حل جديد لإعادة تدوير العلكة المُستهلكة للحفاظ على نظافة الشوراع

 تُعد مشكلة العلكة الممضوغة الملقاة في الشوارع أحد المشاكلات المألوفة في الكثير من المجتمعات......
 حيث تتصف طرق التخلص منها بكونها باهظة التكلفة، إلا أنه قد قامت أحدى الشركات بتطوير حل جديد لعلاج تلك المشكلة وهو إعادة التدوير. 
 فوفقًا لدراسة قامت بها جامعة زيورخ السويسرية، فإن هناك أكثر من ٣٧٤ مليار قطعة من العلكة يتم بيعها سنويًا على مستوى العالم، ينتهي المطاف بأغلبها إما داخل صناديق النفايات أو تظل عالقة على الطرقات والأرصفة، لتستنفذ عملية التخلص منها الكثير من الوقت والأموال.

 قامت شركة "جمدروب"، وهي إحدى الشركات البريطانية والتى تأسست عام ٢٠٠٩، بابتكار طريقة جديدة لإعادة تدوير العلكة وتحويلها إلى مادة بلاستيكية يسهُل تشكليها، أي أنه يمكن تحويل العلكة إلى منتجات جديدة مثل أكواب تناول القهوة، وعبوات الطعام، وكذلك الريش المستخدم لعزف الجيتار.

  يتمثل المنتج الأساسي لشركة "جمدروب" في صندوق للنفايات دائري الشكل وردي اللون تم تصميمه ليتم القاء العلكة المستهلكة داخله،
  وعندما يمتلئ هذا الصندوق فإنه يمكن إعادة تدويره بالكامل لصنع العديد من الصناديق الآخرى وعدد من المنتجات البلاستيكية المختلفة، وبهذا يتم خلق دائرة مغلقة ومستمرة من عملية إعادة التدوير.
  وقد صرحت مديرة الشركة، آنا بولوس "Anna Bullus" في مقابلة هاتفية لها على فضائية "CNBC" الأمريكية؛
 "أن أهم ما يميز شركتها أن أي شئ يتم عمله يعد دائمًا بمثابة دائرة مغلقة، فإذا قامت الشركة بصناعة صندوق النفايات الوردي الخاص بها أو كوب القهوة أو حتى مسطرة من تلك النفايات، فإن فريق العمل يعلم جيدًا أن تلك الأشياء فى حال عودتها إليهم فإنهم سيقومون بإعادة تدويرها من جديد وتحويلها إلى شئ آخر."

  وقد توصلت بولوس لهذه الفكرة أثناء دراستها للتصميم ثلاثي الأبعاد في جامعة برايتون البريطانية، وبعد أن قامت بعرضها في العديد من الفاعليات وتلقت على أثرها مردود إيجابي، أدركت أن هناك فجوة سوقية في مجال إعادة تدوير بعض المنتجات مثل العلكة لذا قضت أربع سنوات في تطوير عملية التصنيع لتصبح قابلة للتطبيق تجارياً.

  وقد صرحت بولوس أنه قد تم الانتهاء بالفعل من صناعة صندوق نفايات العلكة "جمدروب" عام ٢٠١٠، لتقوم الشركة فى عام ٢٠١١ بتقديم عروض مجانية لاستخدام تلك الصناديق لأي شخص في بريطانيا يعاني من مشكلة نفايات العلكة، 
وأضافت: "كانت نقطة التحول بالنسبة لنا عندما قبلت مدينة الألعاب الترفيهية "ليجولاند" هذا العرض المجاني، وأصبح لدينا ٥٠ صندوقًا للنفايات الخاص بشركتنا في هذه المدينة". ومنذ ذلك الحين، قامت العديد من المطارات والجامعات ومراكز التسوق باستخدام الحاويات الوردية للتخلص من ومعالجة نفايات العلكة.

  وفي ديسمبر، قامت الشركة بتجربة جديدة، حيث أصبحت الفكرة أكثر قوة حين تم استخدام صناديق "جمدروب" في شارع كينسينغتونهاي بلندن، والذي يعد الحي الرئيسي للتسوق في لندن.

 وتابعت بولوس: "لقد توصلنا إلىنتائج مبهرة فيما يتعلق بما حققته تلك الصناديق الوردية؛ حيث نجحت مدينة الالعاب الترفيهية ليجولاند فى تخفيض حجمنفايات العلكة بها بنسبة 56%.وبصفة عامة، فقد تلاحظ انخفاض حجم النفايات من العلكة بنسبة 46% وذلك خلال الاسابيع الاثنا عشر الأولى من استخدام صناديق جمدروب".

  بالاضافة إلى ما سبق، فإنه طبقًا لدراسة حالة قام بها موقع "جمدروب" فإن استخدام تلك الصناديق ينطوي على حافز مالى لتقليل النفايات الملقاة من العلكة،
  حيث قام مطار ساوثمبتون البريطاني باستخدام ٢٠ صندوق لشركة "جمدروب" خلال عام ٢٠١٢،الأمر الذي ساعد فيتوفير ما يُقدر بـ3 آلاف يورو (4.513 ألف دولار) كانت تستخدم في تنظيف والتخلص من العلكة، 

  كما تقوم أيضًا شركة "جمدروب" باعادة تدوير المخلفات الناتجة عن عملية تصنيع العلكة، وذلك بالعمل على مشروعات صندوق "جمدروب" من خلال التعاون مع العلامات التجارية الكبرى العاملة فى هذا المجال.
  حيث أضافت بولوس أن شركة "جمدروب" تقوم بأخذ مخلفات تلك الشركات المصنعة للعلكة وتحويلها إلى مركبات مختلفة يتم استخدامها فى جميع التطبيقات الأخرى، والتى كانت تُهدر كميات هائلة منها فى السابق.

  فى الوقت الحالي، تعتمد شركة "جمدروب" بشكل رئيسي على السوق البريطانى لتقديم منتجاتها، ولكن أيضًالديها خطط توسعية للانتشار فى اسواق جديدة وتقديم منتجات جديدة. فعلى سبيل المثال، فإن "جمدروب" على وشك اطلاق مجموعة من أحذية الأطفال المصنعة من العلكة  المعاد تدويرها.
 
  كما أشارت بولوس أن "جمدروب" قد بدأت للتو العمل فى الدنمارك من خلال مشروع صناديق "جمدروب" وقد تم بيع القليل من المنتجات هناك.
  كما أضافت أن شركة "جمدروب" ترغب وتأمل فى أن تتجه خلال العام المقبل إلى سوق الولايات المتحدة؛حيث يعد من أكبر مستهلكى العلكة على مستوى العالم كما أنه يعانى أيضًا من مشكلة عويصة فيما يتعلق بالتخلص من نفايات العلكة المستخدمة.

تابع "لوك" عبر تويتر  @LukeWGraham

توضيح: 
 تم تعديل هذا المقال لإظهار أن "جمدروب" تقوم بالعمل على مشروعات صندوق "جمدروب" وذلك بالتعاون مع العلامات التجارية الكبرى  مثل "ريجلي".

لوك غراهام، خاص لـ  CNBC.com
الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015