تقدمًا مفاجئًا في مجال إعادة تدوير أكواب القهوة التي تستخدم لمرة واحدة يحول الأكواب الورقية إلى مادة صمغية "متينة"

فضيحة النفايات الضخمة


أقل من 0,25% من الأكواب الورقية التي تُقدر بثلاثة ملايين كوب كل عام في المملكة المتحدة يُعاد تدويرها حاليًا.

أشار وزير البيئة إلى أن ضريبة كوب القهوة يمكن أن تقوم بالدور نفسه الذي تقوم به ضريبة الحقيبة البلاستيكية المُقدمة حديثًا – جيتي.

تعمل مبادرة جذرية على تحويل أكواب القهوة التي تستعمل لمرة واحدة إلى مادة صمغية "متينة" فريدة من نوعها أثبتت كونها تقدمًا مفاجئًا في إعادة تدوير الأكواب غير المحتملة تمامًا كما قلصت كثيرًا النفايات، فأقل من 0,25% من الأكواب الورقية التي تُقدر بثلاثة ملايين كوب كل عام في المملكة المتحدة يُعاد تدويرها حاليًا، مما يعني أن الأغلبية العظمى ينتهي بها المطاف في مكب النفايات أو المحارق التي تنتج الطاقة من القمامة.

وقد اقترح وزير البيئة في وقت سابق من هذا العام ضريبة جديدة تُفرض على أكواب القهوة في محاولة للحد من النفايات، ومع ذلك فقد تعرضت دعوات توسيع إعادة تدوير الأكواب الورقية التي تستخدم لمرة واحدة لتحديات من تعديل الأكواب نفسها.      

إن إعادة تدوير الأكواب التي تستعمل لمرة واحدة المصنوعة من ألياف الأوراق وطبقة إضافية من البلاستيك لمنع تسرب الماء لأمر معقد وشاق، حيث يجب أن تُفصل كل طبقة من الأخرى بعناية، وبسبب هذا لا تقبل مخططات إعادة التدوير المنزلية عادة الأكواب الورقية، وقد واجهت بعض المقاهي الراقية في الشوارع تحذيرات بسبب الرموز المطبوعة على أكوابها والتي تشير إلى سهولة إعادة تدويرها. 

(فضيحة النفايات الضخمة)

ولقد طور الأساتذة الدكتور إدوارد كوزيور والدكتور جون ميتشل بالاشتراك مع نكستك وأشورتووك مادة صمغية سُميت بـ (next cup recycle -إعادة تدوير الكوب القادم) لتجنب هذه المشكلة، والتي تجمع الأوراق والبلاستيك عاليا الجودة من فناجين القهوة لصنع مادة قوية قادرة على صنع عدد ضخم من المنتجات العملية.

ومن جانبه صرح الدكتور كوسيور من مركز "ولفسون" لإعداد المواد في جامعة برونيل في لندن وهو المدير الإداري لمركز استشارات إعادة التدوير(نيكستك) لجريدة ذا إندبندنت: "لقد نفذنا الكثير من الحُزم حيث تجتمع المواد إلى بعضها بقوة بحيث لو حاولت فصلها ستقضي وقتًا وجهدًا كبيرين ولن يخرج كل مكون نقيًا تمامًا"، وأضاف "لذلك فقد أدركنا أنه أفضل من قضاء الوقت نفصلها عن بعضها ينبغي علينا أن ننظر إلى ما يحدث حين نجمعها معًا"  

وقد جمعت التكنولوجيا الفريدة التي أُنشأت على مدار أربع سنوات من البحث الذي قام به الدكتور ميتشل في الكلية الإمبراطورية في لندن أكواب القهوة وأضافت المزيد من البلاستيك إلى أنسجة أوراقها لصنع المادة الصمغية. وبينما تُصنع أكواب القهوة أساسًا من الورق مع طبقة رقيقة من البلاستيك فقط، فإن المادة الصمغية الجديدة تهدف إلى تحقيق نسبة 50:50 من الورق والبلاستيك وتطوير الالتصاق بين المادتين وصنع مادة أكثر قوة قابلة للتشكيل بسهولة إلى منتجات بسرعة كبيرة.  

ويقول الدكتور كريس تشيزمان الأستاذ في قسم الهندسة المدنية والبيئية في الكلية الإمبراطورية في لندن الذي أشرف على هذا البحث: "تستخدم أكواب الورق سليلوز عالي الجودة والقوة، وبالتالي يُمكن أن تحول الرقائق البلاستيك الهش غير المتين إلى شئ أكثر متانة، مما يجعل الخامة مناسبة خصوصًا للتحويل إلى منتجات لا يزال الخشب مستخدمًا فيها حتى اليوم."

(احتجاجات تغير المناخ في جميع أنحاء العالم)


ويوضح الدكتور كوسيور: "لقد انتهى بنا الأمر بخامة قابلة للتشكيل ومفيدة يمكننا أن نختار صناعة الكثير من الأشياء منها، وسوف نقوم بصناعة صواني للكافيتريات -فضلًا عن فناجين القهوة- وستُستخدم المادة الصمغية أساسًا كبديل للخشب، مما يعني أنها يمكن أن تكون مُعادة التشكيل إلى منتجات كأغطية الطاولات." حتى منتجات أكواب القهوة كالأغطية والشافطات (الماصات) البلاستيكية يمكن أن تٌدمج في المزيج المُساعد لإضافة المزيد من البلاستيك الضروري للخليط بنسبة 50:50 .

ويجرى حاليًا اختبار منتجات المادة الصمغية الجديدة مع منتجات المادة الصمغية التي أُطلقت في عدد من المقاهي والكافيتريات المختارة في لندن هذا الأسبوع، كما تشمل الخطط المستقبلية تطوير محطة لإعادة التدوير ملتزمة تمامًا بإنتاج المادة (نكست كب ريسيكل) الصمغية، ويقول الدكتور كوسيور أنه يمكن لمحطة إعادة تدوير واحدة أن تعيد تدوير نصف الكمية السنوية من أكواب القهوة في المملكة المتحدة التي توجد العديد من المنتجات الطويلة الأمد المتينة وتحل محل المواد الأولية، مضيفًا أنه يمكن تشغيل المصنع بحلول نهاية عام 2017.

كما يقول الدكتور كوسيور أيضًا: " نحن نتصرف في الوقت الحالي كما لو أن لدينا ثلاثة مصانع نستخدمها فيما يتعلق بالطريقة التي نتخلص بها من النفايات". ويضيف "إننا نريد استخدام هذه المادة لجعل اقتصادنا اقتصاد كوكب واحد، فنحن نحاول الخروج من دائرة المنتجات قصيرة الدورة -مثل فناجين القهوة التي تصبح نفايات في أقل من نصف ساعة- إلى صناعة منتجات من النفايات التي لها عمر أطول كثيرُا وتجنب استخدام البلاستيك الخام، وفي كل الحالات سنحول دون استخراج مواد جديدة من الغابات أو المحاجر."


الرابط مصدر المقال

إسراء جمال

إسراء جمال

مترجمين المقال