أين تذهب كرات التنس المعاد تدويرها؟

  قبل المباراة قام (بوب) بفتح علبة من كرات التنس، ثم قام بفتح علبة للمباراة القادمة وما بعدها...

  كل عام يباع حوالى (125) مليون كرة تنس في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تصير كلها في نهاية المطاف تالفة وغير قابلة للعب بها، البعض منها يجد حياة جديدة تحت أرجل المشاة أو بين فكي الكلاب، ولكن الغالبية العظمى ينتهي بها الحال إلى أكوام القمامة، ومع ذلك يمكن أن يتغير المسار التقليدي لكرة التنس، فالملاعب الجديدة في (كورتسينسي) في نادي (تينافليللتنس) بمدينة (نيو جيرسي) تتميز بأن الأرضية مصنوعة من آلاف كرات التنس المعاد تدويرها.
قال فرانز فاسولد مالك شركة "Ace Surfaces" لصناعة أسطح الملاعب وصاحب الفضل في توجيه هذا الجهد-:
 "إنه لأمر معقد للغاية؛ فقد أخذنا حوالى (6) سنوات بين الفكرة المبدئية إلى أن أتممنا العمل، وقد تبيَّن أن جهودنا باءت بالنجاح وأنها ليست محض هراء."

 كان أول نجاح للأمريكين في إعادة تدوير كرات التنسفي عام (2011) عندما تسآل (بين سولواي) "لاعب كرة التنس بالمدرسة الثانوية في ولاية (ماساتشوستس)" عما يحدث لكل هذه الكرات بعد البطولات، والذي ألهم اتحاد التنس الفرنسي الذي بدأ عملية ("جان بيلي" الكرة الصفراء) في عام 2009، كما أنشأ هو مشروع الكرة الخضراء مع والده الذي يدعى (سكوت).

 بعدها قام (آل سولواي) بإنشاء جميعة غير ربحية وبدأوا في حث نوادي التنس على منحهم كرات التنس المستهلكة، كما اضطروا إلى الإعتماد على المتبرعين أيضًا لتغطية تكاليف الشحن، ولكن بحلول عام (2014) تمكنوا من جمع 200 ألف كرة تنس.
يقوم الاتحاد الفرنسي سنويًا بطحن قرابة ال(1.5 مليون) كرة إلى حبيبات والتي تضاف إلى مادة صمغية، ثم تستخدم في صناعة الأسطح الخاصة بملاعب الرياضات في حميع أنحاء البلاد، 

  وذلك بالظبط مافعله (سكوت سولواي) عندما أقنع شركة“IGK” للفروسية  "هي شركة إنتاج مستلزمات ومرافق الخيل" باستخدام الكرات المعاد تدويرها في صناعة النجيلة أو "طبقة العشب" واستخدامها بشكل مبدأي في ثلاثة من ساحات الفروسية
وبعدما قامت شركة الفروسية بتحويل للمسار، اكتشف (سولواي) شركة (Ace Surfaces) وشراكتها مع شركة (reBounces) "وهي شركة متخصصة في صناعة ماكينات إعادة تدوير كرات التنس بالإضافة إلى تكنولوجيا البوليمر المتقدمة في صناعة أسطح ال(Laykold) وهي أسطح ملاعب صلبة مثل ملاعب التنس الزرقاء وملاعب كرة السلة"

تقوم شركة (ReBounces) (بصناعة ماكينة التنس الخضراء -Green Tennis Machine)؛ والتي تقوم بإعادة الضغط مرة أخرى داخل كرات التنس والذي ساهم في إعادة المئات من الكرات إلى الحياة والاستخدام مرة أخرى، 
حيث تحصل الشركة على الكرات من بطولة BNP Paribas"المقامة بال(إنديان ويلز) ب(كاليفورنيا)،  كما تحفز التبرعات الصغيرة من الأشخاص، النوادي أو المنظمات من خلال التكفل بمصاريف شحن الكرات،

 وقد صرح كانون فليتشر "شريك في تأسيس شركة (ReBounces)؛ "تلقت الشركة شحنات من أكثر من (2000) مصدر، بإجمالي أكثر من 9 مليون كرة."

وبينما تمكنت ماكينات شركة (ReBounces) من إعادة الكثير من الكرات إلى الحياة، كان في اعتقاد (فليتشر) أنها مازالت بحاجة إلى مرسى أخير غير مكب النفايات، ولذلك قام بالتواصل مع (فاسولد) والذي يسميه فليتشر: "غول الأسطح المبطنة".

 (فاسولد)، الذي كان يمتلك أكاديمية للتنس في بلد منشئه (ألمانيا)، أراد أن يتَّبع خطى شركة(Nike) التي تطحن المطاط القديم من الأحذية الرياضية القديمة وتحولها لمنتجات جديدة، وبالتالي أحتاج فاسولد لكمية الكرات الضخمة الخاص ب(ReBounces) لجعلها ذات أهمية كافية لإعادة التدوير. حيث قال لهم: 
"أنتم بحاجة إلى مجهود كبير للقيام بتلك المهمة بطريقة اقتصادية، حيث أن الزغب أو الشعيرات الدقيقة على سطح كرات التنس تحتاج إلى معالجة خاصة، لذلك تلك الماكينات يجب تعديلها لتتمكن من التعامل مع ذلك."

 أحتاج (فاسولد) أيضًا إلى شركة باستطاعتها أن تفرش الأسطح المعاد تدويرها كطبقة أرضية تحت الملاعب؛ ولذلك تعاون مع شركة تكنولوجيا بوليمر متقدمة. وقال أيضًا أنه يأمل أن تلك الملاعب المبدئية في (تينافلي) أن تتمكن من توفير عزم كافي لبدأ حركة وثب الكرة، في البداية عندما بدأت في التفكير بالأمر قلت لنفسي لما لا؟، ولكن على الأقل كنت أعلم أن هذا يجب أن تكون الأسطح المعاد تدويرها معادِلةً للأسطح التقليلدية، فالقصة لا يمكن اختزالها في الأداء فقط."

تمكن (بيل ديرمودي) وشركته (ريتور) من المساعدة في توفير كرات التنس اللازمة للمشاريع ذات النطاق الواسع، حيث تدير عائلته متجر صغيرلبيع متعلقات التنس بمدينة ماديسون بولاية (ويسكنسن)، ودائما ما يسألهم الزبائن عما يجب أن يفعلوا بكراتهم القديمة والمستهلكة. وقد قال (ديرمودي): 
 "اللاعبين يرغبون في الاتجاه الخاص بإعادة التدوير" كما أضاف: "احتجنا إلى شيء فوري وسهل الاستخدام بمجرد خروجك من الملعب، لأن معظم الناس إذا عادوا إلى بيوتهم وبحوزتهم تلك الكرات فبالتأكيد سينتهي بها الحال في القمامة"

  لذا قامت (ريتور) بصناعة جهاز ال(Ad-In Bin)، وهو جهاز يشبه صندوق القمامة الأسطواني لجمع كرات التنس، حيث يُعلق على السياج بجانب حدود الملعب...وبعد نجاح الجهاز بشكل مبدأي بأربعة ضواحي محلية، قام (ديرمودي) بوضع جهاز (Ad-In Bin) في (80) مدينة أخرى، من (سانتا مونيكا) ب(كاليفورنيا) إلى (دينفير) و(نيو روشيل) ب(نيويورك)، كما تقوم بعض تلك المدن بتوفير الكرات للمراكز المجتمعية حيث تقوم الأخيرة بتعبأته وإرساله إلى (ReBounces).

  قال (ديرمودي) و(فاسولد) أن مشاريعهم سوف تستفيد بمشاركة واستثمارات جهات مثل (جمعية صناعة التنس - Tennis Industry Association)، (بطولة أمريكا المفتوحة للتنس - the United States Open) أو شركات صناعة كرات التنس.

وفي رسالة بريد إلكترونية قالت (جولين دي بوير) -المدير التنفيذي لجمعية صناعة التنس-
 "تكمن التحديات في تكلفة عملية إعادة التدوير"، كما أضافت وبذلك  فإن الجمعية تركز على المبادارات البيئة الأخرى"

  كما نوَّه (بين) -أحد شركات صناعة كرات التنس-؛
 "أن التزامها بالاستمرارية سيكون أيضا خلال مسارات أخرى مثل: إعادة تدوير الغبار المطاطي والذي سيساهم في صناعة مليوني كرة سنويًا، أو إعادة استخدام الزيوت بماكيناتها، بالإضافة إلى صناعة علب كرات قابلة لإعادة التدوير."

وقد اعترف (فاسولد): "نحن متأخرون قليلًا"!!
بالتأكيد فالبيزنس يلعب دورًا هنا، فعلى سبيل المثال ماكينة (Green Tennis Machines) الخاصة بشركة (ReBounces) تقتصر في أرباحها على شركات صناعة كرات التنس، حيث أضاف (فاسولد) "إننا فعلا في وضع حرج للغاية."

ومع ذلك قال (فاسلود) –والذي يخطط أيضًا لإعادة تدوير كرات التنس لاستخدامها كبطانة في صناعة أسطح الملاعب-؛ "أنه يؤمن بأن مثل تلك الصناعة ستصبح في نهاية المطاف صناعة عالمية."

وبسؤاله عن تلك المشروعات قال المتحدث باسم (جمعية التنس الأمريكية)؛ "لقد تقدمت التكنولوجيا لمرحلة تعود بالمنفعة، وأن الجميعة ستكون مهتمة بمعرفة المزيد."

وأخيرًا .. يرى (ديموردي) نقطة تحول في المستقبل القريب حيث قال: 
"في خلال خمس سنوات، ستصبح جميع ملاعب الولايات المتحدة مصنوعة من الكرات المعاد تدويرها." كما أضاف: "وإذا لم يحدث، فسيفكر اللاعبون:"لماذا لا يفعلون ذلك؟"

الرابط مصدر المقال

 Hussein Kamal

Hussein Kamal

مترجمين المقال
محمود الدعوشي

محمود الدعوشي

مترجمين المقال