فاعليات المنظمات العامة في مجال إدارة المخلفات في منطقة موسكو

لدينا أمثلة للزيادة في دور عامة الناس في حل مشكلة الانتفاع بالمخلفات، وبادئ ذي بدء فتلك الدول التي ازداد بها دور عامة الناس هي الدول التي بها مؤسسات ديموقراطية مطورة جيدًا. "مكافحة المخلفات" هو واحد من أكثر شعارات المنظمات العامة في الخارج شيوعًا. و قد نتج عن الرأي العام إجراءات نظافة في المدن، ضمن عمل أفضل لخدمات البلدية، وإغلاق الصناعات التي بها مخاطرة وتقييد ومنع تسهيل حرق المخلفات لتحويلها إلي رماد. ومع ذلك، فإن الصراع بشأن المخلفات في الدول المتقدمة إقتصاديًا مظهر لتطور الموقف تجاه البيئة، ولكن ينجم عنه نتائج متناقضة علي المدى البعيد. أدى نقل الصناعات الخطرة إلي بلاد ذات معايير بيئية منخفضة ودعم عام غير كافٍ، مثل روسيا، إلى جعل العالم أكثر خطرًا من الناحية البيئية.

قد مضت روسيا للتو قدمًا في تكوين الحركة البيئية العامة بتأسيس المنظمات غير الحكومية. شارك مندوبون من المؤسسات غير الحكومية بروسيا، الذين كانوا أعضاء في المنظمة العالمية للتخلص من الملوثات العضوية الثابتة (POPs)، في الاجتماع العالمي ببون في مارس عام 2000 للمنظمات غير الحكومية. وفي بون اتخذت المنظمات غير الحكومية إعلانًا ضد الحرق لتحويل المخلفات إلي رماد، ونادى الإعلان بتطوير بدائل تكنولوجية فعالة للانتفاع بالمخلفات وتكنولوجيا آمنة للقضاء على المخزونات الموجودة من الملوثات العضوية الثابتة.

يعمل عدد من المنظمات البيئية الآن في موسكو. ومن الجدير بالذكر أن كل جمعية روسية لحماية الطبيعة تم إنشائها في العصر السوفيتي. وهناك العديد من المنظمات غير الحكومية الأخرى مثل إكوسوجلاسي، وإكولين، والاتحاد البيئي، والفروع الروسية للصليب الأخضر ومنظمة السلام الأخضر. تجمع كل هذه المنظمات المعلومات و تنشرها وتنظم احتجاجات ضد سياسات الحكومة أو الإدارات المحلية في الشؤون البيئية. كما تم تشكيل حزب سياسي يسمى الحركة الروسية الخضراء.

 أعلنت القوانين الحالية المطبقة في روسيا الاتحادية ("لحماية البيئة"، "الحالة البيئية تحت تجربة الخبراء"، "إنتاج و استهلاك المخلفات") حق الشعب في المشاركة في فحص المشروعات البيئية المنجزة، وتتضمن تلك القوانين علي تسهيلات لإزالة المخلفات والتخلص منها. ويمكن أن تنظم تلك الفحوصات الشعبية بحق المواطنين للمبادرة والجمعيات العمومية. فعلي سبيل المثال، بموجب قانون "موسكو" لحماية حقوق المواطنين أثناء تنفيذ القرارات لتشييد المشروعات في موسكو"، فإن جلسات الاستماع العامة تنظمها هيئة المدينة. القرارات التي تتخذها السلطات المحلية في الاستفتاء والاجتماعات العمومية ربما تكون أسبابًا لإتمام الفحوصات العمومية. تقوم بهذه الفحوصات عادةً لجان أو منظمات تعاونية أو مجموعة من الخبراء المتخصصين.

يتحمل أعضاء من هيئات الفحص العمومي مسؤولية دقة تقييمات خبيرهم وصحتها طبقًا لتشريعات روسيا الاتحادية.

قرار الهيئة البيئية العامة له طابع إعلامي كتوصية، ولكنه أصبح إجباريًا وفقًا للقانون بعد موافقة الهيئة الخاصة للدولة. و إلي جانب ذلك، يؤخذ رأي العامة في الاعتبار عند تقديم مشروع حينما يخضع لإعادة النظر للحالة البيئية والذي خضع للفحوصات العمومية و عندما تكون هناك مواد داعمة.

يجب علي الفحص البيئي العمومي أن يجذب انتباه هيئات الدولة إلي موقف محدد أو تسهيل و نشر معلومات كافية حول المخاطر البيئية الكامنة. يعد هذا الجانب المهم من المنظمات البيئية العامة في موسكو و روسيا ضعيفًا للغاية. ويمكن اعتبارها إلى حد كبيرفي مستوي غير كاف من المعرفة الخاصة والعامة بعلم البيئة وحتى في الجزء الخاص بعلماء البيئة في حد ذاتهم. ينتج عن نقص المعرفة من جهة المواطنين والمجموعات العمومية والمعلومات غير الكافية (لأسباب متعددة) سلوك مدفوع بالحذر والحيطة من أولئك الذين يضرون المنظمة النشاطات البيئية بشكل عام وإدارة المخلفات بشكلٍ خاص.

ومع ذلك، هناك نماذج إيجابية للمشاركات العامة لتصميم سياسات السلطات المحلية في مجال إدارة المخلفات.

وبالحديث عن منطقة موسكو، يمكننا الإشارة إلي العمل الفعال للغاية للجان البيئية العامة المرتبطة  بمجلس النواب في بوششينو في إقليم موسكو.
يصل تعداد سكان بوششينو إلى 21,000 نسمة. المضلع للنفايات البيولوجية الصلبة عمليًا قد انهكت قواه. في عام 1996، بغرض اكتشاف طريقة ما، أبدت إدارة المدينة اهتمامها باقتراح الشركة النمساوية FMW للدعم المالي لإنشاء محطة كهرباء قرب المدينة، التي من شأنها أن تعمل باستخدام كل من قوالب الفحم الحجري ومخلفات من المدينة. تصنع قوالب الفحم الحجري في تركيا وتحتوي على 70% من مخلفات الصناعة النمساوية مضافًا إليها أوساخ الزيوت المترسبة. ويمكن تصور مرحلة إنشاء محطة الكهرباء 300,000 طن من وقود الفحم الحجري سيتم شحنها وتخزينها. ألغي القرار الإيجابي الأصلي بسبب التقييم غير الكافي للمشروع الذي نظمته اللجنة البيئية.

عرض عامة الشعب في بوششينو اقتراحًا معاكس قبل الإدارة لتقليل كميات المخلفات التي يتم التخلص منها في المضلع و ليطيل فاعليتها، بعزل المخلفات (مخلفات الطعام، فضلات الورق، الأقمشة، والمعادن والزجاج و بطاريات السيارة المستعملة). ونتيجة لذلك، وضع مخطط جديد لإجراءات النظافة في المدينة في عام 1998، بناءً على الفصل بين النفايات المقدمة لانخفاض كبير في النفايات المضلع. ولكن لسوء الحظ، لنقص الموارد المالية في ميزانية المدينة، قدم المخطط على المدى البعيد. وعلى الرغم من العجز الخطير في الحاويات المخصصة لعزل النفايات، تم تأسيس لجنة لاستلام نقاط للمواد الثانوية.

وتتمثل إحدى المهام الملحة في زيادة النشاط العام لتعميم المعرفة البيئية المتعلقة بإدارة المخلفات على نطاق واسع، وخاصةً بين الأجيال الناشئة. وتلعب المنظمات العمومية دورًا مهمًا في هذا النطاق عند قيامها بجعل التنوير والتعليم الشاغل الرئيس للمنظمات غير الحكومية. وبالإشارة مرة أخرى إلى مثال اللجنة العمومية البيئية في بوششينو، يجب عليَّ التأكيد على أن هذه المنظمة اتخذت موقف فعال في تنوير السكان من خلال تنظيم المعارض ووضع المنشورات في الصحافة، وتحفيز أطفال المدارس في العمل لتشجيع تنظيف المدينة عن طريق المسابقات البيئية، والحلقات الدراسية، والمؤتمرات. وساعد الأطفال اللجنة في استقبال نقاط للمواد الثانوية. وقاموا أيضًا بتحضير إعلانات ونشروها في أنحاء المدينة والتي تطالب المواطنين بأخذ كميات كبيرة من النفايات المنزلية وبطاريات السيارات لاستقبال النقاط.
وهناك أمثلة أخرى لظهور تأثير المنظمات العمومية علي سياسة الإدارة في مجال إدارة المخلفات في إقليم موسكو. وقد أعد مركز موسكو البيئي للأطفال برنامج " أنت، هو، هي وأنا- جميعًا يمكننا جعل موسكو نظيفة" والذي قامت حكومة موسكو بدعمه. وفي إطار هذا البرنامج، جمع الأطفال النفايات الورقية في المدارس وتم تعليمهم كيفية العناية بالبيئة ومصادر المواد الخام. ووافقت مرافق التخزين علي دعم المبادرة، حيث قاموا بشراء المخلفات الورقية بثمن معين لأطفال المدارس. ومن ثم، أنفقت المدرسة الأموال التي ربحتها على الرحلات، معدات المعمل، الكتب وزراعة مساحات خضراء.

ومثال آخر للنشاط التنويري هو المشروع الذي أقامته شركة إكوكونكورد في عام 1999 لإنتاج مقاطع فيديو للتلفاز عن الأثار السلبية لحرق النفايات وعدم مشروعية التخزين غير المصرح به للمخلفات. يتحدث اسم إكوكونكورد عن الغرض الرئيسي من هذه المنظمة- لتحقيق التفاهم المتبادل بين عامة الناس والمنظمات الحكومية وتشجيع المشاركة العامة في إتخاذ القرار وتعزيز تشكيل هيئات السياسات التي لن تسمح بتجاهل الرأي العام.

وانطلاقًا من المهمة العالمية المتمثلة في إدماج أنشطة الأطراف المهتمة في التخفيف تلوث النفايات السلبية، يجب على المنظمات العامة أن تتعاون مع السلطات وألا تقف ضدهم. يجب أن يصبح التعاون والتوافق بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية في وضع استراتيجيات وتكتيكات في إدارة النفايات شرطًا مسبقًا في تحقيق النجاح لسياسة الدولة بهذا المجال في روسيا الاتحادية.

الرابط مصدر المقال

Nesreen Hassan

Nesreen Hassan

مترجمين المقال