النباتات الدخيلة...لديها تأثير أكبر بكثير مما كنا نتصور!!

  يتفق معظم الناس على أن النباتات الدخيلة غير مرغوب فيها؛ فهي النباتات التي يتم عمداً أوعن غير قصد إدخالها من قبل البشر إلى مناطق خارج بيئتها الطبيعية، 
حيث تستطيع هذه الأنواع الإنتشار بسرعة مسببة آثار سلبية للأنواع المحلية.

   الأنواع النباتية الدخيلة لها تأثيرعلى تنوّع الأنواع المحلية، فإنها تؤثرعلى توافرالمياه وإتلاف نوعية المواد المغذية في التربة، فعندما يتم إدخال النبات المغايرأوالدخيل إلى الوسط البيئي؛ فإنها تغير ظروف هذه البيئة،
 وهو يفعل ذلك عن طريق تغييرالضوء والإشعاع الشمسي ومستوى درجات الحرارة في البقع التي يتم غزوها، وكذلك نوعية وتوفرالغذاء والمأوى، ومناطق بناء العش ومناطق التمتع بالشمس ومناطق الراحة لعدد من الحيوانات.

   تقوم هذه النباتات الدخيلة بإلحاق تغييرات كبيرة على النباتات المحلية، تغييرتواترالحرائق، والمواد الغذائية، وتآكل التربة وتوافر المياه.على سبيل المثال؛ أشجار الصنوبر في مقاطعة الكاب الغربية في جنوب أفريقيا قد ينتشر خارج المزارع وتقوم بغزو منطقة فنبوس المحلية. 
   
   في هذه المناطق  الطبيعية التي تم غزوها، أصبحت درجات الحرارة المتوفرة للسحالي لتعمل على النحو الأمثل بشكل عام أكثر برودة وعدد الأنواع السحلية تقلص إلى حد كبير. وفي بعض الحالات، تم ملاحظة بعض الفوائد لهذه النباتات الدخيلة.على سبيل المثال، أنها توفر الحطب للمجتمعات المحلية أو إضافة موارد للفصائل الحيوانية. ولكن هذه الفوائد لا تتجاوز عادة الآثار السلبية، فلهذه النباتات الدخيلة تأثيرعلى الأنواع المحلية من خلال التفاعلات المعقدة والعمليات المختلفة. ما لم يتم فهم هذه العوامل فهمًا صحيحاً، فإنه من الصعب التنبؤ بأى نوع من التأثير تسببه هذه النباتات الدخيلة. 

كم لدينا من المعلومات عن هذه العمليات التي تتم في الوسط البيئي في جنوب إفريقيا التي تكون فيها النباتات الدخيلة الغازية شاغلاً رئيسياً ؟
   للعثور على الجواب، يتعين علينا قراءة جميع الدراسات المتعلقة بأثر النباتات الدخيلة على الحيوانات المتواجدة في جنوب أفريقيا، وتم تقديم هذه النتائج في دراسة حديثة. وركزنا على الحيوانات التى تعتمد درجة حرارتها على الوسط المحيط مثل الزواحف والبرمائيات واللافقاريات، المعروفة باسم ذوات الدم البارد، وهي تتطلب تبادل الحرارة من البيئة للقيام بالعمليات الحيوية المختلفة كالنمو والتكاثر. هذه الحيوانات عادة تتحرك لمسافات أصغر من الثدييات أو الطيور، مما يزيد من تعرضها لغزوات النباتات الدخيلة.

ما يبدو عليه الأمر في جنوب أفريقيا:

  الأوساط البيئية التى تتواجد بها هذه النباتات الدخيلة تعتبر الأكثر فقرا ً في تنوع الفصائل الحيوانية من الأوساط البيئية الأصلية. وهناك أسباب متعددة لهذا التنوع الحيواني الأكثر فقراً، مثل انخفاض توافر الموارد الغذائية أو الظروف الحرارية التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة للحيوانات بصفة عامة. كما يمكن أن تحدث هذه الآثار بالتزامن مع بعضها أو تتراكم عبر الزمن والمكان. وهذا يعكس نتائج مماثلة في مناطق أخرى من العالم، ومع ذلك هناك العديد من الثغرات.

  الدراسات الحالية تركز على مجالات قليلة في جنوب أفريقيا وكذلك إلقاء نظرة على عدد قليل من النباتات الدخيلة بما في ذلك الأنواع النباتية مثل اكاسيا، والهاكا والصنوبر. حيث معظم الدراسات تهتم بدراسة أثر النباتات الغريبة على اللافقاريات، لا سيما من الحشرات، ولكن لدينا القليل من البيانات لكيفية تأثيرها على الزواحف والبرمائيات، كما أن جنوب أفريقيا فريدة من نوعها في أعداد السلاحف والسحالي والثعابين والبرمائيات السائدة فى هذه البيئة، ولكن لا توجد العديد من الدراسات التي تتناول هذه الأنواع .
 
  كمثال على تأثير هذه النباتات  الغريبة على النباتات والحيوانات المحلية يأتي من دراسة تم إجرائها في بحيرة سانت لوسيا، في الجزء الشرقي من جنوب أفريقيا، حيت أثر هذه الغزو الخضري في حجب أعشاش تمسايح النيل، حيث أصبحت درجة حرارة هذه الأعشاش أكثر برودة من الأعشاش المشمسة الطبيعية والتي تفضلها إناث هذه التمسايح. وبما أن درجة الحرارة تتحكم فى تحديد جنس الأجنة في الزواحف، مما يعني أن وضع البيض في ظل هذه الظروف سيؤدي إلى المزيد من الإناث. فذلك التغير في درجة حرارة هذه الأعشاش يمكن أن تؤثر على توزيع هذه الفصائل والأنواع النباتية والحيوانية في هذه الأوساط البيئية على المدى الطويل، لذا هذه الأنواع النباتية الدخيلة قد تؤثر على البيئة بطرق أكثر مما يمكن أن نتصور. 

   هذه الدراسة التي تم إجرائها على تمساح النيل وعدد قليل أيضًا من الدراسات الأخرى في جنوب أفريقيا يمكن اعتبارها الأستثناء وليس القاعدة. حيث إن أكبر قدر من الاهتمام حتى الآن قد ذهب إلى مقارنة عدد الأنواع أو الأفراد بين المناطق الأصلية والمناطق التى تم غزوها بدلاً من البحث في كيفية حدوث هذه التغييرات.

   يتحدث معظم الباحثين عن التأثير المحتمل لهذه النباتات الدخيلة، ولكن ف الواقع تم اختبار عدد قليل جدًا من تأثير هذه الاحتمالات. هذه الفجوة ربما بسبب صعوبة إجراء اختبارات معملية على لأختبار تطور هذه التأثيرات أو تسجيل البيانات المتعلقة بهذا الشأن  على المدى الطويل. على سبيل المثال، الرصد وجمع البيانات المتعلقة بالأنواع المحلية على  المدى الطويل سيمكنا من إجراء عمليات مقارنة على الوسط البيئي  قبل وبعد غزو النباتات الدخيلة.

إلى أين الآن؟
 
  من دون فهم أو دراسة ما هى أسباب هذا التأثيرالمحتمل الذي تسببه هذه النباتات الدخيلة، لا يمكننا أن نتوصل إلى أثر إدخال هذه الأنواع الدخيلة إلى مناطق جديدة، وربما في المستقبل أيضاً، حيث تنظيم الأساليب التطبيقية تحددها معرفة هذه الأسباب للتوصل إلى أثرها على الوسط البيئى.
  يمكن للعلماء والمواطنين الاحتفاظ بسجل جيد إلى حد ما من الأنواع النباتية الدخيلة التي أدخلت حديثاً ومدى انتشارها. قد يصبح الاحتفاظ بسجلات شاملة عن الطرق التي تتبعها هذه النباتات الدخيلة للتأثيرعلى الحيوانات والنباتات المحلية تحدّياً هائلًا، تتم هذه الصعوبة  غالبًا بسبب أنه في معظم الأحيان ما تكون هذه العمليات متعددة ويمكن أن تتغيرعبرالوقت والمناطق الجغرافية.

 لذا نحن نواجه تحدّياً لتتبع ودراسة هذه العمليات، ولكن في عصر البيانات العملاقة، وتبادل البيانات، والتعاون فيما بين البلدان، والمشاركة العامة، تصبح هذه المهمة أمراً يمكن معالجته.


الرابط مصدر المقال

yara yasser

yara yasser

مترجمين المقال
hadeer samy

hadeer samy

مترجمين المقال