قصة نجاح يحتذى بها: كيف تحول القمامة إلى ذهب؟

يُخلّف الـ 170 مليون نيجيري من سكان أكثر الدول شُهرة في إفريقيا نفايات أكثر بكثير مما تستطيع تحمله بنيتهم التحتية الضعيفة. ويرى أمينو عمر، وهو واحد من آلاف جامعي القمامة غير الرسميين بأن هذه فرصة لجمع بعض المال. ومنغمساً بشكلٍ جزئي في أحد أوعية القمامة بجانب أحد المجمعات السكنية، يلتقط أبوجا عُلب المشروبات وقوارير المياه وجِرار المُربى ويحشوهم في كيسه البلاستيكي المُرقّع، ومن ثم يقوم ببيع غنيمته تلك بـ 700 نيرة (4 دولار أميركي). ويقول أبوجا بينما هو يقوم بتصفح أحد المجلات الملقية "أقوم بتسليم القمامة التي جمعتها إلى سمسار، وبعد ذلك يقوم السمسار ببيعها بسعر أعلى بكثير".

وتقوم مدينة لاجوس، أكبر مدن نيجيريا بتعداد سكاني يعادل تقريباً 21 مليون نسمة، بالتخلص من 10 آلاف طن متري من المخلفات يومياً. ومن المفترض على الحكومات المحلية المُثقلة جمع 40% تقريباً من هذه القمامة. ويتم إنقاذ 13% فقط من المواد القابلة لإعادة التدوير من مرادم النفايات في المدينة، طبقاً لشركة ويسايكلرس، وهي شركة حديثة تهدف إلى الترويج لثقافة إعادة التدوير وتقليل النفايات.

وتستخدم شركة ويسايكلرس أسطول من الدراجات لجمع المواد القابلة لإعادة التدوير من أكثر من 5000 منزل في مناطق لاجوس الفقيرة والمكتظة بالسكان والمُهملة من قِبل شاحنات النفايات. وتقوم الشركة بمنح النقاط للمنازل المُسجَلة على كميات المواد القابلة لإعادة التدوير التي يقومون بتسليمها، وفي نهاية كل ربع سنة يمكنهم استبدال تلك النقاط بالمال أو شيء آخر كأحد الأدوات المنزلية مثل المكواة أو رصيد للهاتف.

وتجمع شركة ويسايكلرس المال عن طريق بيع المواد القابلة لإعادة التدوير إلى شركات أكبر وتقوم هذه الشركات بتذويب ومعالجة تلك المواد ومن ثم تقوم ببيعها، عادةً لدول آسيوية. وتقول بيليكس أديبايي من شركة ويسايكلرس "تقوم الشركة بخفض أعداد الناس ممن يقومون بجمع النفايات في مرادم النفايات الخطرة، تحت رحمة السماسرة". وتقول أيضاً بأن الشركة هي الأولى من نوعها في إفريقيا، وأضافت " بعض الناس قد قاموا بتزويدنا بأطنان من النفايات".

تحاول سلطة لاجوس لإدارة المخلفات تحويل النفايات إلى طاقة عن طريق غاز الميثان المُنبعث من النفايات المتعفنة في أولوشوسن، أضخم مرادم النفايات في لاجوس. ومن المفترض أن يقوم المشروع بإنتاج 25 مليون وات من الكهرباء عند تمام فترة الخمس سنوات. ويعد ذلك مساعدة لدولة تقوم بإنتاج 3-4 مليار وات فقط من الكهرباء سنوياً، وهو عُشر ما تنتجه جنوب إفريقيا مع تعداد سكاني يفوقهم بثلاثة أضعاف.

وفي مدينة كادونا الكبيرة وهي 200 كم شمالاً لأبوجا، فإن جمع النفايات حالياً هو نشاط مجاني للمليون ونصف المليون مقيم. ولكن الحكومة تحاول فرض ضريبة شهرية على الناس لتقليل العبء على السلطات ولحثهم على القطاع الخاص. وتريد منح عقود للشركات لجمع المخلفات من الدفع للزبائن.

إقناع الناس بالدفع لجمع النفايات سيعتمد على جودة الخدمة نفسها، أو على فرض عقوبات على غير المتعاونين. فكما الحال مع معظم عقود الحكومة النيجيرية، ستلعب السياسة والرشاوي دوراً في ذلك الأمر. ومع ذلك، إذا تم جمع كميات أكبر من القمامة، قد لا يقوم الناس بالتذمر.

الرابط مصدر المقال

Mohamed Elshamy

Mohamed Elshamy

مترجمين المقال