أشجار خالية من قصب السكر

تُعد أوراق قصب السكر الأفضل بيئياً مقارنةً بالورق العادي والورق المعاد تدويره ولكن يصعب تمييزه عن غيره، وتعود أفضليته لأنه ينتج من ألياف قصب السكر بدلاً من ألياف الخشب. كما أن أوراق تفل قصب السكر مصنوعة من نفايات قصب السكر (والمعروفة باسم"تفل") عِوضاً عن الأشجار مما يجعلها قابلةً للتحلل حيوياً بنسبة 100٪ وقابلةً لإعادة التدوير، وزيادةً على ذلك فإن عملية تصنيعه مستدامة وصديقة للبيئة.

لماذا يُستخدم قصب السكر في صناعة الورق؟
هناك عدة أسباب لصناعة الورق من قصب السكر. فقد ظهرت نتيجة الإحصاءات أن 900 مليون شجرة تُقطع سنوياً لتزويد مصانع الورق في الولايات المتحدة و67 مليون طن من الورق يستخدمه الأمريكيون في كل عام، لذلك تعطي بدائل الورق المصنوعة من الخشب مهلةً للغابات. وفي حين أن عملية إعادة تدوير الورق هي إحدى الطرق للتخفيف من استخدام الأشجار، فإن هناك حلٌ لا يستخدم أي شجرةٍ على الإطلاق: وهو أوراق ألياف قصب السكرالمصنوعة من تفل قصب السكر، أو منقشرة القصب المتبقية بعد استخراج السكر منها.

1.    لا تستهلك الأشجار
o      تصنع أوراق قصب السكر من منتج النفايات المتواجد أي تفل قصب السكر وتحولها إلى منتجاتٍ قابلةٍ للاستخدام. وبالإضافة إلى صنع الورق من تفل قصب السكر، يمكن للشركات المصنعة صنع أدواتِ مائدةٍ قابلةٍ للتحلل كالمناديل الورقية ومناديل المائدة من الألياف نفسها. وأيضاً يمكن إعادة تدوير ورق قصب السكر وإدراجه في تيار إعادة التدوير مع الورق العادي.

2. تساهم ألياف قصب السكر في تلوث الهواء
o      أحد طرق التخلص من ألياف قصب السكر بعد معالجتها هو حرقها وهذا يؤدي إلى تلوث الهواء ويزيد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لذلك بدلاً من استخدام تفل قصب السكر بطريقةٍ تضرالبيئة، يمكن إعادةُ استخدام الألياف ليتم معالجتها لصنع الورق عن طريق لب قصب السكر وتبييضه دون استخدام الكلور ومن ثَم نسجه لإنتاج الورق.

3.    إنتاجُ ورق قصب السكر يوفر الطاقة
o      كمية الطاقة اللازمة لصنع ورق قصب السكر أقل من تلك اللازمة لصنع ورق لب الخشب التقليدي، فقشور قصب السكر التي تُعتبر منتجاً ثانوياً ونفاياتٍ زراعية متوفرةٌ بكثرةٍ ولا يتم حصدها من النباتات المزروعة لصنع الورق على عكس الأشجار المخصصة لذلك. لذلك فإن اتخاذَ أقل عدد من الخطوات الوسيطة لصنع الورق يجعل قصب السكر أكثر انسياباٌ وأقل استهلاكاً للوقود من نظيره في الخشب.

4.    تتحلل أوراق قصب السكر بيولوجياً أسرع من الورقة العادي
o      من وجهة نظر أرشيفية، يحتاج مستخدموا الورق أن تتحمل بضائعهم الورقية كافة المؤثرات وأن تدوم لفترة طويلة. بينما من المنظور البيئي الأفضل فالمواد التي لا تتحلل بسرعةٍ ليست صديقةً للبيئةِ. ومن المعلوم أن تفل قصب السكر يتحلل أسرع من الورق العادي لذلك يمكن أن يكون مفيداً أو أقل فائدةً، اعتماداً على ما تحتاجه من استخدام الورق.

يتم صنع معظم الورق من الخشب، وحتى لو كنت تستخدم الورق "المعاد تدويره" الأمر الذي يُعد تحسناً كبيراً، لكن تبدأ العملية بقطع شجرة. الآن نحن نستخدم ورق تفل قصب السكر للمناديل التي نستخدمها.كلمة تفل قصب السكر(Bagasse) هي كلمة جديدة تماماً بالنسبة لمعظم الناس وهي تلفظ  "Buh-Gas" وهي ما تبقى بعد تفريغ نبات قصب السكر من العصارة فيتبقى اللب والألياف التي لها صفات متميزة ومفيدة للغاية: فهو ينمو تقريباً مثل الأعشاب الضارة نظراً لنموها السريع في بيئةٍ أحاديةٍ سميكةٍ، ويمكن أن يُزرع سنوياً برطوبة قليلة للأرض والتربة، ولا يحتاج لكميةٍ كبيرةٍ من الأسمدة، ولا يتطلب أكثر من مياه الأمطارلينمو. كما ينمو قصب السكر في المناطق المدارية، حيث الأمطار الوفيرة والشمس الساطعة. 

وأيضاً ينمو القصب بسرعةٍ كبيرةٍ وبتكلفةٍ قليلةٍ جداً. والأهم من ذلك، أن الألياف أو اللب التي يتم التخلص منها في كثيرٍ من الأحيان لها استخداماتٌ رائعةٌ. فمثلاً يمكن استخدام هذه الألياف لصنع الورق والملاعق والشوك والصحون والصناديق، وبالتالي تقليل الطلب على البلاستيك. والأفضل من ذلك كله، يمكن تصنيع هذه المنتجات بالقليل من الطاقة، ولا يستخدم الكلور أو غيره من المواد الكيميائية السامة. ويعتبر تفل قصب السكر ثورة اقتصادية، فنحن نستخدمه الآن في العديد من أحدث منتجاتنا. 

نحن نحاول دائمًا تقليل بصمتنا البيئية، ويُعد تفل قصب السكر طريقةً رائعةً للقيام بذلك. وإن اختيار المنتجات المصنوعة من الألياف المعاد تدويرها يقلل من الحاجة إلى لب الخشب، مما يعني ترك المزيد من الأشجار دون قطعها. فالمادة الخام الرئيسية المستخدمة في تصنيع عجينة الورق هي الخشب. ومع ذلك، إن الطلب المتزايد لصناعة الورق، في وقت الذي تتضاءل فيه موارد الغابات، أجبر الشركات المصنعة على اللجوء إلى مصادر أخرى من المواد الخام، مثل قش الحبوب أو القصب أو الخيزران أو قصب السكر.

الرابط مصدر المقال

Hiba Ja'afreh

Hiba Ja'afreh

مترجمين المقال