مليارات الزجاجات والعلب تذهب لمدافن النفايات بسبب أزمة إعادة التدوير بكاليفورنيا

انخفاض أسعار الخردة يدفع العاملين في إعادة التدوير للبقاء دون عمل.
يعاد حوالي 90% من الثمانية مليارات علبة صودا المباعة سنوياً في كاليفورنيا لإعادة التدوير مع استرداد 5 سنتات، لكن انخفاض سعر السلعة بالإضافة إلى انخفاض الطلب الصيني على الزجاجات و العلب الأمريكية المستعملة، أربك اقتصاد صناعة إعادة التدوير في الدولة. فخلال العامين الماضيين، انخفض معدل إعادة التدوير في كاليفولانيا بما يكفي لإبعاد أكثر من 2 مليار حاولة سنوياً إلى مدفن النفايات.

و بحسب وكالة الولاية لإعادة التدوير، فقد أغلق حوالي 700 مركزاً من أصل 2400 مركز استرداد كانت تقع في كاليفورنيا في عام 2011، وأغلبيتها أغلق العام الماضي. وتُقلص الشركات الصغيرة التي تدير مراكز التسوق في مواقف السيارات خارج محلات البقالة بسبب انقطاع السلع، والذي بدوره خفض السعر العائد من الزجاج والبلاستيك والألومنيوم المعاد تدويره. وقد ظلت الأسعار التي يدفعونها للمستهلكين لهذه المخلفات مرتفعة إلى حد ما، فلم يستمر برنامج الدعم الحكومي الذي كان من المفترض أن يساعد في تعويض الفرق.

 تدفع شركات المشروبات في معظم الولايات العشر ذات قوانين استرداد الزجاجات، مثل بيبسيكو، لمراكز إعادة التدوير مبلغ ثابت لكل زجاجة، مما يعني أن هذه المراكز لا تحتاج إلى الاعتماد على القيمة السوقية للخردة.

في ولاية كاليفورنيا، تدفع الدولة لمراكز الاسترداد لمعالجة المواد المعاد تدويرها، وتقوم هذه المراكز أيضا بجمع المال عن طريق إعادة بيع الزجاجات والعلب في سوق الخردة، تقوم كاليفورنيا مرتين بالسنة بتحديد الحد الأدنى للسعر الذي تدفعه مراكز الاسترداد مقابل الزجاجات والعلب. حيث أنه من المفترض أن يساوي ما يدفعه العملاء عند شرائهم للمشروبات. و في هذا العام، أصبح الباوند الواحد لعلب الألومنيوم 1.57 دولار، منخفضاً 2 سنتاً عن العام الماضي، و 1.19 دولاراً للباوند الواحد للزجاجات البلاستيكية، مرتفعاً بذلك 3 سنتاً..

انخفضت أسعار الخردة أكثر من ذلك بكثير فوفقاً لشركة "ريسولتينغ ريسيكلينغ سيستمز"، وهي شركة استشارية في آن أربور، ميشيغان، فإنه بحلول أيلول / سبتمبر، بيع طن من علب الألمنيوم المصنفة بـ 11.88 دولار، أي بانخفاض قدره 28 في المائة عن العامين الماضيين، و بيعت الزجاجات البلاستيكية بـ 4.25 دولار، منخفضة بنسبة 44 % منذ 2014, و كما أدى انخفاض أسعار النفط إلى خفض قيمة البلاستيك المعاد تدويره، مما جعله أرخص مما كان عليه قبل تصنيع اللدائن الجديدة، وفي بعض الحالات يكون أرخص من شراء المواد المعاد تدويرها.

إن الانخفاض في قيمة الخردة هو استنزاف لرأسمال إعادة تدوير حاويات المشروبات في كاليفورنيا، الانخفاض في قيمة الخردة هو استنزاف صندوق إعادة تدوير حاويات المشروبات في كاليفورنيا، والذي يعتمد على عائدات ودائع الزجاجات التي يدفعها المستهلكون مقدماً لتسديد مراكز الاسترداد، واعتباراً من 30 يونيو، كان لديها 195 مليون $، بانخفاض من 246 مليون $ في العام السابق. وبهذا المعدل، فإنه من المتوقع أن تفلس في النصف الأول من عام 2018.

رئيسة معهد إعادة تدوير الحاويات - وهي مجموعة مناصرة في جنوب كاليفورنيا: "كانت هناك أزمة هائلة وفشل كبير في الاستجابة لتلك الأزمة. ويقول كولينز إن الدولة بحاجة إلى تعزيز صيغة الدفع "القديمة" التي تصل إلى مليون دولار شهرياً أو تتبع دولاً أخرى، حيث تدفع شركات التعبئة والتغليف لمراكز إعادة التدوير مبلغاً ثابتاً لكل حاوية. وقال متحدث باسم كالريسيكل إن الدولة تبحث في جميع الخيارات.

والصين هي أكبر وجهة لصادرات الخردة الأمريكية، حيث أخذت حوالي 11 في المائة من حيث الحجم في عام 2015. ومنذ عام 2013، وفي إطار برنامج حكومي يدعى "السياج الأخضر"، كانت الصين تقوم بفحص قوي، وفي بعض الحالات، تحول زجاجات وعلب مختلطة أو نفايات الأغذية أو الخردة الأخرى غير القابلة لإعادة التدوير. وقد اضطرت هذه السياسة واضعي النفايات في الولايات المتحدة إلى فحص الحاويات التي تم التخلص منها بعناية أكبر، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف وتقليل قيمة بعض النفايات.

منذ أن أغلق مركز إعادة التدوير المحلي في العام الماضي، كان هيرو تاني، وهو طهي يعيش في سانتا كروز، اضطر إلى أخذ زجاجاته وعلبته المستخدمة إلى منشأة على بعد حوالي 15 ميلاً، قال: "إنه نوع من هزيمة الهدف إذا كان سيمضي إلى هذا الحد". وقال خوسيه بونس، الذى يدير ستة مراكز فى منطقة لوس انجليس، أنه يكافح من أجل الحفاظ على أعماله مفتوحة وسط انخفاض أسعار الخردة. يقول: "إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فلا أعرف إذا كنت سأنجح بذلك". وأضاف "أن ذلك سيكون سيئاً للبيئة و للناس معاً".

أغلقت إدارة النفايات، أعلى معالج نفايات الولايات المتحدة، حوالي 20 في المائة من مرافق المعالجة على الصعيد الوطني في العامين الماضيين، ويقول برنت بيل، نائب الرئيس لعمليات إعادة التدوير: "اذا قلت لي اليوم أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين سيعود إلى 14 أو 15 في المئة وأن سعر النفط سيعود إلى 100 دولاراً للبرميل، فإننا سنعود إلى مكاننا، لكنني لا أرى هذين الأمرين يحدثان ".

و خلاصة القول: أن حوالي 30% من مراكز كاليفورنيا لإعادة التدوير قد توقفت عن العمل وسط انخفاض أسعار خردة الألمنيوم و و البلاستيك و الزجاج.


ترجمة: Ola Abualrub

الرابط مصدر المقال

Dina Ali Khalil Hassan

Dina Ali Khalil Hassan

مترجمين المقال