هل تخيلت كيف يمكن إعادة تدوير كتبك الدراسية؟

تُتطبع آلاف الكتب الدراسية لكي تُشترى وتُستخدم أثناء الفصل الدراسي، ومن ناحية أخرى يتم التخلص من نفس العدد تقريباَ من الكتب والمواد المستخدمة للدراسة وللدورات التدريبية على حد سواء فتجد طريقاً لسلات القمامة منتهي بها المطاف لمواقع دفن النفايات حيث يتم إحراقها بعد تراكمها والتخلص منها بشغل مساحات ذو قيمة.
ويؤدي عدم استخدام تلك الكتب أو إعادة تدويرها إلى وجود كميات كبيرة من النفايات الورقية.  

ففي المدارس الخاصة، يجب شراء الكتب الدراسية لكل فصل دراسي وذلك إما لوجود تغيرات في الطباعة أو تعديلات طفيفة بالكتب مزودة بذلك العبء علي عاتق أولياء الأمور بشراء كتب حديثة لا يمكن أن يستخدمها أطفالهم الآخرين في الأعوام المقبلة. ونظراً لارتفاع مستوى المعيشة أصبح غير منتشر التبرع بالكتب أو استبدالها أو إعادة استخدامها واستغلالها من قبل أفراد آخرين من العائلة فأدى ذلك إلى كثير من النفايات الورقية.

مبادرة البحرين المبتكرة
تستحق مبادرة التربية والتعليم بالبحرين الثناء والتقدير حيث جعلت الطلاب يعيدون الكتب المدرسية بعدد انتهاء العام الدراسي لتُستخدم من قبل الطلاب المقبلين بالأعوام القادمة. فسيحافظ إعادة استخدام الكتب المدرسية على المصادر والأموال ويقلل من النفايات الورقية ويعلم الطلاب كيفية إعادة الاستخدام والتدوير والمحافظة على البيئة. 

وبجانب ذلك انطلقت العديد من المبادرات الخاصة لمساعدة الطلاب غير القادرين بتوفير الكتب المدرسية لهم بعد تجميعها من قبل الطلبة وأولياء الأمور، وبناء على ذلك من المتوقع أن حوالي ألف مجموعة من تلك الكتب سيتم توزيعهم على الطلاب والباقي من الكتب غير الصالحة للاستخدام سيتم إعادة تدويرها من خلال برنامج ثنائى للمنظمة في البحرين. وبالإضافة إلى الكتب، سيتم توزيع الأدوات المدرسية كالدفاتر، وأقلام الجاف والرصاص، والمساطر، والممحات. 

فهناك رغبة شديدة لترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة من خلال مشاركة الكتب وإعادة استغلالها مرة أخرى علي المستوى الشخصي إلي جعلها على مستوى المجتمع والمدرسة وذلك بحفظ صناديق الكتب المجمعة في المدارس عن طريق الإدرات المدرسية، أو مجالس الآباء والمعلمين، أو المنظمات غير الحكومية. كما أنه يجب جعل الطالب مسئولاً عن حماية موارد البيئة.

آفاق المستقبل
يتوفر في الدول المتقدمة العديد من مصارف الكتب والمكتبات التي من خلالهم يمكن شراء الكتب المدرسية وكتب الدورات التدريبية سواء كانت جديدة أو مستعملة، ويستطيع الفرد من خلالهم إعادة الكتاب أو بيعه مرة أخرى بعد استخدامه. كما يتوفر العديد من المتاجر الإلكترونية التي ترسل الكتب بأسعار رمزية، وتنشئ العديد من الكنائس والمنظمات غير الحكومية المجتمعية مقصورات مزودة بسلات وصناديق للكتب المدرسية بغرض تجميع الكتب وإعادة استخدامها. وبالتوافق مع المبادرات الحكومية، فعلي المدارس الخاصة ومؤسسات التعليم المهني في البدء في برامج إعادة التدوير والاستخدام للكتب.

وتستطيع الكنائس واللجان المحلية جمع الكتب الدراسية أيضاً، ورعاية برامج التطوع بأماكن تواجدهم التي بالطبع ستحتاج إلي الترويج لها من خلال وسائط الإعلام المحلية فتدفع أولياء الأمور والطلاب للتبرع بسخاء بالكتب لاستخدامها بعد ذلك إما من قبل طلاب غير قادرين بداخل البلاد أو طلاب آخرين بالمدن المجاورة تمنعهم تكلفة الكتب من الذهاب إلى المدرسة.

 ستقطع هذه العادات المرتبطة بالوعي بالمصادر البيئية شوطاً كبيراً في غرس القيم البيئية في الأجيال الصاعدة المسئولة عن هذا المجتمع في المستقبل القريب.

رسالة للحفاظ علي البيئة
علينا أن ندرك أن صنع طن من الورق يتطلب ثلاثة أطنان من الأشجار وكميات هائلة من المياه كغير أي منتج أخر في العالم. 

كما تؤدي صناعة الأوراق إلى تلوث الهواء والماء بمستويات عالية والتي يمكن تفاديها، حيث يحمي طن واحد من الأوراق المعاد تدويرها سبعة عشر شجرة وسبعة آلاف جالون من المياه. وتنتج الشجرة الواحدة  خمسة وعشرين كتابٍ، ولكن بإعادة تدوير الورق مرة أخرى تمنح تلك الشجرة فرصة جديدة لتقليل إزالة الغابات. 

وعلى أساسه يقترح إقامة معارض للكتب شبه سنوية في المدارس وذلك لجرد المخزون القديم من الكتب عن طريق صنع سلات لهذه الكتب وتوافرها في أماكن مناسبة بالمدارس. فعلينا نحن أيضاً أن نخلي الأرفف الخاصة بينا ونعيد تدوير الكتب غير المستخدمة. وعلينا أن ندرك أن إعادة التدوير هي مسئولية اليوم لمستقبل أفضل.

الرابط مصدر المقال

Doha Ahmed

Doha Ahmed

مترجمين المقال