم غارد في فرنسا 44.1 درجة مؤية مرتين ، وهي أعلى درجة حرارة سجلت على الإطلاق في البلاد، وقد استنتج العلماء أن أعلى رقم قياسي يمكن أن يتجاوز ال 50 درجة بسهولة بحلول نهاية القرن ال 21 .

 

وقد أدت درجات الحرارة القصوى الحالية، إلى جانب الرياح القوية، إلى اندلاع حرائق الغابات التي تسببت بالفعل في وفاة أكثر من 60 شخصاً في هذا الصيف في البرتغال وتسببت في أضرار واسعة النطاق في جنوب فرنسا واليونان وايطاليا.

 

وقد كافح حوالى 300 شخص من رجال الإطفاء والعسكريين ضد 75 حريقاً يوم الجمعة في ألبانيا، كما أن بعضهم مشغولون في صربيا والبوسنة ومقدونيا وكرواتيا واليونان وجزيرة كورسيكا الفرنسية.

 

أطفال يقومون بتبردة أجسامهم بالمياه في إحدى ميادين تيرانا، البانيا.

تصوير: مالتون ديبرا EPA /

 

وفي إيطاليا، أسفرت الحرائق عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 79 عاما في منطقة أبروتسو الوسطى وأجبرت على إغلاق الطريق الساحلي الرئيسي "فيا أوريليا" الذي يمتد شمالاً من روما إلى ريفييرا الإيطالية.

 

وقد بدأ صانعو النبيذ في البلاد بحصاد العنب قبل أوانه  بأسابيع من المعتاد بسبب الحرارة. وقال كارلو بتريني، "مؤسس حركة الأكل البطئ"، أنه لن يبدأ أي حصاد فعال قبل 15 أغسطس.

 

ومن المرجح أن تكلّف الموجة الحارة القطاع الزراعي في إيطاليا مليارات من اليورو، حيث تواجه أحدى عشرة منطقة نقصاً حاداً في المياه.

ومن المتوقع أن تنخفض إنتاجية الزيتون في بعض المناطق بنسبة 50 بالمائة، وقد انخفض إنتاج بعض الألبان بنسبة تصل إلى 30 بالمائة.

 

وقال مسؤولون بوسنيون أن موجة الحر والجفاف خفضت الإنتاج الزراعي إلى النصف تقريباً، وهو ما يمثل 10٪ من الإنتاج الاقتصادي للبلاد، وقالت صربيا أنه قد ينخفض ثلث إنتاج الذرة.

 


 


الرابط مصدر المقال

Heddi Bekkar

Heddi Bekkar

مترجمين المقال