لماذا لا أرشح إعادة تدوير البلاستيك؟

أعتقد أنكم تخلقون الأعذار، الأعذار التى تمنعكم من صنع أى تغيير. التغير صعب أليس كذلك؟ ولكن علينا أن نتغير، علينا أن نكون أفضل، علينا أن نتوقف عن خلق الأعذار! حان الوقت للتوقف عن إعادة تدور البلاستيك. لحظه، ماذا؟!

نعم يتم اجتياحنا بالبلاستيك، ولكن إعادة التدوير ليست الحل. حان الوقت لى ولكم لكى نتحدث عن تغيير بعض العادات.

يوجد أكثر من 425.000 شخص على صفحتنا بالفيس بوك، حيث نعقد الكثير من المحادثات. فى الغالب عندما لا نوافق على ءمر ما، نعبر عن ذلك باحترام وهذا أقدره كثيرا. ولكن ذلك التعليق الذى يستمر فى الظهور، وفى إزعاجى هو ما يأتى وسط السطور مثل هذا: "لا بأس، أقوم بإعادة تدوير كل ما لدى من البلاستيك." هذا التعليق غالباً ما يأتى من ذلك الشخص الذى ل ايزال يبتاع المياه المعبأة والغازية، أو أكواب الكيوريج كى، أو كريمر القهوة المنكهة.

لا، لا، لا، لا، لا!!

أولاً، لا يتم صنع البلاستيك بسهولة.

ثانياً، يتم صنعه من الزيت. تستخدم الولايات المتحدة 12 مليون برميل من الزيت كل عام لصناعة أكياس البلاستيك. وهذا فقط لأكياس البلاستيك! نسمع عن كم اعتمادنا على البلاستيك من الخارج من أجل مركباتنا، ولكن تخيل كم من هذا الزيت نستخدم لصناعة البلاستيك. عملية صناعة البلاستيك هذه تؤدى إلى إطلاق السموم فى الهواء (صناعة البلاستيك وحدها مسئولة عن 14% من تلك الإشعاعات السامة).

ومع إتمام عملية الصناعة، يتم نقل كل تلك الأوعية البلاستيكية إلى المصانع ليتم ملأها بالشامبو والكاتشب والكميات الصغيرة من الكافيين. ثم يتم نقلها مجدداً إلى محلات البقالة حيث يشتريها البائعون مثلى ومثلك. وبعد أن تقضى وقتها معك، يتم إلتقاط هذه الأوعية البلاستيكية -التى نقوم بإعادة تدويرها- من قبل عمال هيئة التحكم بالنفايات، حيث يقومون بوضعها فى شاحناتهم الكبيرة الملوثة.

ومن هيئة التحكم بالنفايات يتم حزم هذا البلاستيك ونقله لعملية الصناعة، (بالنسبة لى، هذا يعنى أنه يتم نقله على سفينة حمولة إلى شمال غرب المحيط الهادى أو جنوب شرق آسيا.. هل تعرف اين تذهب خاصتك؟). وللمرة الثانية لدينا إشعاعات سامة وتبدأ الدائرة مرة أخرى!


إعادة التدوير ليست الحل!

أنا أتفهم أن البلاستك صنع ليبقى، وأن العديد من الابتكارات فى هذا العالم وجدت بفضل البلاستيك (كخوذة الدراجة الهوائية على سبيل المثال)، ولكن فكرة البلاستيك ذي الاستعمال للمرة الواحدة هذه خاطئة، فكر فيها! نقوم بصنع تلك المنتجات خاصة ليتم التخلص منها، فى أى عالم يعتبر هذا منطقياً؟

تفقد معى تلك الإحصائيات، بعد موافقة فيلم باج ات:


  • نقوم بإضافة 800 رطل من التعبئة (مجرد التعبيئة!) إلى النفايات، لكل شخص واحد فى السنة.




  • نستخدم مليون كوباً بلاستيكياً فى الخطوط الجوية كل خمسة دقائق.




  • ينفق الأمريكان 12 مليار دولار على المياه المعبأة كل عام. المياه! ذلك الشئ الذى يمكنك الحصول عليه من صنبورك مجاناً كل يوم، والذى لا يأتى فى البلاستيك ذا الاستخدام مرة واحدة الملوث بمادة ثنائى الفينول.




  • يتم استهلاك اثنين مليون زجاجة بلاستيكية فى الولايات المتحدة كل خمس دقائق، أقل من 25% منها يعاد تدويره.




  • وفقا لوكالة حماية البيئة فى الولايات المتحدة، تم استعادة وإعادة تدوير 9% فقط من مخلفات البلاستيك الكلية عام 2012.



دعنى أقولها مرة أخرى، إعادة التدوير ليست الحل. ولا تخبرنى أنه ل ابأس لأنك تقوم بإعادة تدوير ما تملك من الأوعية البلاستيكية. أنا اسمع تلك القصة الصغيرة تدور داخل رأسى أيضا، وأنا هنا لأقول لى ولكم: "كفى!"

فلنتوقف عن استخدام أكواب الحفلات الحمراء والأكياس البلاستيكية وأدوات المائدة للنزه الخلوية، وعن المياه المعبأة والزبادى المعلب وأمواس الحلاقة ذات الاستخدام للمرة الواحدة. بالتأكيد عليك إعادة استخدام الأوعية البلاستيكية التى تملكها بالفعل، ولكن علينا أن نتوقف عن إحضارهم إلى بيوتنا من البداية. كفى! لا مزيد من الأعذار، فقد تغير. مستعدون؟

إعادة تدوير البلاستيك يجب أن تكون آخر ما نلجأ له، فبدلاً من أن نستخدم ذلك كعذر بأننا نفعل الصواب، علينا أن ندرك ءن هذه الطريقة خطأ أيضاُ. لقد تم اقناعنا بحاجتنا لأن تكون المياه معبأة، والفاكهة والخضراوات مغلفة بالبلاستيك، وأن الوجبات المعبأة فى صندوق بلاستيك والكعكات المغلفة كل منها على حدى هى صديقة الأم الوفية. علينا إعادة كتابة هذه القصة !
ولكن كيف يمكننا أن نوقف هذا الجنون بالبلاستيك؟

إن أول مرحلة لإيقاف هذه الفوضى هى الأصعب، (أليس ذلك هو الحال دائماً)؟ علينا أن نتعلم أن نقول لا. انظر إلى المنتجات فى عربة التسوق خاصتك، ليس فقط المنتجات بل انظر للعربة نفسها، هل أنت راض عن كمية البلاستيك والتغلفة؟ لا؟ اذاً توقف عن إحضارها الى منزلك. ارفض أكياس التسوق البلاستيكية هذه، ارفض شفاطات العصائر تلك التى تقدمها المطاعم ءوتوماتيكياً، توقف عن إحضار تلك الفوضى التى لا تحتاجها الى منزلك. هل يحتمل لك أن تصل إلى مستوى صفر من البلاستيك؟ ربما لا. ولكن كل محاولة صغيرة منك تساعد. هناك العديد من الطرق التى يمكنك بها أن تقلل كمية البلاستيك فى أدواتك المنزلية وفى حياتك. أليس هناك مادة واحدة يمكنك ان تحددها كعادة سهلة الكسر؟ 

إدراك مصطلح "ذات الاستخدام للمرة الواحدة" هو خطوة مهمة أخرى. فلقد تعودنا على أن استخدامنا لشئ ما مرة واحدة ثم التخلص منه هو أمر طبيعى، عليك أن تحدد الأدوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فى حياتك. هل هى أكياس التسوق؟ الزجاجات البلاستيكية؟ المواد المغلفة؟ بمجرد أن تتعرف عليها، ستتمكن من إتخاذ الخطوة اءاولى لتقليل استخدامك لهذه الأشياء.


أكثر من طريقة لتقليل استخدام البلاستيك فى حياتك:

غير عادة "للذهاب":

هل أخذ السلطة فى وعاء بلاستيكى يعد وجبة غدائك اليومية؟ اذاً تعود على إعداد السلطة عدة مرات فى الأسبوع، وإحضارها للعمل فى وعاء يمكن إعادة استخدامه. هل تحتاج إلى فنجان قهوة كل صباح؟ إذاً قم بتخطي الكوب ذي الاستخدام الواحد وأحضر خاصتك. فقط قل لا لشفاطات العصير والشوكات البلاستيكية. (أنا أحمل عيدان صينية فى حقيبتى؛ لتغنينى عن استخدام تلك الأدوات البلاستيكية).


قم بصنع بهاراتك بنفسك:

بدلاً من إحضار المايونيز والمستردة والمقبلات فى زجاجات وأوانى بلاستيكية، تعلم أن تصنعها بنفسك. وافعل الأمر ذاته مع مرقات السلطة. هل ستظل تشترى بعض المنتجات المعبأة فى البلاستيك؟ ربما، ولكن ستكون أقل بكثير منها لو اشتريت كل منها على حدى.


توقف عن شراء الوجبات الخفيفة المعلبة:

حقاً، من الكعك للجزر، يبدو أن كل شئ أصبح متاحاً هذه الأيام مغلف بالبلاستيك. قم بقضاء عشر دقائق فقط فى بداية الاسبوع وحضِّر فيها وجباتك الخفيفة، وقم بتعبئتها فى أوانى يمكن استخدامها أكثر من مرة. يمكنك حتى إعداد أكواب الجيلو بنفسك!


حاول ايجاد محل جزارة:

بدلا من شراء اللحوم من محل البقالة حيث يتم التغليف بالبلاستيك، قم ببذل بعض المجهود لإيجاد الجزارة حيث لايزال يتم التغليف في أوراق خاصة، وحتى لو لم يزالوا يقومون بذلك، سيفعلون ما ترغب إذا طلبت منهم.


قم بتغيير طريقة تخزينك للطعام:

بدلاً من استخدام العبوات البلاستيكية لحفظ الطعام الباقي، قم باستخدام العبوات البلاستيكية لهذا الغرض أو العلب المعدنية. فقط قم برفض الحقائب البلاستيكية. وتعلم حفظ الوجبات دون استخدام العبوات البلاستيكية (نعم يمكنك!).


قم بالتقطيع بطريقة نظيفة:

إذا كنت لا تزال تستخدم المقص الذي لا يمكنك تبديل الأمواس الخاصة به، قم بتغييره واستخدم مقص يمكنك تغيير أمواسه. ويمكنك الاحتفاظ بالمقبض وتغيير الأمواس.


اختر العلب بدلاً من الزجاجات:

قم باختيار المنظفات والبودرة المعطرة في علب كرتونية وليس في زجاجات.


قم بشراء المنتجات في علب مجسمة:

بدلاً من شراء علب لحفظ الأرز، والفاصوليا المجففة، وغيرها قم بشراء علب معاد تصنيعها.


خذها للذهاب:

إذا كنت تتجه لتناول الطعام وتتوقع وجود بقايا الطعام، اجلب دائما حاوية خاصة بك. نعم، قد تشعر وكأن جدتك تظهر مع الحاويات الخاصة بك. ولكن أليس هذا أفضل من الخيار الستايروفوم؟


قل لا للمشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية:

المياه المعبأة في زجاجات من المحتمل جدا هي أكبر عملية احتيال من أي وقت مضى. بالتأكيد، هناك عدد قليل من الحالات التي قد تبرر المياه المعبأة في زجاجات، ولكن في الغالب أنها مأساوية. احصل بنفسك على بضع زجاجات سفر واحصل على هذه العادة من جلبهم معك. إذا كانت فكرة كسر عادات الصودا تضر بقلبك، فاستثمر في تيار الصودا. نعم، هناك بعض البلاستيك، ولكن كل ذلك أقل بكثير من عادة الصودا اليومية التي سوف تولد.

أنت تعرف كيف يحب الأطفال المصاصات، خصوصا تلك الأنابيب البلاستيكية الملونة الزاهية الوهمية التي تبدأ بالسائل وتتجمد في الصيف؟ هذه قوالب قابلة لإعادة الاستخدام، المصاصة السيليكون سوف تتيح لك تكرار تلك التجربة بدون قمامة. إذا كنت ملتزمة بعدم استخدام سيليكون، فهناك قوالب المصاصة من الفولاذ المقاوم للصدأ. هذه الوصفات للمصاصة ليس ذات طعم جيد فقط، ولكنها تغذي أيضاً.


خندق الألبان:

حسناً، ليس بشكل حقيقي، ولكن في منزلي، منتجات الألبان مثل القشدة الحامضة والزبادي والجبنة المنزلية التي تأتي في أحواض بلاستيكية - هي أكبر نقطة شائكة. بعد الحصول على بقرة، ماذا يمكننا أن نفعل؟ بينما كنت قد علمت بنجاح كيفية صنع اللبن البلدي، وما يتطلب شراء الحليب. عادة ما يكون غالون من الحليب الطازج مناسبا للعمل مع كل أسبوع.


التبديل إلى حفاضات القماش:

أنا أعلم، أن هذا صعب لكثير منكم. ربما حل وسط: استخدام حفاضات القماش عندما تكون في المنزل، والحفاضات الاستهلاكية عندما تكون بالخارج فقط. هناك أغطية حفاضات كبيرة أسهل من الطراز القديم الخاص بحفاضات دبابيس. وهذا يقلل من نفايات الحفاضات الخاص بك قليلاً. للحد من استخدامك للحفاضات.


اجعل نزهتك صديقة للبيئة:

إذا كان يجب أن تستخدم الأطباق البلاستيكية المقسمة لعدة أجزاء -التي تستخدم في النزهات والحفلات- فاختر أطباقا يمكن إعادة تدويرها، ومن ثَم توفر مكان للضيوف للتخلص من المواد القابلة لإعادة التدوير.


التخلي عن العلكة:

صدق أو لا تصدق، يتم مضغ العلكة من المطاط الصناعي وبلاستيك يسمى خلات البولي فينيل. لا تريد أن تستسلم؟ يوجد خيارات أخرى لعلكة أفضل.

الرابط مصدر المقال

Nora Abdel Ghani

Nora Abdel Ghani

مترجمين المقال