إيثانول قصب السكر: المادة الخام المستدامة للبلاستيك الحيوي

قيمت عدد من الدراسات المستقلة إنتاج قصب السكر وإيثانول قصب السكر في البرازيل في الأعوام الأخيرة من منظور الاستدامة. وعند تقييم العوامل الأساسية التي ساعدت عملية الانتاج وسلسلة الإمداد أظهرت نتائج تلك الدراسات سيناريو واعد وثابت.

فإن قصب السكر يُزرع في البرازيل منذ الاستعمار. أما الآن، فيزرع على مساحة 9مليون هكتارًا ويمثل أيضًا حوالي 1.5 بالمئة من أراضي البلد الصالحة للزراعة. إن إنتاج الإيثانول يستهلك 55 بالمئة من محاصيل قصب السكر بينما تدخل النسبة المتبقية في صناعة السكر. وينمو تقريبًا 90 بالمئة من قصب السكر البرازيلي في جنوب وسط البرازيل وتُزرع نسبة 60 بالمئة في مدينة ساو باولو وحدها.

كما أن ثاني أكبر منطقة يُزرع فيها قصب السكر هي في الشمال الشرقي للبلد.
وتُمثل تلك المنطقتين معًا مصدرًا لأغلب إنتاج البرازيل. وكلتاهما تقعان على مسافة ألفين كيلو مترًا من حافة منطقة الأمازون. مما أوضح زيف الادعاءات بأن زراعة قصب السكر تدمر غابات الأمازون الاستوائية. إن التصحر هي مشكلة معقدة والتي تتضمن ملكية الأرض والسياسات والاقتصاد وأهمها الأمور المتعلق بالنزاعات حول ملكية الأرض وقطع الأشجار غير القانوني وتربية الماشية.

ولتجنب نشر معلومات خاطئة بشأن زراعة قصب السكر في المناطق البيئية الحساسة من بينها الأمازون وأراضي بانتانال الرطبة وغابات الأطلسية الاستوائية، وضعت الحكومة الاتحادية نظامًا لتحديد المناطق البيئية الزراعية في 2009 الذي يمنع زراعة قصب السكر في تلك المناطق. وتحاكي هذه المبادرة حركة مشابهة لمدينة ساو باولو في 2008. وبفضل هذا النظام، أصبحت مزارع القصب الجديدة تشغل المناطق التي تعاني من التدهور المراعي. وتساعد على استعادة حالة الأرض لتصبح صالحة للزراعة وبأفضل حالاتها.

تتوفر في البرازيل مساحات شاسعة من الأراضي للتوسيع المستدام لزراعة قصب السكر وإنتاج الإيثانول. ويقدم هذا الوضع فرصة استثنائية لتوسيع صناعة البلاستيك الحيوي.

وإن المنافسة المزعومة بين حصاد قصب السكر وإنتاج الطعام هي محض أسطورة التي ترجع أصولها للمنافسة على الحبوب كمصدر للطعام أو الطاقة المتواجد في أماكن أخرى. إن البرازيل هي مصدر إنتاج رئيسي للطعام ومصدر له. كما أن هناك إحصائية رسمية توضح أن توسيع زراعة قصب السكر لا تؤثر على إنتاج الذرة وفول الصويا والأرز واللحم البقري والسلع الأساسية الأخرى. ومن الضروري أن ندرك حقيقة أن نصف حصاد قصب السكر في البرازيل يُستخدم في صناعة السكر وهو أحد مكونات الطعام.

ومن الجدير بالذكر أن زراعة قصب السكر تُنظم طبقًا لنظام الدورة الزراعية. فإن قصب السكر هو نبات دائم ويحتاج لإعادة الزراعة بعد خمس إلى ست سنوات وحينها من الشائع أن يُطبق تناوب الأراضي لزراعة الحبوب مثل الذرة وفول الصويا والفول السوداني.

ولدى محصول قصب السكر تأثير قليل نسبيًا مقارنة بالمحاصيل التقليدية وهو أمرًا مقبول في البرازيل. فعلى سبيل المثال إذا قارنه بفول الصويا أو الذرة، نجد أن المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب التي تُستخدم في زراعة قصب السكر أقل من المحاصيل الشائعة مثل الطماطم والتفاح. وقد تقل الكمية المُستخدمة أكثر من خلال استخدام السلالات الجديدة لقصب السكر التي تعزز التحكم البيولوجي والزراعة العضوية.

عند زراعة قصب السكر تُستخدم كمية قليلة من السماد والسبب الأساسي في ذلك هو ممارسة إعادة تدوير المغذيات عن طريق معالجة التربة باستخدام الفيناس وكعكة الترشيح وهما مخلفات صناعية ناتجة عن معالجة قصب السكر.

وبفضل نمط الأمطار المواتية في المنطقة حيث يُنتج فيها قصب السكر ويُستخدم الفيناس الذي بالأساس غني بالمياه والمعادن، يكون الري محدودًا في المناطق الجافة في الشمال الشرقي والمناطق التي تمتاز بوضع خاص تحتاج فيه إلى الري التكميلي لذا يمكن أن نقول بأن استهلاك المياه في مزارع قصب السكر قليل في البرازيل.

إن حرق قصب السكر في المزارع ممارسة تقليدية في أغلب البلاد حيث ينمو فيها هذا المحصول. وتُمارس عملية الحرق المحكوم قبل الحصاد اليدوي لتسهيل أعمال قطع قصب السكر. بينما لاتزال عملية الحرق تُستخدم في البرازيل، يوجد اتجاه للتخلص التدريجي السريع منها لأن الحصاد اليدوي يستبدله الحصاد الآلي الذي لا حاجة لاستخدام الحرق فيه. وتدعو الخُطط لوضع حد لحرق القصب في سان بولو بحلول عام 2014 في المناطق التي يمكن استخدام فيها الحصاد الآلي مع وجود التكنولوجيا ويُمكن استخدام الحصاد الآلي بحلول 2017 في الأراضي الصعبة حيث المناطق شديدة الانحدار وتُمثل هذه الأراضي أمامه تحديًا.

تمثل مدينة ساو باولو وهي أكثر الدول المنتجة لقصب السكر مثالًا رائدة في استخدام الحصاد الآلي في أكثر من 60 بالمئة من الأراضي المزروعة.

إن معالجة قصب السكر وتحويله إلى إيثانول وسكر يُعد تطور تقني جيد على مدار العقد الماضي. فقد قل استهلاك المياه بشكل ملحوظ يصل إلى 80 بالمئة. إن عملية التخلص من منتجات المياه التي تخضع للوائح البيئية يمكن أن تُنفذ فقط بعد أن تُعالج الملوثات السائلة بشكل لائق. تكون كفاءة نُظم معالجة الملوثات السائلة أكثر من 98 بالمئة.

ويُدمج انتاج السكر والإيثانول داخل الوحدات الصناعية المنفردة وتنتج الطاقة الخاصة بها عن طريق حرق تفل قصب السكر وهو نوع من الألياف المتبقية بعد سحق القصب لاستخراج العصير الغني بالسكروز.

ويُستخدم التفل كغلايات تعمل بالوقود وتُقدم فائدة بيئية من خلال استبدال الوقود الحفري. وتنتج الغلايات طاقة حرارية وكهربائية تدعى (الكهرباء البيولوجية) التي تُستخدم في العمليات الصناعية بالإضافة إلى الاستخدامات الأخرى.

لا تُقدم العملية استخدامات مناسبة للتفل فقط بل أيضًا تساعد في تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النيتروز وتضع حدًا لانبعاثات أكاسيد الكبريت. ومن أهم الانبعاثات هي المواد الجزئية التي يمكن أن تُقلص باستخدام معايير نُظم مراقبة الانبعاثات.

يتمتع إنتاج إيثانول قصب السكر في البرازيل بالتوازن إيجابي في الطاقة فلكل وحدة من الطاقة الحفرية تُستهلك خلال عملية الإنتاج، تُنتج أكثر من تسع وحدات طاقة مُتجددة.  عند النظر لدورة حياة إنتاج إيثانول قصب السكر وخصائصه الفطرية المتجددة واحتوائه على كمية قليلة من الكربون، يُعد إيثانول قصب السكر مادة بيئية خام ومستدامة لصناعة البلاستيك الحيوي.

وتوجد نقطة هامة أخرى يجب التوقف عندها وهي القدرة الهامة لإنتاج الجيل الثاني من الإيثانول من تفل قصب السكر الذي يُمكن أن يسمح بزيادة النواتج الممزوجة بالاستدامة.

وترحب يونكا UNICA بالمبادرات المتوازنة والجيدة الخاصة بالاستدامة وتدعمها. فهي لا تروج فقط الممارسات الاستدامة الجيدة في الأراضي قصب السكر والنباتات الصناعية بل أيضًا تشجع الابتكار وتبني معايير صناعية أعلى.

كما أنها تسمح بتتبع المنتجات المعتمدة في سلسلة التوزيع. فتُعد منظمة بون سيكرو BONSUCR مثالًا جيدًا لما يمكن تحقيقه في هذا الصدد. ففي مبادرتها العالمية غير الرابحة لأصحاب المصلحة المتعددين التي تطور المعايير والمؤشرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تُغطي عملية انتاج السكر والإيثانول بأكملها. وتهدف بون سيكرو BONSUCRO لتأسيس معايير لاعتماد الممارسات المسؤولة في صناعة قصب السكر في جميع أنحاء العالم.  اعترف الاتحاد الأوروبي بتلك المنظمة في يوليو 2011 وأصدرت أول شهادة استدامة التي أصبحت مصنعًا لقصب السكر في البرازيل.

الرابط مصدر المقال

آية صبري محمد

آية صبري محمد

مترجمين المقال
صفاء حسن محمدي علي

صفاء حسن محمدي علي

مترجمين المقال