كيف تحاول مدينة نيويورك المضي قدمًا نحو معدل صفر نفايات؟

شهدت أنظمة إدارة النفايات في مدينة نيويورك الكثير من التغير منذ عام 1800، عندما حملت كل المواد في بارجة أبحرت إلى المحيط ثم ألقت بحمولتها. هذا النظام بصدد تحويله مرة أخرى.

الهدف الحالي لإدارة المواد في أكبر حاضرة أمريكية، هو عدم إرسال أي من موادها للتخلص منها في نهاية المطاف.

قالت بريدجت أندرسون، نائب مفوض إعادة التدوير والاستدامة في هيئة نيويورك للصرف الصحي:
"هذه ليست مسألة سهلة؛ إذ يوجد العديد من المدن في شتى أنحاء الدولة التي تحاول بحث خطة منطقة بلا نفايات لمعرفة كيفية قيامنا بذلك، كل ما نعلمه أننا نحتاج إلى المساعدة والتكاتف من الجميع، ليس من شأن وكالة واحدة أن تحل هذه المشكلة، ولكنه يعتبر نهجًا تدريجيًا."


وطرحت أندرسون أفكارها خلال ندوة عمل عبر الإنترنت استضافها ائتلاف إعادة التدوير الوطني ومركز سوق إعادة التدوير في بنسلفانيا.


قطعة من الكعكة

مع بدء مدينة تحوي أكثر من 8.5 مليون نسمة في عمل يستهدف مجتمع خالِ من النفايات، أجرى المسؤولون أول دراسة لتوصيف النفايات عام 2013 في محاولة للتحكم في هيئة مجرى النفايات.

وقد تقرر أن حوالي ثلث مجرى نفايات المدينة يتكون من مواد سبق قبولها فعليًا لإعادة التدوير
.
وشملت هذه البنية التحتية متضمنةً الورق والورق المقوى والمعادن الصلبة والزجاج والبلاستيك والكرتون وغيرها من المواد المشتركة بين البرامج البلدية.

وقالت أندرسون:
"ولكن ما يقرب من نصف المواد القابلة لإعادة التدوير في المدينة لا يتم جمعها لإعادة التدوير، وهذا يعني أن الخطوة الأولى هي تحديد كيفية البدء في التقاط هذا الجزء. فبعض العراقيل متعلقة بالبنية المادية للممتلكات في المدينة. فعلى سبيل المثال، 500.000 ساكن يعيشون في مشاريع الإسكان العام." وكما قالت أندرسون: "ومعظم هذه الآلية تم بناؤها قبل أن تصبح إعادة التدوير عرضًا شائعًا."


وذكرت أندرسون:
"هناك مساحة صغيرة جدًا لإقامة البنية الأساسية لإعادة التدوير والبناء في هذه المباني السكنية العامة. وهذا يعني فعليًا أن جميع المواد القابلة لإعادة التدوير في هذه الوحدات سيتم التخلص منها. وتشغل نيويورك نظامًا مزدوجًا حيث والورق المقوى في صندوق واحد، ومعادن وزجاج وبلاستيك في صندوق آخر." صرحت أندرسون: "إنها المدينة الوحيدة الكبرى في الدولة التي لم تنشئ تيارًا موحدًا بعد."

وتبحث المدينة تغيير ذلك.

ويفضل المسؤولون مجرى واحدًا؛ لأنه سيخفف من القيود المفروضة على المساحة، حيث ستكون الحاجة إلى شاحنة واحدة فقط في حين يستخدم اثنتان الآن.

ويمكن لنظام التيار الواحد زيادة حجم الجمع والتحصيل. وعلى الرغم مما قالته أندرسون من أن مسؤولي المدينة يعرفون أن هذا يمكن أن يرفع معدلات التلوث، و لكنهم لا يشعرون أن هذا سيمثل مشكلة كبرى لباعة الصناعات اللاحقة؛ لأن البرنامج يتسم بدرجة معقولة من الشمول كما هو الآن.
 

مراقبة قطاع المواد العضوية

لاحظت أندرسون أيضًا أن السماد العضوي يشكل ثلث مجرى النفايات، و المدينة لها خطط في التوسع في ذلك أيضًا. وقد تعهد مشروع الصرف الصحي بمدينة نيويورك بالتوسع في جمع المواد العضوية لجميع السكان البالغ عددهم 8.5 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2018، وقد قطع شوطاً طويلاً في ذلك.

ومن شأن نظام إعادة التدوير أحادي التدفق كونه سيفيد من جمع المواد العضوية من خلال دمجها في نظام ثلاثي لإعادة التدوير والمواد العضوية والقمامة. 

ويجري تنفيذ جمع المواد العضوية على مراحل؛ لجعل السكان معتادين على فصل بقايا الطعام، وأيضًا لمساعدة نظام الصرف في معرفة عادات السكان. فعلى سبيل المثال، ومع توسع البرنامج، عرف المسؤولون أن السكان يحبون تعبئة موادهم، وهو ما عمل البرنامج على استيعابه.

وأضافت أندرسون أنه من أجل الحصول على مشاركة واسعة النطاق في مشروع ما، علينا إيجاد وسيلة لقبول السلوك الذي سيتبعه الناس لحثهم على المشاركة. و ذلك يشكل تحديًا؛ حيث أن السكان غالبًا ما يستخدمون أكياس البقالة البلاستيكية بدلاً من الأكياس الورقية التي يمكن أن تتحول إلى سماد. 

ويتكون ثلث مجرى النفايات الأخير من مواد أخرى. والبعض منها ليس له سوق واسع النطاق لإعادة التدوير في الوقت الحالي. و في هذا المجال، اتخذت المدينة نهجًا للبحث عن بدائل قابلة لإعادة التدوير. ومن الأمثلة على هذا التكتيك، وفرض حظر مثير للجدل على التعبئة، والتغليف الموسع لخدمات الأغذية من البوليسترين.

كما تصنف النفايات الخطرة والمنسوجات والخردة ضمن فئة (أخرى) وقد تلقوا مبادرتهم الخاصة بإعادة التدوير.كما يقدم برنامج  e-cycleNYC مواقع تسليم مجانية في المباني متعددة الأسر. كما يفعل برنامج Re-FashioNYC نفس الشئ مع المنسوجات.

وصرحت أندرسون من خلال منظومة للتبادل عبر الإنترنت أنه لزيادة تحويل المواد غير القابلة لإعادة التدوير، تشجع المدينة مجتمع إعادة استخدام قوي.


الصورة الكبيرة

وخارج المبادرات المحددة الجارية، قالت أندرسون إن المدينة تبحث في فرص إعادة التدوير والحد من النفايات على نطاق أوسع. وأضافت أن القادة يدرسون طرق تحفيز إعادة التدوير من خلال نظام (ادفع بقدر ما تلقيه من نفايات)، ولأن الجمع يتم تمويله حاليًا من خلال الضرائب؛ فغالبًا ما يعتبره السكان أنه مجاني. من خلال استعدادات "ادفع بقدر ما تلقيه من نفايات" يتم فرض رسوم على السكان أكثر مع زيادة حجم النفايات الخاصة بهم. و بالنسبة للعام القادم، سيقوم خبير بدراسة جدوى هذا الخيار.

وصرحت أندرسون أنه يتم دراسة مناطق الامتياز أيضًا، كطريقة لخفض الفائض في قطاع التجميع التجاري. كما هو الحال، فإن النظام هو سوق حرة مع متعهد النقل الخاص.

وحول ما إذا كان تحقيق أهداف تحويل المدينة سيقابله المزيد من الإجراءات المثيرة للجدل مثل تكنولوجيا معالجة النفايات المختلطة. وحول هذه النقطة صرحت أندرسون أن الإنتاج ليس بكفاءة عالية لضمان استخدامه.

شرحت أندرسون لقد قمنا بتجريب ذلك، ولكننا وجدنا أن النتائج، والسلع النافعة التي خرجت ليست جيدة. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تحسين التكنولوجيا والإختراعات.فنحن ملتزمون كلما سنحت الفرص وطالما أنها ذات فعالية في ابتكار السلع النافعة التي نحتاجها لضمان أننا نحسن استخدام المواد فنحن الآن ملتزمون بنظام فصل المصدر.

الرابط مصدر المقال

fatma habiba

fatma habiba

مترجمين المقال