اعرف المزيد عن الأسواق التي تقايض النفايات بالخضراوات

ينتج سكان مدينة نيو ميكسيكو -الذين يقدر عددهم بـ 21 مليون مواطن- كميات كبيرة جدًا من القمامة وكميات ليست كافية من الطعام الصحي، ولكنهم الآن يمكنهم مقايضة إحداهما بالأخرى؛ فقد تمَّ إنشاء سوق شهري جديد تحت إدارة حكومة المدينة والذي يقبل استلام كل من الورق والزجاج والبلاستيك والألمنيوم ويستبدلهم مقابل الطعام والنباتات المزروعة محليًا. منذ أنْ تم تدشين المشروع في شهر مارس حتى شهر أكتوبر لعالم 2012 استبدل ما يسمى (سوق المقايضة) قرابة الـ140 طنًا من القمامة مقابل 60 طنًا من المنتجات. يعد هذا السوق مجرد خطوة صغيرة تجاه معالجة مشكلة أكبر وهي مشكلة المخلفات. ففي يناير من عام 2012 تراكمت أكوامًا من القمامة بعدما تمَّ إغلاق مكب النفايات، فقد كان يستقبل ما يصل إلى 12.600 طنًا من القمامة يوميًا، وكان في حجم ما يقدر بـ 450 ملعب كرة قدم. لن ينتهي الأمر إلى الفوضى العارمة إلا في حالة أن يصبح تعامل العائلات بشكلٍ أفضل مع إعادة التدوير. وقد صرحت المسئولة الحكومية (باولا دي ماريا - Paola de María) والتي ساعدت في إنشاء السوق: "نحن نريد أن نعلّم الناس بكل بساطة أن النفايات ليست بنفايات." يقدم المشروع وظائف ترحيبية بمزارعي المدينة، الذين يعمل الكثير منهم في المنطقة الجنوبية المائية بقنوات (سوتشيميلكو - Xochimilco)، فهذه القنوات هي آخر ما تبقى من ذكرى كيف كانت مدينة نيو مكيسكو قبل أنْ تستنزف أسبانيا تلك البحيرة التي أقامت عندها. فمنطقة جنوب المدينة الغير متطورة تعتبر عرضة لأعمال البناء الجائر غير القانونية للأحياء الفقيرة، لذلك تأمل الحكومة بمنع هذه الأعمال من خلال تشجيع الزراعة على تلك الأرض. أمّا بالنسبة للسوق فأنه يثبت شعبية بالفعل؛ حيث تبدأ الطوابير في الاصطفاف بدايةً من السادسة صباحًا، وبحلول الظهر يكون تقريبًا كل كميات الطعام قد بيعت. وتعليقًا على ما سبق قالت (Eugenia Trueba): "يعمل كل أفراد عائلتنا الآن على فرز وتقسيم مخلفاتهم"، حيث قالتها وهي تبرز حقائب من نبات الخس وبذور السمسم وأوراق الصبار والتي حصلت عليهم مقابل أوراق الجرائد والزجاجات البلاستيكية، على الرغم من أنَّ أكثر من نصف الزوار يأتون بسياراتهم، والذي إلى حد ما على يفسد أوراق اعتماد السوق المبنية على صداقة البيئة. أمَّا على الجهة الأخرى فالمشروع لا يقابل حائطًا صلبًا، فالسوق يقوم شهريًا ببيع في حدود 20 طنًا من النفايات لصانعي الزجاج والورق ومصانع متخصصة أخرى بقيمة 40.000 بيزو (3.100 دولار). أمَّا بالنسبة للطعام الذي تقوم الحكومة بشرائه من مزارعي سوتشيميلكو بأسعار أعلى من قيمة أسعار السوق حيث يكلفها 90.000 بيزو، أمَّا الفرق فيتكبده دافعي الضرائب.
ومع ذلك فيكمن الهدف في حث الناس على سلوك إعادة التدوير ليس جني الأموال، فهناك خطط قيد التنفيذ لتدشين فروع جديدة، ومن المحتمل أن يصبح السوق نصف شهري، فالاختبار الحقيقي يكمن في هل ستقتنع المزيد من المنازل بإعادة التدوير حتى بدون عائد الطعام المجاني في المقابل؟!

الرابط مصدر المقال

محمود الدعوشي

محمود الدعوشي

مترجمين المقال