يلتبس علينا الأمر في عملية إعادة التدوير ولكنها ستصبح في غاية البساطة

يبدو لأول وهلة أن الإستراليين بارعين في مجال إعادة التدوير. تشير الأرقام الموجودة في تقرير مكتب الإحصاءات الاسترالي إلى أنه خلال عام 2012 ما يقرب من 94% من الأسر في المنازل ساهمت بشكل أو بآخر في إعادة تدوير النفايات الموجودة في المنازل وعلي جانبي الطريق. كما أشارت إدارة النفايات في الدولة إلى الزيادة الثابتة في كميات المواد المعدة لإعادة التدوير.


وبالرغم من ذلك فإن هذه الارقام غير مرضية، لأن النفايات المنزلية في ازدياد ومعدل إعادة تدويرها (أى كمية المواد المعدة لإعادة التدوير بالنسبة لإجمالي كمية النفايات) ينخفض على المستوى العالمي وينمو ببطء. وقد زادت نسبة إعادة التدوير من 45% عام 2007 إلى 51% عام 2001، وهذا ما يزيد قليلًا على نسبة 50% في الدول المماثلة. هناك سبب واحد لإنخفاض نسبة إعادة تدوير المخلفات المنزلية وهو أن بعض الناس يجدون القواعد محيرة: على سبيل المثال هناك استطلاع للرأى أجراه مركز إعادة التدوير في سيدني وجد أن 48% من الاستراليين يعنون من مشكلة تحديد ما يتم إعادة تدويره وما لا يصلح لإعادة التدوير. والسبب في ذلك هو اختلاف القواعد بإختلاف الأماكن، كما ان هذه القواعد قد تغيرت على مدار 35 عاما منذ بداية إعادة التدوير في استراليا.

يوضح الشكل رأى الاستراليين فيما يصلح لإعادة التدوير ومالايصلح.

 

لماذا هذا التنوع في قواعد إعادة التدوير؟

يتخذ كل مجلس محلي قراراته حول مايتم جمعه لإعادة التدوير على أساس عوامل عدة منها :- الكثافة السكانية والاقتصاديات والبنية التحتية والاجراءات المحلية وخدمات التعاقد المتاحة وفرص التسويق. على سبيل المثال فإن كمية وقيمة المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي يتم جمعها من مناطق سكنية نائية، قد تكون قليلة وبالتالي فإن تكاليف نقلها وإعادة تدويرها تكون عالية. وبمعنى آخر فإن الكمية الواحدة لا تكون مناسبة لكل المجالس المحلية. كما أن نوع الخدمات المتاحة للمجلس يؤثر في نوعية ما يمكن جمعه، فمثلًا علب عصير تتراباك مصنعة من عدة مواد: الورق المقوى والبلاستيك وبطانة من الفويل. ويتطلب ذلك عملية فصل للمكونات قبل البدء في إعادة التدوير، وفي أغلب الاحوال لاتكون الآلات المتخصصة بذلك متاحة في كل المناطق.

في الماضي كان الإختلاف بين المجالس المحلية كبيرًا، بسبب حصول البعض على خدمات جديدة تتميز بتنكولوجيا عالية أكثر من الآخرين. والاخبار الجيدة أن الاشياء أصبحت أكثر بساطة، مما جعل عمل المجالس في تقدم مستمر. والآن أكثر من 80% من السكان يستطيعون وضع أشياء متشابهة في سلة إعادة التدوير عن طريق إتباع قواعد ذهبية وبسيطة.


تطور عملية إعادة التدوير

تم تقديم خطة إعادة تدوير نفايات المنازل لأول مرة عام 1980 في سيدني ثم انتشر في مدن هامة آخرى. وفي بدايات عام 1990 كان تقريباً نصف السكان الاستراليون يجمعون النفايات لإعادة التدوير، وفي عام 2014 وصلت النسبة إلى 94%. في العمليات الأولى لجمع نفايات المنازل استخدم المجلس الأكياس وصناديق الشحن أو السلال حيث يقوم السكان بجمع النفايات فيها. ولكن صناديق القمامة التي تتحرك على عجلات هي أفضل ما قدمه المجلس المحلي لجمع النفايات المعدة لإعادة التدوير. في البداية كانت عملية إعادة التدوير يصحبها فرز للمواد مثل الورق والبلاستيك والزجاج. وبعد مرور 15 عام انتهجت المجالس سياسة الخلط في إعادة التدوير، ويتم فيها وضع المواد القابلة للتدوير كلها في سلة واحدة. على سبيل المثال في عام 2006 فقط 47% من المجالس المحلية في سيدني أجرت هذه العملية، بينما في عام 2012 قام بها 95% من المجالس في نيو ساوث ويلز أكبر الولايات الاسترالية.

ذكر بحث أنه على الرغم من كون إعادة التدوير بالخلط تناسب السكان، إلا أنها تؤدى إلى تقليل نسبة إعادة التدوير وزيادة التلوث، وعلي العكس إذا استخدمنا إعادة التدوير عن طريق الفرز. مرة أخرى فإن الاتجاه إلى إعادة التدوير بالخلط تقلل التكاليف بشكل جزئي. بينما إعادة التدوير بالفرز كانت في الماضي تتم يدويًا، ولكن استخدام الميكنة اصبح متاحاً للفصل بين المواد.


هل عملية إعادة التدوير كافية؟

دارت المناقشات حول جانب العرض: بمعني كيفية إعادة تدوير الاشياء. ومن المهم أيضاً أن ندرك جانب الطلب: بمعني ما الذى نفعله بالمواد المعاد تدويرها. يتطلب ذلك وجود حلقة مغلقة لنظام إعادة تدوير قوى، حيث يكون الطلب على المنتجات المصنعة من المواد المعاد تدويرها. زيادة الطلب يدعم الاقتصاد الدائري، عن طريق تقديم مبادرات للاستثمار في مجال خطط إعادة التدوير والبنية التحتية. الذين يريدون أن يصبحوا معيدى تدوير ناجحين يجب أن يزيدوا الطلب على إعادة شراء المنتجات باحثين عن المنتجات المعاد تدويرها مثل ورق الحمام واوراق التغليف والطباعة والصناديق والحاويات البلاستيك، وكذلك المنتجات الاكبر حجماً مثل الاثاث الخارجي وبطانة السجاد. عند تصنيف الاشياء يجب وضع عملية إعادة التدوير في مكانها الصحيح. من المؤكد عدم رمي المواد المفيدة في أماكن رمي النفايات، لذلك فإن عملية إعادة التدوير لاتأتي أولاً في التعامل مع النفايات وهذا سوف يدهش البعض. فيكون خط الدفاع الاول هو تجنب رمي الاشياء في النفايات، أما خط الدفاع الاخير فهو عملية إعادة التدوير وإدارة النفايات. يفكر الكثير منا دائماً في عملية فقط عند التخلص من الاشياء. ولكن من الأفضل ان تبدأ هذه الخطوة في المحلات عند شراء البقالة. وإذا فكرنا في المنتج وما يتولد عنه من نفايات بعد العودة إلى المنزل فاننا سوف نرفض شراء المنتجات المغلفة بأكثر من غلاف، وبالتالي نقلل كمية النفايات التي تحتاج إلى إعادة تدوير. وكذلك يمكننا شراء المنتجات التي تستخدم أكثر من مرة بدلاً من شراء أشياء تستخدم لمرة واحدة.

تحاول حركات مجتمعية تشجيع الناس على إيجاد أفكار جديدة لتجنب رمي النفايات. ويقترحوا عليهم إعادة وضع مفاهيم مثل (إعادة الاصلاح) و (العروض) في إدراكنا، وذلك مع وضع مسلسل هرمي للتعامل مع النفايات. عملية إعادة التدوير لها دور حيوي في تقليل المواد الموجودة في أماكن رمي النفايات، ولكن تجنب رمي النفايات عمل لا يقل أهمية عن إعادة التدوير ويجب أن يكون أسلوب حياة.

الرابط مصدر المقال

azza osman

azza osman

مترجمين المقال