أهمية عملية تقطيع الخردوات

كيف غيَّرت عملية التمزيق شكل إعادة تدوير الأشياء وتأثيره علي شكل الطُرُق بأمريكا

بقلم:ريك لي بلانك، بتاريخ: نوفمبر٢٠١٦


إن قطاع إعادة تدوير الخُردة، بشكلٍ ما، يُعتبَر مهمًا لمُوَردين الصناعات التحويلية، فهو يساهم في تزويد مطاحن الصلب سنويًا بصافي ١٣ مليون طن من مخزون العلف حول العالم.

فيما يقرُب من ٧٠٪‏ من مخزون الأعلاف الحديدية (الناتجة من الحديد) لمُنتجي الصلب الأمريكيين تأتي من مواد معاد تدويرها.

بالنسبة لصانعة الخردة، فإن عملية تقطيعها صناعيًا تُعتبَر واحدة من أهم الأساليب من أجل نجاح دمج كل هذه المواد وبعضها ويُعَد ذلك ابتكارًا في مجال صناعة الصلب والذي يُثبت أن صناعة الخردة لها لأهمية تضاهي غيرها من التقنيات في الصناعات التحويلية مثل الطباعة، ومحرك الاحتراق الداخلي (جهاز السخان) والكمبيوتر الشخصي.


وبناءًا عليه؛ فكيف لعملية تقطيع الخردوات أن تقلِب عالم الخردة، حرفيًا، رأسًا علي عقِب؟

كانت إعادة تدوير الخردوات المعدنية، بما في ذلك اعادة تدوير الآلات (السيارات)، قبل الاستخدام المنتشر للتقطيع، بطيئة وغير فعّالة. وقد تم تفكيك المركَبات القديمة بآلة تقطيع يدوية فكان من الممكن أن يستغرق تفكيك سيارة واحدة يومًا بأكملِه ومع تزايد صناعة السيارات، أدي ذلك إلي تراكم تدريجي لحُطام السفن القديمة. منذ مطلع التسعينيات فصاعدًا، قَلَّ الإهتمام بخردة السيارات.

فكان مصيرها الركن في المراعي أو التخلّي عنها بكل بساطة علي جوانب الطُّرقات.

أثناء الحرب العالمية الثانية، تضمنت محركات الخردة إعادة تدوير السيارات القديمة ولكن بعد الحرب أصبح إعادة التدوير عملية إنتقائية جدًا مرة أخري. مع حلول عام 1960 اتسع نطاق إنتاج السيارات الجديدة حتي طغي علي المركبات القديمة، وعلي نحوٍ مُتزايد، فإن خردوات السيارات أصبحت يُنظَر إليها بعينِ الإحتقار.الصورة التي يحاول نقلها هذا المقال هو طريق بولاية كاليفورنيا، مشهدًا من أفلام عام 1963 - موندو كاين


مشكلة حطام السيارات تَمّ حلّها عن طريق سَنّ قانون (تجميل الطريق السريع) لعام 1965، والذي أيَّدتهُ السيدة الأولي، سيدة بيرد جونسون، وقد دعا هذا القانون إلي فرز ساحات الخردة علي جوانب الطرقات، تحسين المناظر الطبيعية، وإزالة اللوحات الإعلانية. في أواخر ستينات القرن العشرين، بدأت عملية التقطيع الصناعي للخردة تأخذ في الانتشار وأصبحت أكثر شعبية، ومشكلة خردوات السيارات أصبح بإمكانها أن تتقلص من حيث الأهمية مع مرور الوقت.


وأخيرًا، ظهرت التكنولوجيا التي بدورها يمكن أن تسعاعد فعملية إعادة التدوير في مواكبة مسيرة إنتاج السيارات الجديدة.

في يومنا هذا، أصبح يُنظَر إلي عملية التقطيع كشئ ضروري من أجل الحفاظ علي الموارد الطبيعية والطاقة، ليس هذا فقط ولكن متطلبات الطاقة أيضًا لإنشاء الصلب من المعادن المُعاد تدويرها فهُم يعتبروا أقل بكثير من المواد الخام. 


وعلي سبيل المثالِ لا الحصر، فإن توفير الطاقة عن طريق المعادن المُعالَجَة يقابل توفيره عن طريق المعادن الخام مساويًا 502 جالون بنزين، والذي يعمل علي تقليل الإحتباس الحراري بمقدار 8811 رطل. ومع القدرة علي التعامل مع ثلاثمائة وأربعمائة طن من الخردة المعدنية في الساعة، فيعتبر هذا حل قوي بإمكانه معالجة الخردة بسرعة وتجهيزها لصناعة الصلب والسبائك. إضافةً إلي ذلك، يوجد فائدة أخري مهمة لعملية تقطيع الخردة أو نظام التقطيع، ويَكمُن في القدرة علي تفريغ وفصل العناصر المختلفة الموجودة في الأشياء التي يتم معالجتها.


فيما يخص السيارات، فمثلًا: قد يكون هناك العديد من أنواع الصلب، بالإضافة إلي المعادن الأخري غير الحديديةِ منها وغير المعدنية، والتي بدورها يجت أن تُفصَل عن بعضها البعض.


وبالمثل، فَفِي إعادة تدوير الإلكترونيات، عملية التقطيع مهمة للغاية في تفريق وفصل عناصر المعادن الثمينة، حيث أنه يتم استخدام تقنيات متطورة للغاية كالماجنيت (المغناطيس)، وأجهزة الإستشعار البصرية لفصل أنواع مختلفة من المواد التي تم فصلها مسبقًا خلال عملية التقطيع. كي لا يتم إغفالها، فإن هناك فائدة أخري للتقطيع متعلقة بأهمية الحد من متطلبات المساحات المستخدمة من أجل المواد، مما يُعني وجود المزيد من المواد التي يمكن أن تصلح كحمولة لشاحنة، بالإضافة لفوائد النقل بشكل عام.


وها نحن ذا، نملك هذه العملية المُذهل، وقوة العمل القوية التي سنحت الفرصة للعالم الصناعي لغضّ النظر عن فكرة معالجة المواد بالطريقة التي تم إثبات عدم جدواها مُسبقًا.

الرابط مصدر المقال

Nouran Ashraf

Nouran Ashraf

مترجمين المقال