ما يجب أن تعرفه بخصوص إدارة النفايات بأنواعها

مقدمة

يصنف الأستراليون من بين أكبر منتجي المخلفات حول العالم؛ فباستثناء الولايات المتحدة، تنتج أستراليا مخلفات الفرد الواحد أكثر من أي دولة أخرى. فنحن نعتبر مجتمعا استهلاكيًا بدرجة كبيرة فقط بدافع ما نريده بالقدر الذي نحتاج إليه. فتعد ملايين الأطنان من النفايات التي يتم التخلص منها كل عام داخل بيئتنا رمز لأنماط إنتاجنا واستهلاكنا غير المستدامة في الوقت الحالي.

كما يبدو العديد من مراكز أستراليا الحضرية في حالة تزايد مستمرة، مع التوسع لاستيعاب سكانها والتمتع بمستوي معيشة مرتفع. بناءً على ذلك يتطلب إنشاء أنظمة متطورة للتخلص من النفايات للتوافق مع الكميات الضخمة الناتجة عن النفايات والتلوث؛ فإنشاء وسائل مستدامة للتخلص من النفايات مع التمسك في الوقت ذاته بوسائل الراحة الخاصة بحياة الاستراليين ليس بعمل بسيط. قد كان من المقدر أن تنتج أستراليا كل يوم حوالي 3 كيلو  جرامات من النفايات للفرد الواحد، قد تكون هذه النفايات في صورة صلبة أو جافة أو سائلة أو غازية. وبسبب استمرار ترسخ التزايد الحضري في العديد من العواصم الاسترالية، لا تزال مستويات كل هذه الأنواع من النفايات والمشكلات الناتجة عند التخلص من هذه النفايات في تزايد مستمر.


القضايا الرئيسية للتخلص من النفايات

بسبب ارتفاع مستويات النفايات في مجتمع ما، تقل معها أسباب الراحة أو قابلية العيش بهذا المجتمع؛ ولذلك يجب التخلص من النفايات بطرق تقلل من آثارها السلبية. فالكثير من النفايات التي ينتجها البشر غير قابل للتحلل البيولوجي أو الانحلال حتى مع زيادة الوعي العام بقضايا النفايات وعمليات إعادة التدوير علي مستوى أعلى فإن مستوي إنتاج الفرد من النفايات في أستراليا لا تتدني. فعلى سبيل المثال، زاد توليد توليد النفايات المنزلية في بيرث بنسبة 30% تقريبا بين عامي 1998 و 2002. وفيما يلي تلخيص لقضايا التخلص من النفايات الرئيسية في أستراليا.


النفايات الصلبة ومكبات النفايات المحدودة

ينطوي عادة التخلص من النفايات الصلبة مثل النفايات المنزلية والمنتجات الثانوية الصناعية على ملء مكبات النفايات بها (يشار إليها عادة باسم "مستودع الأشياء القديمة"). غير أن استخدام مدافن النفايات كطريقة للتخلص من النفايات يشكل عددًا من مشاكل الإدارة البيئية. وقد أصبح العثور على مواقع مدافن جديدة وملائمة أكثر صعوبة، كما أن مفهوم المكب نفسه ليس مستداماً، إذ أنه لن يدوم إلى الأبد.

فعلى سبيل المثال، أدت مشكلة العثور على مواقع جديدة لمدافن النفايات في سيدني إلى اقتراحات بأن نفايات المدينة يمكن إلقائها في مناطق أخرى من الدولة، كما هو الحال في منجم مهجور بالقرب من بلدة غولبرن الإقليمية.
    
بواسطة ما يقرب من 250 كيلومتر جنوب غرب المدينة مع استخدام هذا المكب كوسيلة لإدارة النفايات من شأنه أن يزيد من البصمة البيئية الكبيرة الخاصة بمدينة سيدني. فهذه هي المساحة الإجمالية من الأراضي التي تحتاجها المدينة لتلبية احتياجات السكان.


النفايات السائلة والمجاري المائية الملوثة

يتم تصنيف النفايات السائلة الناتجة عن الصرف الصحي وغيرها من النفايات المنزلية التي يتم إنتاجها؛علي سبيل المثال، من قبل غسالات الصحون والمنظفات المخصصة لغسيل السيارات، على أنها نفايات سائلة. ويتم إنتاج النفايات السائلة أيضا بواسطة العمليات الصناعية ويمكن أن تحتوي علي مواد كيميائية سامة. يتم التخلص من معظم مياه الصرف السائلة في المناطق الساحلية، ويعاد تدوير حوالي 1 في المائة منها فقط. وتتلقي مقترحات إدخال أنظمة إعادة تدوير مياة الصرف لخدمة المناطق الحضرية حاليًا اهتمامًا أكبر في استراليا، حيث أن مشكلات التخلص من النفايات السائلة وتوافر امدادات مياة الشرب تتسبب في نفس الوقت في وجود مخاوف للسكان في أجزاء كبيرة من الدولة.

وتشكل النفايات الصلبة أيضًا عاملاً آخر يساهم في تلويث المجاري المائية. حيث يتم التخلص من حوالي 6 مليار طن من النفايات في المحيطات بجميع أنحاء العالم كل عام. معظم هذه النفايات تعتبر من أشكال المواد البلاستيكية؛ من الأمثلة الشائعة علي ذلك، أكياس التسوق وزجاجات المشروبات ومعدات الصيد ومواد البولسترين (مثل أكواب الشاي والقهوة). إن كمية النفايات البلاستيكية الموجودة في محيطاتنا تشكل تهديدًا رئيسيًا للأحياء البحرية. فالكثير من الفصائل يمكن أن تختنق وتموت إذ استهلكت البلاستيك إذا التهمت البلاستيك أو أصبحت متشابكة في أشكال أخرى من الحطام الملقي في البحر مثل شباك الصيد المهجورة.


النفايات الغازية وتلوث الهواء

قد أدت زيادة مستويات استهلاك الطاقة الخاصة بنا إلي ارتفاع مستوي نفايات الغلاف الجوي، خاصة في شكل  غازات دفيئة ضارة. علي الرغم من أن هذه النفايات قد لا تكون مرئية مثل النفايات الصلبة والسائلة، إلا أنها لا تشكل تهديدا هيناﹰ علي البشرية.

ولا تتمتع استراليا بسجل جيد فيما يتعلق بانبعاثات الغازات الدفيئة، ففي الأساس يرجع ذلك إلي الاعتماد علي الفحم والبترول والغاز الطبيعي كمصادر ثلاثة رئيسية للطاقة. فكل هذه الموارد الطبيعية الغير متجددة تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.


النفايات الخطيرة

في معظم الأحيان يشار إلي مثل هذه النفايات بـ "النفايات السامة". فالنفايات الخطيرة هي تلك النفايات التي تتطلب معالجة خاصة عند التخلص منها بسب التهديد التي تشكله علي البشرية والبيئة. تعد النفايات النووية من الأمثلة علي النفايات الخطيرة. وقد نشأ قدر كبير من الجدل حول استخدام الطاقة النووية لأنه لا توجد حتى الآن طريقة فعالة ومعروفة للتخلص من النفايات المشعة المتولدة. فسوء إدارة هذه النوع من النفايات من الممكن أن يضر بالكائنات الحية.


التفكير بشأن النفايات

من العوامل التي تسهم في مشكلة النفايات في أستراليا هي الطريقة التي نفهم بها ما يتعلق بالنفايات وأنماطنا المرسخة للإنتاج والاستهلاك والتي لا يمكن تحملها في الوقت الحاضر. وقد أظهرت عقلية مهيمنة أن النفايات لا تؤثر علينا حقا طالما يمكن إخفاؤها في مكب النفايات أو وضعها تحت الأرض. فمن الضروري تبني طريقة بعناية ووعي أكثر فيما يتعلق بالنفايات التي ننتجها وما يتم فعله بها. ولن يؤدي التغيير في أساليب التخلص من النفايات إلى تحسين بيئتنا جماليا فحسب، بل سيساعد أيضًا على استعادة التنوع البيولوجي وتحسين نوعية أرضنا وهواءنا وماءنا.

 
المبادرات المستمرة لإدارة النفايات

حظيت التساؤلات المحيطة بقضية التخلص من النفايات بقدر كبير من الاهتمام. ومع ذلك، أصبح من الواضح أن التركيز يجب أن يكون على الأهداف الأكثر استدامة لتقليل النفايات وإصلاحها والحد منها وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها. وتتماشى هذه الأهداف مع مبادئ الاستدامة الإيكولوجية كما تمتلك القدرة على الحد بدرجة كبيرة من تأثير الإنسان على البيئة.

ويكون معظم الناس على دراية بمفهوم إعادة التدوير وذلك عندما يتعلق الأمر بالأدوات المنزلية مثل الورق والزجاجات البلاستيكية ونفايات الطعام. وهناك مثال آخر على إعادة التدوير على نطاق أوسع، والذي بدأ يحظى باهتمام أكبر في أستراليا، وهو مفهوم إعادة تدوير مياه الصرف الصحي. ففي يوليو عام 2006، أدلى سكان توومبا في كوينزلاند بأصواتهم على اقتراح جديد ينص على أن حوالي 25 في المائة من مياه المدينة ستكون من مصادر مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها. وعلى الرغم من أن أكثر من 60 في المائة من الناخبين في هذه الحالة صوتوا بـ"لا" على هذه الخطة الصديقة للبيئة، فإن مقترحات من هذا القبيل (التي تعمل بالفعل في بلدان أخرى) بدأت تحظى بقدر أكبر من الاهتمام، ولا سيما في مناطق أستراليا، حيث أصبح البند الخاص بالمياة الصالحة للشرب مشكلة كبيرة.

الرابط مصدر المقال

esraa elenany

esraa elenany

مترجمين المقال