ماذا يحدث لسيارتك في نهاية دورة حياتها؟!


  بينما يضع المستهلكون الواعون بيئيًا وكذلك شركات صناعة السيارات الكثير من التركيز على السيارات التي تعمل بكفاءة، فبنفس القدر من الأهمية هو ما يحدث لهذه السيارات عندما يتوقف استعمالها بعد كل ذلك!!

 تم التخلص من أكثر من 12 مليون سيارة العام الماضي وحده. إذا كنت تعتقد أن كل مركبة تزن آلآفًا من الأرطال فبإمكانك أن تري ماذا يمكن للنفايات سريعًا أن تضيف. الأخبار الجيدة؟ إن صناعة إعادة التدوير علي قيد الحياة وتسير بشكل جيد، وتقريبًا كل واحدة من هذه المركبات سوف يتم إعادة تدويرها.

  ووفقًا لدراسة شاملة أُجريت بواسطة تحالف السيارات مع مساهمة من جمعية إعادة تدوير السيارات ومعهد صناعات إعادة تدوير السيارات، فإن أكثر من 95% من سيارات اليوم تمر من خلال هذه العملية.
إذًا في نهاية الطريق، أين تذهب كل قطع غيار السيارات هذه؟

شرح إعادة تدوير السيارات

1- البداية مع الصلب
  إعادة تدوير السيارات تمثل تجارة كبير في الولايات المتحدة. وفقًا لتقرير تحالف السيارات، فإن هذه الصناعة توفر فرص عمل لأكثر من 140 ألف شخص وتنتج أكثر من 32 مليار دولار في المبيعات سنويًا. وهذا يرجع جزئيًا إلي حقيقة أن هناك الكثير من المواد القابلة للاسترداد وإعادة التدوير في السيارات والشاحنات القديمة- واهمها هو أن أكثر من 18 مليون طن من الصلب يتم حصادها كل عام من المركبات التي تم التخلص منها، محققًة بذلك مجموعة متنوعة من الفوائد البيئية.
  إعادة التدوير تبدأ مع الصلب نفسه الذي يتم إعادة تدويره, فهذا المعدن يمكن ان يتم إذابته وإعادة استخدامه دون أن يفقد فعاليته. بعيدا عن إعادة التدوير, فإن الصلب المُعاد تدويره قد أضاف فوائد بيئية، لأن له تأثير اقل بكثير من التعدين ومعالجة خام الحديد لصنع الصلب الجديد. في الواقع إن استخدام خردة الصلب بدلًا من خام الحديد يقلل تلوث الماء بنسبة 76% وتلوث الهواء بنسبة 86%. كما أنه أقل استهلاكًا للطاقة بنسبة 75 %.

استخدام البقايا
  الصلب ليس المادة الوحيدة المعاد تدويرها من السيارات والشاحنات القديمة. يمكن إعادة استخدام نحو 86 % من المحتوي المادي للمركبة، بما في ذلك من اللدائن والمعادن الأخرى وغير ذلك. خذ إطارات السيارات، يتم إعادة تدوير مايقرب من 100 مليون إطار كل عام، وتجهيز المطاط لأشياء مثل أسطح الملعب ونشارة الحديقة وحتي الإطارات الجديدة. في الوقت نفسه، فإن بطاريات السيارات المشتركة هي من بين أكثر المواد المعاد تدويرها في البلاد. وتفيد وكالة حماية البيئة بأن معدلات إعادة تدوير البطاريات في عام 2013 كانت قريبة من 99%.

إعادة استخدام البطاريات الهجينة
  وبطبيعة الحال, فإن قضية المتصاعدة لسائقي اليوم المحبين للخضرة ليست ماذا يمكن فعله بالنسبة لبطاريات الرصاص الحمضية القديمة، بل كيف يمكن التعامل مع حزم البطاريات الفائقة التكنولوجيا المستخدمة من قِبل العدد المتزايد من المركبات الهجينة والكهربائية.

يمكن أن تتوقع أن جهود إعادة التدوير ستواكب هذا النمو متعقبًة نفس النهجين الأساسيين الموجودَين حاليًا؛

  فحتي عندما تصبح هذه البطاريات غير صالحة للسيارات، فسوف يظل من الممكن استخدامها لتخزين الطاقة لأغراض أخري- مثل المساعدة في تشغيل محطة مزرعة الحارس لامار بوفالوو، ومركز التعلم في حديقة يلوستون الوطنية. ويعتمد المرفق علي استخدام الطاقة الشمسية والبطاريات المعاد استخدامها من208 سيارة تويوتا هجين من أجل كل قدراتها المستدامة والإنبعاثات الصفرية.
وبالمثل تعتمد جنرال موتورز علي بطاريات شيفي فولت المعزولة للمساعدة في تشغيل أحد مبانيها في شركة ميفورد (ميشيل)، كما قامت بتطوير نموذج أولي يستخدم كمصدر طاقة قائم علي البطارية وذلك للاستخدام المنزلي.

إعادة تدويرالبطاريات
  أخيرًا، في نهاية استخدامها، يمكن تفكيك هذه البطاريات وإعادة تدويرها إلى أجزائها المكونة لها، علي نموذج لبطاريات السيارات التقليدية.
الهياكل الفيزيائية الأكبر حجمًا والأكثر تعقيدًا لحزم البطاريات وكذلك النيكل المعدني المستخدم وغطاء الليثيوم تتطلب عمليات تدوير أكثر دقًة. مع هذا دفعت إعادة التدوير الإلزامي لهذه البطاريات في أوروبا وآسيا شركات صناعة السيارات لاتخاذ إجراءات ليس فقط هناك، بل أيضًا في الولايات المتحدة. وتتحرك صناعة إعادة التدوير نحو وضع معايير للتعامل مع البطاريات، والتي يجري بالفغل إعادة تدوير لكثير من الأجزاء المكونة لها. ولعل أبرزها بالنسبة للبيئة هو أن هذه البطاريات تحتوي علي المعادن الأرضية النادرة مثل النيودينيوم والديسبروسيوم، كلاهما يمكن أن يكون من الصعب العثور عليهما ومعالجتهما، لذا فإن إعادة تدويرها من البطاريات القديمة واستخدامها في الأحدث منها هو أمر بالغ الأهمية.

 إعادة استخدام الليثيوم المأخوذ من بطاريات الليثيوم قد أثبت تحديًا كبيرًا ويعتقد الكثير من الخبراء أن ذلك بسبب أن القليل جدًا منها قد تم التخلص منها.
وتقدر الأبحاث التي أجرتها لجنة التعاون البيئي أن 278 ألف بطارية ليثيوم ستنتهي دورة حياتها في 2025، ومن المتوقع أن يقفز هذا العدد إلى 676 ألف بحلول عام 2030، ولا يزال هناك وقت للصناعة لتنهض لكي تسرع.

  إن خدمة النقل بالسيارات هي هنا لكي تبقي، وإن مسح المشهد في المستقبل يظهر أن صناعة إعادة تدوير السيارات قد وضعت عيونها على الطريق ويديها علي عجلة القيادة، لضمان أن نهاية الطريق ليست حقًا نهاية المطاف.

عن المؤلف
كخبير سيارات وكاتب لكارفاكس, تشارلز كرومي تستمتع بالمساعدة في تثقيف المستهلكين بشأن شراء وبيع السيارات،خاصًة من حيث صلته بالإتجاهات المستدامة.

الرابط مصدر المقال

Alshaimaa Galal Mohamed

Alshaimaa Galal Mohamed

مترجمين المقال