ابتكار سوق للمواد المعاد تدويرها في اقتصاد البلاستيك الجديد

قبل عام في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وجد تقرير من مؤسسة "إلين ماك آرثر" أنَّ معظم العبوات البلاستيكية تُستخدَم مرة واحدة فقط.حيث إنَّ 95٪ من قيمة مواد التغليف البلاستيكية، التي تتراوح قيمتها بين 80 و 120 بليون دولار سنوياً، تُفقَد في الاقتصاد بعد الاستخدام القصيرالأول لتصميم "اقتصاد البلاستيك الجديد"، والذي يتحدى المؤسسات للابتعاد عن الاقتصاد القائم الخطّي. من الناحية النظرية، يمكن إعادة تدوير هذه المواد البلاستيكية التي تم الحصول عليها لاستخدامها مرارًا وتكرارًا.

الحلول الخطّية للنفايات البلاستيكية تُضيع فرص إلتقاط واستخدام هذه الموارد. 
بما أنّها تقف من وجهة نظر اقتصادية، فإنَّ قيمة إلتقاط اللدائن للمعالجة تزيد من ربح هذه المواد بعد الجمع واللوجستيات. حيث تقع معظم مخلفات النفايات خارج نطاق قابلية إعادة التدوير بموجب هذه القاعدة، وإنتاج بلاستيكي جديد أقل تكلفة من شراء المواد المُعاد تدويرها على القنوات الخلفية. وبالتالي، فإنّ الأمر متروك للمصنعين والعلامات التجارية لإنشاء وتوسيع السوق للبلاستيك المُعاد تدويره، من خلال شراء المواد المُعاد تدويرها لتصنيع منتجاتها وبيعها للمستهلكين، ومن ثم جعل المنتج قابل لإعادة التدوير بسهولة.

أعلنت "بروكتر أند غامبل" أنّها تعاونت معنا في TerraCycle وSUEZ، وهي أكبر شركة لإدارة النفايات في أوروبا، من أجل إنتاج وتطوير أول زجاجة شامبو قابلة لإعادة التدوير بالكامل، مصنوعة من ما يصل إلى 25% من بلاستيك الشاطئ المعاد تدويره في العالم. ماركة شامبو"هيد آند شولدرز" ستوفر أول 150000 زجاجة في فرنسا هذا الصيف، مما يجعلها أكبر إنتاج في العالم من زجاجات الشامبو القابلة لإعادة التدوير المصنوعة من بلاستيك الشاطئ، وخطوة كبيرة في إنشاء سلسلة توريد فريدة تدعم اقتصادًا جديدًا من البلاستيك. تعمل TerraCycle مباشرة مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات تنظيف الشواطئ الأخرى، وتصدر شحنات المواد البلاستيكية الصلبة التي يتم جمعها من خلال جهود تنظيف الشواطئ، حيث تلتقط هذه المواد لإعادة التدوير لأول مرة، دون تحمل أي تكلفة على المشاركين. 

يركز مشروع الشاطئ البلاستيكي على هدف دمج المزيد من المحتوى المُعاد تدويره بعد الاستهلاك (PCR) عبر ماركات بروكتر آند جامبل الأخرى وعالميًا، وإلهام  كيانات عالمية أخرى على أن تحذو حذوها. تستخدم P&G بلاستيك PCR في التعبئة لأكثر من 25 عامًا، وفي العام الماضي استخدمت أكثر من 34،000 طن متري. من المتوقع أن يشاهد قسم العناية بالشعر نصف مليون زجاجة سنوياً تشمل 25٪ من المحتوى المعاد تدويره بعد الاستهلاك (PCR) بنهاية من عام 2018. ومن بين أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك الجديد البكر المنتج عالميا سنويا، يُقدَّر أنّه يتم التخلص من 129 مليون طن (43%) من البلاستيك المستخدم في مدافن النفايات في الولايات المتحدة. ويوضح أحدث تقرير لوكالة حماية البيئة أنّ معدل استرداد البلاستيك لإعادة تدويره يقدر بنسبة 9٪.

لكن الفوائد من طرح الموارد لتحويل المواد البلاستيكية من مدافن النفايات وخلق سوق لها في نظام القيم، تعد كثيرة. حيث ينتهي ما يقرب من 10-20 مليون طن من البلاستيك في المحيطات كل عام. وتشمل هذه المنتجات اللدائن الدقيقة، التي تؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 13 مليار دولار سنويًا من الأضرار التي لحقت بالنظم الإيكولوجية البحرية، ناهيك عن التدهور الشديد في رأس المال الطبيعي الذي تعاني منه الحيوانات وموائلها والخسائر المالية التي تتكبدها مصائد الأسماك والسياحة. 

إذا لم تتغير الأمور، فمن المتوقع أن ْنرى المزيد من البلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات بحلول عام 2050. وتنتج شركات المنتجات الاستهلاكية، التي تلتزم بإخراج منتجات مصنوعة من مواد غيرخامية، أنظمة دائرية يمكن رعايتها لتحقيق نمو مستدام. فمن خلال إطلاق جهود الاستدامة الخاصة بهم وأخذ زمام المبادرة لتعزيز البنية التحتية الجديدة، يربط المصنعون والعلامات التجارية والمستهلكين ويقودون التحول نحو اقتصاد جديد للبلاستيك.

ترجمة: منة منير.
مراجعة: شيماء رباص.

الرابط مصدر المقال

هاجر  حمور

هاجر حمور

مترجمين المقال